لم تنفك قطر في الاحتفال بحصولها على حقوق تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 حتى بدأت المشاكل والانتقادات تحوم حول الدولة الشرق أوسطية التي تقبع في منطقة الخليج العربي.

بدأت الشبهات تصيب قطر عقب الفوز مباشرة بحق تنظيم كأس العالم، وأصابع الاتهام تشير إلى تلاعبها في نتيجة قرارات أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" المصوتين من خلال الرشاوى المالية.

وبعد العديد من الشكاوى التي قدمت من عدة اتحادات أهلية قرر الاتحاد الدولي بقيادة السويسري سيب بلاتر فتح تحقيق لحسم تلك القضية وجثها من جذورها، وجاءت نتيجة التحقيقات لتبيض صفحة القطريين إلا أن ذلك لم يرق للبعض.

وبانتهاء التحقيقات في تلاعب قطر بنتيجة التصويت تنفس المسئولين في الدوحة الصعداء واعتقدوا أن أمواج البحر الهائج قد خمدت دون رجعة، إلا أن ذلك كان مجرد حلم من أحلام اليقظة.

فبعد شهور قليلة من إعلان اسم قطر كمنظم لكأس العالم 2022 وانطلاق أعمال التحضير والتأسيس للملاعب التي ستستضيف فعاليات المونديال، طفت على السطح قضية تعدت حدود اهتمامات المجتمع الكروي إلى نظيره الحقوقي.

فقد رصدت العديد من التقارير الصحفية معاناة العمال الذين يحملون على أكتافهم أعمال الإنشاءات في استادات مونديال 2022، وفقدانهم لحد الكفاف من المعيشة الإنسانية أثناء وبعد أداء أعمالهم اليومية.

ومن جديد سارعت الإدارة القطرية متمثلة في اللجنة المشرفة على سير أعمال المونديال، سارعت بنفي ما نشر عن حياة عمال المونديال الذين يعيشون على حافة الموت.

وكان وقع تلك الأخبار التي نشرت عن حياة عمال المونديال كبيرًا خاصة وأن تلك القضية تعدت حدود الأمور الرياضية إلى حق الإنسان في حياة كريمة، وهو الأمر الذي تسبب في صدع جديد بجسد ملف قطر المونديالي.

وبعدما استطاعت قطر لملمة قضية العمال بشكل أو بآخر والتقاط الأنفاس، ظهرت قضية أخرى تعتبر محورية في الملف التنظيمي للدولة التي يعتبرها البعض من المشتغلين بكرة القدم حديثة العهد في عالم الساحرة المستديرة.

الطقس ودرجات الحرارة المرتفعة في مونديال 2022.. قضية يحاول الاتحاد الدولي بشكل مضني إلى حلها خاصة وأن البطولة التي اعتاد العالم على انطلاق فعاليات في شهر يونيو وامتدادها إلى شهر يوليو سيكون من الانتحار إقامتها في ذلك الوقت من العام بقطر حيث تكون المعدلات الحرارية ما بين 50 و55 درجة مئوية.

ومن هنا بدأت الاقتراحات فتارة يقول البعض بإقامة البطولة في شتاء عام 2022، وتارة أخرى يقترح البعض بتكييف الملاعب للقضاء على الحرارة المرتفعة، وطرف ثالث يفكر في سحب الملف التنظيمي من قطر بالأساس.

وبعد عدة اجتماعات هنا وهناك استقر الاتحاد الدولي لكرة القدم على تقديم مقترح بإقامة البطولة خلال شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2022 وهو ما عارضتة رابطة الدوريات الأوروبية بشكل واضح.

وقال كارل هاينز رومنيجه رئيس رابطة الأندية الأوروبية في بيان رسمي أن أندية القارة العجوز ستطالب بتعويضات مالية ضخمة في حال تحول مقترح "الفيفا" إلى قرار رسمي، وذلك بسبب ما ستتعرض له الأندية الأوروبية من أضرار جسيمة ماديًا وأدبيًا.

وبرر رومينيجه بأن تغيير موعد إقامة المونديال المعتاد ما بين شهري يونيو ويوليو إلى نوفمبر وديسمير سيتطلب تغيير كل جداول المباريات حول العالم لتتناسب مع موعد إقامة البطولة في 2022-2023 وهو الأمر الذي يستلزم استعداد الجميع لتقديم تنازلات.

وعليه.. هل ترضخ قطر وتنحني للعملاق الأوروبي وتفتح خزائنها لتنهم الأندية الأوروبية منها حتى الشبع وتعلن من بعد ذلك رضاها عن الدولة الخليجية وعن مونديالها الأزمة؟!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com