في عام 2004 ، ظهر بقميص نادي برشلونة مراهق قصير القامة. ذلك الولد يخبئ قصة غريبة ، قصة ولد كان يعاني من مشاكل في النمو ، فرفضت الأندية الأرجنتينية المخاطرة بتحمل نفقات علاجه ، ليحط الرحال في عاصمة كاتالونيا ، عندها ، كان عمره 13 عاماً و طوله 111 سنتيمترا .
تردد اداريو البلوغرانا في البداية ، قبل أن يقرروا إنتداب “معجزة روزاريو ” ، لكنهم لم يعلموا حينها أنه سيصبح فيما بعد أفضل من انجبت ملاعب كرة القدم … أول انجازاته كان قيادته المنتخب الأرجنتيني للشباب عام 2005 للتربع على عرش العالم .
انفجرت موهبة ليو في كلاسيكو إسبانيا موسم 2006- 2007 فقد دك شباك كاسياس بهاتريك ولا أروع .
النجم الاول
عام 2008 ، أصبح ميسي النجم الأول في برشلونة خصوصاً بعد إنتقال صديقه رونالدينيو إلى الميلان . قدوم إبن البيت الكاتالوني بيب جوارديولا ساهم كثيراً بالتطور الهائل الذي شهده مستوى ميسي موسم 2008-2009 ، فالاثنان قادا البارسا للظفر بجميع المسابقات عام 2009 ( ست بطولات) و هو إنجاز غير مسبوق في موسم إستثنائي تألق فيه إلى جانب البرغوت الأرجنتيني ، الأسد الكاميروني صامويل ايتو ، و الرسام انيستا و المايسترو تشافي .
بعدها ، راح ميسي يفوز بالجائزة الفردية تلو الأخرى ، و جعل من فريق برشلونة أفضل فريق كرة قدم في تاريخ الساحرة المستديرة ، فقد كان الكتلاًن يدخلون كل مباراة و هم مرشحون فوق العادة للتفوق على خصمهم مهما كان حجمه … اسألوا مورينيو عن الخماسية النظيفة في الكامب نو !
أربع كرات ذهبية
الحصيلة أربع كرات ذهبية ، خمسة القاب دوري اسباني ، ثلاث بطولات دوري الأبطال و أرقام قياسية لا تحصى و لا تعد ابرزها تربع خليفة مارادونا على عرش هدافي دوري الأبطال و الدوري الإسباني …
الفن الراقي
لماذا أنت متعصب إلى هذا الحد لميسي ؟ فأجبته : لا يا صديقي أنا لست مع برشلونة وميسي ليس لاعبي المفضل وعندما بدأت بمتابعة الكرة ، لم يكن قد بدأ مشواره الإحترافي … أنا أعشق الفن الراقي ، ميسي أفضل ملحن فهو يعزف أجمل السيمفونيات ، ميسي أفضل شاعر فهو يكتب أجمل الكلمات ، ميسي أفضل مهندس فهو يصنع المعجزات ، ميسي أفضل طبيب فعندما تراه تنسى التعب و الإرهاق و الروتين و يشفيك من كل الجروح ، نعم جعلنا نعتقد أن السحر موجود فما يفعله لا يمكن تصنيفه ضمن الأعمال البشرية … قالوا عنه الأفضل في العالم ، لا لا هذا هراء ! كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم ، لأن ميسي من كوكب آخر .. يمرر بدقة تفوق دقة الآلات ، يراوغ المدافعين بليونة و مهارات تسحر العقول و لعل مراوغاته في إياب الدور ثمن النهائي أمام السيتي خير دليل على كلامي … يسدد بثقة كبيرة من بعيد و يقتنص الأهداف بحس تهديفي لم نر مثله من قبل .. يجعل كل من حوله يبدو لاعباً عادياً مهما علا شأنه … عندما أشاهد سواريز و نيمار مع منتخبيهما ، انبهر كثيراً بأدائهما الرائع .. لكن عندما يلعبان إلى جانب ميسي ، يصبحان مساعدين للبطل الحقيقي ، للاعب يخطف الأضواء بمجرد وقوفه على المستطيل الأخضر .. أرقام و أرقام تحكي عن اسطورته … إذا كان بيليه هو رمز الخمسينات و الستينات ، و مارادونا رمز الثمانينات فإن ميسي هو بدون منازع رمز الألفية الثالثة ، رمز دوري ابطال أوروبا و رمز الدوري الإسباني و رمز برشلونة و رمز الكرة الجماعية ، و رمز التواضع و الأخلاق و ألإستمرار و الإصرار و الإحتراف و المثابرة و الوفاء … بإختصار ، رمز لكرة القدم و قيمها… أنا محظوظ أني عشت في زمن ليو ميسي ، فهو ليس فقط الأفضل في حقبته بل الأفضل على مر العصور و أنا لا أبالغ ، أقول ذلك و أنا مقتنع إلى أبعد الحدود بما أقول …
أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني
ما هو المركز الذي يشغله ميسي على أرض الملعب ؟ عزيزي القارئ هذا السؤال لا يحتمل إجابة واحدة ، فميسي هو رأس الحربة و الجناح الأيمن و صانع الألعاب في آن واحد ، فتارة يبهرك بتمريرات حاسمة ملمترية و تارة أخرى يجننك بلمحة فنية خارقة يسجل من خلالها هدفاً خيالياً .. و على ذكر الأهداف ، فقد بات أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني برصيد 275 هدف ، فضلاً عن تسجيله أكبر عدد ثلاثيات في تاريخ الليغا مع 24 هاتريك و تربعه على عرش هدافي الكلاسيكو مع 21 “غول ” و هو صاحب أعلى رصيد تهديفي في موسم واحد في الليغا مع 50 اصابة و صاحب أكبر عدد من الأهداف في سنة واحدة ب 91 هدف عام 2012 و تصدره قائمة هدافي دوري الأبطال ب 75 هدف … لن أكمل الحديث عن ارقامه القياسية فهي لا تحصى و لا تعد … لم يكتف الساحر الأرجنتيني بالتهديف فأراد أن يكون أيضاً أفضل صانع ألعاب في التاريخ، فقد أصبح صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في تاريخ الليغا مع 107 “كفيارات ” … أعتقد أن ميسي يجب أن يرتدي قميصاً عليه رقمين :9 و 10 فهو في تسجيل الأهداف من طينة الظاهرة رونالدو و فان باستن و في المهارات و صناعة اللعب من فئة دم بيليه و مارادونا ..
أهدافه و ابداعاته ستبقى راسخة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة إلى الأبد ..
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق