تحدث مراسل موقع "بكرا" مع عدد من الشابات والشبان في مناسبة الثامن من آذار التي تصادف يوم الأحد المقبل، واستطلع آرائهم حول كيف يرون وضع المرأة الفلسطينية في الثامن من آذار وما هي الصعوبات التي تواجهها وما هو المطلوب من أجل تحصل على حقها، وفيما يلي بعض الآراء:

المرأة الفلسطينية أكدت حضورها

من جانبه، يقول الشاب أحمد فراج: علينا أن نعي جيداً أننا لا زلنا تحت احتلال وفي مرحلة الثورة والتحرر، وهذا يعني أن علينا أن نبني على تجربة المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الاولى والثانية والتي أكدت من خلال حضورها أنها تستطيع القيادة والتقدم بشعبنا نحو الافضل.

ويضيف: من ذلك المنظور لا يمكننا أن نطالب بشيء جديد على صعيد حقوق المرأة، فوثيقة اعلان الاستقلال شملت الجوانب الكاملة لحقوق المرأة، إلا أن ما يُمارس على أرض الواقع في بعض الحالات يُنافي نصوص القانون.

ماذا تتمنى إكرام في الثامن من آذار؟

من جانبها، تقول الشابة إكرام أبو عيشة (26 عاما) من مدينة نابلس: كامرأة في يوم المرأة العالمي أتمنى ان تصبح النصوص التي تقرأ في مثل هذه المناسبة واقع نعيشه، واطلب ان يتم تعديل القوانين التي من شأنها أن تحفظ للمرأة حقوقها فهناك نصوص قانونية مجحفة بحق المرأة، وأتمنى أن تحصل المرأة على حصتها بسوق العمل فنسبة المرأة العاملة في سوق العمل هي 17 % فقط، اتمنى ان ارى المرأة في المراكز القيادية وان تثق المرأة بنفسها وتمنح الثقة لغيرها من النساء، أتمنى من المجتمع أن يحترم المرأة ولا ينظر للمرأة على انها حسد فقط وان وظيفتها بالمجتمع هي وظيفة جنسية وحسب، واخيرا اتمنى ان يحترم المجتمع حرية المرأة لا حرية الوصول للمرأة وان يحترم اختيارها للارتداء الحجاب من عدمه ولا يعتبرها متخلفة بحال اختارت الخيار الاول.

سونا الديك: المرأة تواجه مشكلة العادات والتقاليد

من جانبها ترى الشابة سونا الديك أن المرأة الفلسطينية تواجه مجموعة من الصعوبات والتحديات اهمها العادات والتقاليد و(الضلع الاعوج) ولا ننسى الاحتلال ايضا اذ انها في الواجهة دائما، والمطلوب أولا التوعية بحقوق المرأة ثانيا سن قوانين وتشريعات جديدة او تعديل لتشريعات قديمة تضمن للمراة الفلسطينية حياة كريمة خاصة في العمل.

باهي الخطيب: وضع المرأة في فلسطين متأرجح

إلى ذلك يرى الشاب باهي الخطيب أن: بعض القوانين والتشريعات في فلسطين انصفت المرأة ووصلت الى مستوى لا بأس به، والبعض الاخر بحاجة الى تعديل نظرا لأن المرأة الفلسطينية تعد استثناءً كونها شريك في النضال الوطني السياسي والاجتماعي، وعانت على مدى سنين طوال مثلها مثل الرجل من الاحتلال وافرازاته على شتى المجالات الحياتية في بلدنا، ناهيك عن الدور المنوط بها داخل المجتمع والاسرة التي هي نواته. لكن الانصاف هنا جاء لشريحة معينة من النساء حيث لا زال السواد الاعظم منهن يعاني من النظرة التقليدية للمرأة والثقافة المجتمعية التي تبقي عليها في مكان ما من المجتمع، ومحصورة الادوار في مهمات حددها المجتمع الذكوري، وهذا الامر بحاجة الى تضافر الجهود من كل القوى والمؤسسات الفاعلة على الساحة الفلسطينية لتصويب تلك النظرة.ومن باب العدل في الحديث، فإنه وفي الوقت ذاته يتوجب على المرأة ان تتعامل مع واقعنا ليس بندية تجاه الرجل (وهذا ما نلاحظه في بعض الاحيان).

