تكتب سيما كدمون، في "يديعوت احرونوت" ان من تأمل الاستيقاظ على فجر يوم جديد، سيستيقظ على فجر يوم امس. دولة اسرائيل تحصل هذا الصباح على نتنياهو زائد زائد. علينا ان لا نرتبك: هذا ليس انتصارا لليكود، انه انتصار لرجل واحد، ربما افضل رجل للحملات الاعلامية في كل العصور، والذي نجح خلال ثلاثة ايام بتحويل الكفة السلبية لحزبه الى انتصار جامح. لقد فعل ذلك من خلال استخدام الاكاذيب وتوجيه الاتهامات الكاذبة الى منافسيه، ومن خلال مهاجمة وسائل الاعلام وتأجيج الغرائز.

على طريق هذا الانتصار لجأ الى كل الاساليب، ومن بين ذلك احراق كل الجسور مع الرئيس اوباما، الدخول في مواجهة مع كل قطاع ممكن، بما في ذلك اطلاق تصريحات تعتبر عارا ازاء الجمهور العربي، امس، والتنصل من وعوده الانتخابية السابقة بشأن حل الدولتين. كل الإطراء على ما حققه هرتسوغ من انجاز كبير، لا يمكنه شطب الحقيقة البسيطة، كما تظهر الآن، وهي ان إسرائيل حصلت على نتنياهو لاربع سنوات اخرى.

اذا كان الشعور بحدوث انقلاب قد ساد حتى صباح امس، او سادت اجواء التغيير، فقد اتضح في الليل ان ما كان هو ما سيكون. إسرائيل تدخل الى عهد آخر لعائلة نتنياهو في البيت القائم في شارع بلفور، مع كل ما يعنيه ذلك. لقد نجحت حملة انقذوني التي اطلقها نتنياهو خلال الايام الاخيرة بتفريغ المقاعد من بينت ويشاي وحولت الليكود الى الحزب الاكبر.

لقد استجاب جمهور الليكود للدعوة وعاد الى البيت. تسع سنوات من عدم العمل والعزلة الدولية وعدم الرضا عن انجازات الحكومة، والتقارير الخطيرة لمراقب الدولة ، ومشاعر تغرب الجمهور الاسرائيلي، لم تكف لكي يقول الجمهور: حتى هنا.

لكن انجاز نتنياهو لا يستطيع شطب ما تبين امس من العينات التلفزيونية، وهو ان شعب اسرائيل يواجه الانقسام. بالنسبة لنصف الشعب كانت نتائج الامس بمثابة تلقي قبضة في البطن. لقد تطرف نتنياهو في مواقفه خلال الاسابيع الاخيرة، وامس الاول فقط، تراجع عن التزاماته القديمة بشأن حل الدولتين، وفي حملته الانتخابية السلبية التي ادارها في الأيام الأخيرة ضد العالم كله، نجح باقصاء مجموعات كاملة من الجمهور. لكن هذا كله لا يغير حقيقة ان المفتاح يتواجد اليوم في ايدي نتنياهو. مع كل الرغبات الطيبة للرئيس، فان من سيدير الامور الان سيكون نتنياهو. واذا فعل ما وعد بعمله، فانه سيقيم اولا حكومته الضيقة مع شركائه الطبيعيين، الليكود، بينت والمتدينين، ما يشكل حوالي 48 نائبا. بعدهم سيحاول ضم "كلنا". لكن كحلون قال انه لن ينضم الى حكومة ضيقة مع اليمين والمتدينين. ومن يمكنه مساعدته على الانضمام هو ليبرمان. فرئيس اسرائيل بيتنا ليبرمان يعتبر كنزا لنتنياهو، يفوق بكثير قوته الانتخابية، الامر الذي يعني ان رئيس الحكومة سيعطيه الكثير كي يدخل الى الائتلاف. هل ذكرنا حقيبة الامن؟

يمكن لانضمام ليبرمان الى الحكومة ان يفتح الطريق امام كحلون الذي سيضطر الى التغلب على الدم السيء الذي يجري بينه وبين رئيس حكومته. كحلون يعرف اكثر من الجميع ما يعنيه وجود وزير مالية ناجح تحت قيادة نتنياهو. واذا لم يعرف فليسأل لبيد. هل سيقتنع ان الامر سيكون مختلفا هذه المرة؟ هل سيصدق بأن نتنياهو سيمنحه الدعم؟ يصعب التصديق، خاصة بعد ما فعله به نتنياهو في الأيام الأخيرة. كحلون ليس شخصا ينسى بسرعة، او يصفح. قراره سيكون حاسما بالنسبة لتركيب الائتلاف. وهناك امكانية تشكيل حكومة وحدة. اذا تطرقنا الى تصريحات نتنياهو قبل الانتخابات فان هذا لن يحدث، ولكن منذ متى نحن نتطرق الى تصريحاته؟

يصعب رؤية هرتسوغ يوافق على الانضمام الى حكومة وحدة بدون اتفاقية تناوب. وسيحتاج الى اكثر من ذلك كي يقنع اعضاء حزبه بالانضمام الى ائتلاف برئاسة نتنياهو، سيضم بينت ايضا. وهناك امكانية اخرى، شبه خيالية، وهي تشكيل حكومة برئاسة هرتسوغ. يمكن لهذا ان يتم اذا قرر كحلون وليبرمان عدم المضي مع نتنياهو رغم كل شيء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com