كتبت الصحفية جمانة غانم ابنة الشيخ عمر غانم، المتهم بإبرام عقود زواج مخالفة للقوانين في محافظة جنين، عن تفاصيل جديدة حول التهم الملصقة بوالدها، واستنكرت بشدة محاولات تشويه صورته عبر اختلاق القصص والاكاذيب ونشر أخبار مزورة.

تقول جمانة "هذه الليلة (ليلة الخميس- الجمعة)، يُتم أبي تسع ليالٍ وثمانية أيام في سجن الظلم والقهر، وليت استدعاءه واحتجازه كانا لتهمة سياسية، بل اعتقلوه ملصقين به تهمة تشبههم وتصدر عن أمثالهم، وحاشا أبي أن يقربها أو حتى أن يفكر بها، اعتقلوه وشهّروا به وتكالبوا عليه، رغم كبر سنه وضعف جسده وقلة حيلته، بعد أن باعدوا بينه وبين محبيه، اعتقلوه رغم مرضه وتعبه، دون إذن ولا مذكرة، ومنعونا من رؤيته".

خرجوا علينا وقالوا: الشيخ اعترف باتمام 77 عقد زواج عرفي تقاضى على كل منها ألف شيكل! وليس بيدهم دليل أو برهان، كل ما بيدهم عقد زواج واحد مكتمل الأركان جميعها أتمها أبي دون توثيق من المحكمة نظرا لأن العريس من الضفة والعروس من الداخل المحتل، ويترتب على زواجهم إجراءات قانونية طويلة، كونها الزوجة الثانية للشاب، وقد تقاضى أبي منهم 1000 شيكل، 500 وهي الرسوم القانونية، و 500 أخرى مستردة للشاب كي يضمن ذهابه الى المحكمة لتوثيق العقد، ثم يعيدها له، ولدينا شهود على تفاصيل هذه الحادثة وما تم الاتفاق عليه بين أبي والعريس.

تابعت جمانة بالقول: "منذ أسبوع والصدمة وشعور القهر والظلم تعقد ألسنتنا وتضغط على قلوبنا وعقولنا، هذا الأسبوع كان الأسوأ في حياتي، وحياة عائلتي، وأبي الحبيب..

رأينا كيف انفضّ الناس عنا وقذفونا بألسنة حداد، قرأت بأم عيني عشرات التعليقات التي تقدح في أبي وتكيل له أفظع الشتائم بعد أن نشر صحفي الخبر يوم الأحد الماضي على أحد الموقع ، دون أن يتكون الخبر من معلومة دقيقة واحدة، ودون أن يستوفي الحد الأدنى من متطلبات الخبر الصحفي السليم، وبعد أن نشره شاعت كذبته في الصحافة، الفيسبوك، الضفة، وجنين تحديدا شيوع النار في الهشيم".

نهش لحم أبيه 

واضافت جمانة وهي خريجة من قسم الصحافة في جامعة بيرزيت وتكمل دراستها العليا في تركيا "أبشع شيء قد يعيشه أيّ ابن يعرف عظمة والده، أن يرى الناس تنهش من لحم أبيه ويقف أمامهم عاجزا تكبله أيدي حفنة من الظلام المتآمرين عديمي الشرف، كم انفضّ عنّا أناس كنا نتأمل عونهم وسندهم، وكم كشفت لنا هذه المحنة من محبين وأصدقاء.

لم تنتهِ محنتنا بعد، ما زال أبي في سجونهم، ما زالوا يماطلون في عرضه على القضاء لأنه لا دلائل بيدهم، ما زال أبي يتجرع ظلمهم، وليست هذه الكأس الأولى التي يذيقونه إياها، فقد طاردوه مرارا، واستدعوه أياما طوال، وأقالوه من عمله بعد أن كان خطيب المدينة الأول وإمام مسجدها الأكبر، المسجد الذي أم فيه الصلوات الخمس أكثر من 30 عاما، نقله خلالها نقلة نوعية وأسس فيه مكتبة يؤمها الطلبة من كل المحافظة، تتبعوه في كل المساجد ومنعوه من الخطابة وحتى من إلقاء الدروس، ومن قهرهم له تسببوا له بجلطة أضعفت عنده أبدع ما فيه، بلاغته وخطابته. وحين ضاقت به السبل ولجأ لافتتاح مكتب محاماة شرعي.. بشهادته وعلمه، خرجوا له بهذه القصة.. كي ينفض الناس عنه نهائيا ويغلقوا أمامه كل الطرق".

أبي الحبيب القويّ بكراهيتهم له، ما زالوا يعاتبونه ويحاسبونه على مقاطع من خطبه ألقاها قبل عشر سنوات.. هذه ضريبة الحق في بلادنا يا أبي، سلطة تعتقل وتعذب وتظلم وجهلة وحاقدون من أبناء شعبنا يخوضون في الأعراض دون تبصر أو تعقل، هذا إن أحسنا بهم النوايا..

لن اسامح 

ختمت جمانة تعليقها الذي تداولته وسائل الإعلام قائلة "لم ولن أسامح كل من خاض في شرفنا وأخلاقنا، لن أسامح كل من كتب أو لفظ أو حتى أومأ كلمة واحدة ضد أبي، وعند الله تجتمع الخصوم.

ولا شكر عندي يكفي لمن وقفوا معنا، آمنوا بنا ورفضوا تصديق هذه الشائعة، لمن دافعوا عنا دون أن تراودهم الشكوك".

والشيخ غانم موقوف على ذمة محافظ جنين منذ تسعة أيام ولم توجه له تهمة حتى الان. وكانت المحافظة أصدرت بيانا الأحد الماضي، قالت فيه ان توقيف الشيخ غانم لا يعني تثبيت التهم الموجهة اليه اطلاقا، بل من اجل التحقق والتثبت من الأمر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com