وأضاف: اما عن المطلوب للنهوض بواقع المرأة الفلسطينية، فهو يرتكز الى محورين، كما يرى باهي الخطيب، الاول - ذاتي: حيث يتوجب عليها ان تدرك جيدا لحقوقها وان لا تتنازل في الدفاع عنها، وفي الوقت نفسه اشهار كلمتها حينما تشعر انها واقعة تحت سطوة ظلم ما، وهذا دور المؤسسات النسوية والقانونية والحقوقية، والثاني مجتمعي: والمقصود هنا تدعيم القوانين والتشريعات الخاصة بالنساء من خلال توعية شاملة من شأنها احقاق حقوقها والتعاطي معها على انها جزء فاعل ومننج في المجتمع (والانتاج هنا على الصعد كافة)، وتصويب بعض الظواهر الخاطئة والمجحفة ، التي تقلل من دورها الذي يوازي دور الرجل، ان لم نبالغ في ذلك.

وفاء العريض: الغد يبدو مشرقا

إلى ذلك قالت وفاء العريض: عالميا، توصف المرأة الفلسطينية بالمكافحة الصبورة، التي اعتادت الوقوف جنبا إلى جنب مع الرجل، فلا ينكر أحدا البطولات الأنثوية العديدة التي شهدتها قضيتنا وثورتنا ضد المحتل... دلال المغربي.. ليلى خالد.. شادية أبو غزالة، والقائمة مستمرة...

وأضافت: أما على الصعيد الاجتماعي، فيبدو أنه، وبرغم الشعارات والكليشيهات المناصرة للأنثى، ما زال المجتمع يرفض مساواة النصف الذي تمثله المرأة بالآخر (الرجل)، الذي يعطى غالبا الحق في احتكار موضع القيادة دون جدال.

وتقول: برأيي، لا يكمن الخطر في محاولات الذكر لإحباط تحقيق مساواة بين الجنسين، بل أيضا في نظرة المرأة لذاتها ونظيرتها، ومع ذلك، يبدو الغد مشرقا لنا النساء، فباتت تظهر تغييرات لا بأس بها في السنوات الأخيرة، وأظن أن المرأة الفلسطينية أضحت أوعى بحقوقها، وأشجع في نضالها لنيلها، ولو بعد حين.

نبيل دويكات: الفلسطينية تعاني من التمييز ضدها

بدوره، يرى نبيل دويكات أنه لا تزال المرأة الفلسطينية تعاني من التمييز ضدها في مختلف المجالات. رغم بعض التطور في مساواة المرأة في بعض المجالات، الا ان هذه المساواة لا تجد تطبيقا لها في معظم مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية وغيرها. الثقافة المجتمعية لا تزال سائدة. في المجال السياسي مثلا لا تزال المرأة بعيدة عن بلوغ المساواة في مراكز صنع القرار السياسي الفلسطيني في مجمل النظام السياسي سواء في الحكومة او البرلمان " المجلس التسريعي" او في المستويات العليا في قيادة الاحزاب والقوى السياسية، وحقيقية تمثيل المرأة في هذه المواقع القيادية لا تعكس حقيقة دور المرأة ومشاركتها الفعلية في النضال الوطني الفلسطيني.

ويضيف: حتى تتحقق المساواة وانصاف المرأة الفلسطينية في مختلف المجالات فانه لا بد من وجود ارادة مجتمعية عامة وارادة سياسية بشكل خاص على اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق المساواة وتطبيقها فعليا على ارض الواقع، وهذا يمكن ان يجد طريقة من خلال عمل مجتمعي متكامل في تغيير الثقافة المجتمعية وتعديل التوجهات السلبية القائمة تجاه قضايا المرأة، ومن ناحية ثانية تعديل القوانين والتشريعات القائمة التي لا زالت تكرس التمييز وعدم المساواة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com