لم يبدأ العام الجديد بالنسبة للشاب جواد بري (24 عاما) من قرية إماتين بقلقيلية بأمنيات كأي أمنيات، بل بدأه وهو يحمل آلاما تشبثت به وعلقت في جسده من داخل زنازين ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي التي تحرر منها بعد ستة شهور من الاعتقال.

في أول يوم من العام الجديد 2015 تحرر جواد وعانق الحرية مجددا، ولكن لم يخرج من السجن معافى في جسده كما دخله بتاريخ 22\7\2014 حيث اعتقله الاحتلال بتهمة إلقاء الحجارة، مفاجئا كان قرار الاحتلال بالإفراج عن جواد بعدما أكدت الفحوصات الطبية التي أجريت له من قبل أطباء العيادة الصحية في سجون الاحتلال، أنه مصاب بورم سرطاني في رقبته، فأفرج عنه بناءا على تقرير طبي رفعه أحد أطباء السجن لإدارة سجون الاحتلال.

يؤكد الأسير المحرر جواد في حديثه لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الانسان أنه وبعد شهرين من اعتقاله ظهر لديه تورم بسيط في رقبته، وأجريت له فحوصات وتحاليل طبية داخل السجن، ولكن إدارة السجون لم تكترث بوضعه الصحي، فبدل أن تقدم له العلاج المناسب، أخذ أطباء السجون بالتقليل من خطورة وضعه الصحي الذي بدأ بالتفاقم والاتجاه نحو الأسوأ بعد تلك المرحلة.

يحمِّل جواد الاحتلال ومصلحة سجونه المسؤولية الكاملة عن وضعه الصحي الذي وصل له نتيجة إهمالهم له والاستخفاف بحياته، لا سيما وأنه كان بالإمكان علاج المرض أو الحد من خطورته منذ بداياته الأولى في جسد جواد.

كان جواد قبل اعتقاله بشهر مواضبا على العلاج من إلتهاب في الغدد اللمفاوية، وحال الاعتقال لأول مرة في حياته من استمراره بمتابعة حالته الصحية وأخذ الدواء الذي يناسب مرضه، مكث خلال فترة اعتقاله في سجن "مجدو" وتم نقله لمستشفى العفولة التابع للاحتلال، إلا أن الأطباء هناك كانوا في كل مرة يقللون من خطورة حالته الصحية.

لم يتلق جواد خلال سجنه أي علاج أو دواء يناسب مرضه، ولم يحظ بأي اهتمام به كأسير مريض، حاله بذلك يشبه حال مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، والذين يعانون من سياسة ينتهجها الاحتلال بين جدران سجونه ومعتقلاته بحق أرواح وحيوات أولئك الأسرى عنوانها "الإهمال الطبي المتعمد".

مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش حمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع الصحي للأسير المحرر جواد، وقال:" لقد أصبح جواد ضحية جديدة من ضحايا ذلك الإهمال الطبي، وبات مصابا بمرض يهدد حياته بشكل خطير".

وطالب بضرورة تشكيل لجان صحية وقانونية دولية للوقوف على حالة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، والوقوف على حقيقة ما يجري داخل السجون من جرائم ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين لا سيما المرضى منهم والذين يصل عددهم للمئات. 

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com