تسود في الشارع الفلسطيني حالة من الغضب على مقتل مواطنين فلسطينيين من عائلة أبو صالحة التي تقطن مدينة نابلس، عقب الإعلان عن الحادث وخصوصا أنها تمت على خلفية قومية ودينية، حيث تعرف الشابتان بالتزامها بالحجاب الديني، الذي تسبب في استهدافها من قبل متطرف أميركي.

وتصدر هاشتاغ #‎ChapelHillShooting مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر بشكل خاص) سريعًا، بعد جريمة قتل عنصرية بحق شابتين وزوج إحداهما، شمال ولاية كارولينا في الولايات المتحدة الأميركية، من قبل رجل ألقي القبض عليه مباشرة وعمره 45 عامًا.

وتواجد الهاشتاغ الخاص باستنكار الجريمة العنصرية تجاه المسلمين، التي حدثت قرب مركز إسلامي في الولاية، في أكثر من 100 ألف تغريدة بعد ساعات من انطلاقه عالميًا.

الشبان يرفضون ما حدث ويعتبرونه بإيعاز من الحكومة الإسرائيلية

ويقول الشاب يوسف محارمة إن هذا اعتداء وقح وجبان بحق هالؤلاء الشباب الذين يدرسون الطب ويوصف بالعمل البربري والذي بالطبع تقع وراءه المافيا الإسرائيلية التي تحاول زج الجماعات الإسلامية بمثل هذه الجرائم، وأنا أطالب أمريكا التي تتغنى بالحريات بالكشف الفوري والسريع ومحاسبه الكيان الصهيوني المتوغل في أمريكا والذي هدفه في هذه الجريمة خلق بلبله وصراع إسلامي مسيحي في الأراضي الدولية، وهو بإيعاز واضح من قياده الاحتلال والحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

من جانبها قالت الشاب يارا يعيش: "برأيي إننا دخلنا دوامة العنف التي صنعها الإعلام وجهاز الاستخبارات الأمريكي من خلال تعميق وتطبيق فكرة الاسلاموفوبيا وإعادة منظومة الأفكار العنصرية والتطرف، وما حصل في أمريكا سنراه عما قريب في بلاد أخرى ضحايا أبرياء جريمتهم الوحيدة أتباعهم لدين معين وليس هذا ناجما بسبب داعش التي تستمر بعض الحكومات بدعمها ماديا وعسكريا فهم قتلوا أبرياء لمجرد اختلافهم بالدين اليوم سنرى فكرا داعشي أجنبي يقضي بالقضاء على المسلمين المتواجدين في الغربة...والخطأ يقبع على مثقفينا وشيوخنا وإعلامينا الذي تواروا عن النظر ولم يقوموا بتفسير شيء أو دحض هذا الفكر وتوجيه رسالة إيحاء وسلام للآخرين مفادها حقيقة الإسلام أو ما معنى إن تكون مسلما للأسف ما حصل هو جريمة ضد الإنسانية وضد حقوق الإنسان وسلب أهم حق فيها هو حق الحياة وحرية العبادة والفكر الآن يتوجب على أمريكا أن تبادر جديا للقضاء على التطرف لا أتوقع شيئا لأجل هذه القضية فقد قتلوا شابا اسود ولم يأبهوا له هل سيأبهون لثلاثة مسلمين؟.

أبو عليا: الحادث مؤشر على تنامي العنف الديني في أميركا

من جانبها، رأت الشابة وصال أبو عليا إن قضية مقتل فلسطينيتين وزوج إحداهما وهو سوري، جراء إطلاق النار عليهم في ولاية كارولينا الأمريكية هو يشير إلى تنامي ظاهرة التطرف للديانات، وكل حسب منظومته الفكرية والثقافية والأيديولوجية. مع العلم أن هذه الظاهرة ستزداد حدتها في الأيام القادمة. وما حدث اليوم ليس أقل حدة عما فعلته داعش عبر إحراقها للطيار معاذ الكساسبة، وهذا يقودنا لبداية تواجد أكبر لظاهرة الدعشنة لدى العديد من الديانات.

رمزي الطويل: الإرهاب لا دين له

في ذات السياق يرى الشاب رمزي الطويل أن ما حدث هو أول دليل عملي أن الإرهاب لا دين له ... فهذا الملحد والمتهم الأول بالقضية له سوابق في التهجم والتهديد للمسلمين بعد أحداث عملية داعش في فرنسا للصحيفة المسيئة ... أولا الفضل لداعش التي جعلت من صورة الإسلام صورة مخيفة مليئة بالدم والكراهية العمياء التي بدأت بأرواح المسلمين قبل الآخرين فعدد من قتلتهم داعش من مسلمين يفوق التصور، والفضل الآخر للقاعدة التي وصل عدد المسلمين الذين قتلوا بالتفجيرات الانتحارية في العراق والعالم لأكثر من مليون مسلم، والفضل الأول للمذهب الوهابي الذي رفضه كل علماء المسلمين وشيوخه منذ ظهر قبل قرن بفضل النفط والسياسة وأمريكا وحرب أفغانستان المزعومة.

سامح خضر: العمل بربري

من جانبه، قال مدير متحف محمود درويش في رام الله سامح خضر إن ما حدث عمل بربري وخسيس وجبان ويأتي كنتيجة طبيعية للسياسة الأمريكية القذرة في منطقة الشرق الأوسط وحشد الرأي العام تجاه المسلمين عموماً والفلسطينيين على وجه الخصوص. ويؤسف أن تدير وسائل إعلام أمريكية كبيرة عينها العمياء لهذا الحادث ولا تغطيه ولا تظهر مدى بشاعة الجريمة بحق شباب واعد وأعزل. إن تصرف وسائل الإعلام الأمريكية من شأنه أن يعزز هذا الإرهاب الأمريكي تجاه المسلمين والعرب ويدفع باتجاه تأجيج الصراع في الشرق الأوسط.

وتابع خضر قائلا: " وإذا كانت وسائل الإعلام تعتقد من خلال تغييب الخبر أنها تناصر إسرائيل فسوف تكون مخطئة وعليها إعادة حساباتها من جديد. وسائل التواصل الاجتماعي متعددة وهؤلاء الشباب كانوا جزءً من نسيج المجتمع الأمريكي والمجتمع الفلسطيني وقبل كل شيء بشر. لو كانت الجريمة لمختل تعدى على كنيس يهودي أو مدرسة للقي الخبر أصداء عند وسائل الإعلام بالنقد والتحليل والتأويل. غياب التغطية دليل على انحياز وسائل الإعلام، وهذا الحادث نتيجة طبيعية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والملف الفلسطيني على وجه التحديد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com