بغزة حرب نشبت الصيف الماضي، حرب خاطفة بين إسرائيل ومختلف الفصائل الفلسطينية، كانت حربا نجمت بعد قتل شابين أحدهما إسرائيلي وآخر فلسطيني.صواريخ أطلقت وغارات جوية شنت والضحايا كثرة، أما غزة فخرجت من هذه الحرب منهكة . في 12 حزيران ، تم اختطاف ثلاثة شبان اسرائيليين في الضفة ، و وجدت جثثهم في 30 من نفس الشهر. وفي نفس يوم تشييع جنازتهم، تم اختطاف شاب فلسطيني و حرقه حياً.

وصيف 2014 كان ملبداً بالتوترات و الاضطرابات بين إسرائيل والسلطة الفلسطنية، بعدما أقدمت هذه الأخيرة على إبرام صلح مع حماس في غزة .

والحكومة العبرية برئاسة بنيامين نتنياهو، أعلنت الحرب على غزة بحجة الصواريخ التي تقصفها حماس على المدن الإسرائيلية المجاورة للقطاع. و تم تجنيد الآلاف للعملية التي سميت بالجرف الصامد ، من جهتها كتائب القسام سمتها العصف المأكول.

وبدأت الحرب في 8 من تموز… سماء غزة أمطرت قنابل لا عد لها ولا حصر، رسمياً يتم تدمير مواقع حماس إلا أن في اليوم الأول وحده قتل أكثر من عشرة أطفال.

ما من يوم يمر إلا و يجلب معه المزيد من القصف و الدمار و الموت، لتأتي بعدها العملية العسكرية البرية ،التي تهدف حسب إسرائيل إلى تدمير الأنفاق التي تربط غزة بإسرائيل!

أما الهدنة فلم يكن يكتب لها الدوام في كل مرة ، و الضحية: المدنيون الفلسطينيون.

الحرب هذه المرة لم تكن كسابقاتها، فحماس و كتائب عز الدين القسام والجهاد الإسلامي، أحدثوا المفاجأة بإطلاق صواريخ وصلت لأول مرة إلى تل أبيب .

في نهاية آب ، غادر الجنود الإسرائيليون قطاع غزة، والنتيجة دمار شامل في القطاع و كارثة إنسانية بأتم معنى الكلمة: أكثر من 2174 قتيل من الجانب الفلسطيني ،و أكثر من 80 في المئة منهم من المدنيين ، و مات أكثر من 530 طفل. أما الجانب الإسرائيلي فقد قتل 70 شخصا ثلاثة منهم فقط مدنيين.

6500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال

وخلال العام المنصرم تزايد الاعتقالات العشوائية والجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بشكل لافت في النصف الثاني من العام الجاري، وباتت ظاهرة يومية ومقلقة، وتؤرق الكل الفلسطيني، خاصة وأن دوافعها انتقامية، ولا علاقة لغالبيتهم العظمى بالدواعي الأمنية كما تدعي سلطات الاحتلال. وان غالبية من اعتقلوا منذ حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل في 12يونيو/حزيران الماضي. قد تم اطلاق سراحهم بعد فترة وجيزة دون ان يقدم بحقهم لوائح اتهام ودون عرضهم على المحاكم الإسرائيلية. الأمر الذي ادى الى تناقص العدد الإجمالي للأسرى في سجون الاحتلال في الأيام الأخيرة من العام لأقل من (7000) آلاف.

قوارب الموت في غزة

وكان العام 2014 من أكثر الأعوام دموية بالنسبة للفلسطينيين، حيث غرق أكثر من 600 فلسطيني حاولوا الهرب من جحيم الحياة في قطاع غزة، فوقعوا ضحية لسماسرة الموت، والتي كان أخرها غرق مركب يقل 500 فلسطيني من قطاع غزة انطلقوا من مدينة الاسكندرية المصرية باتجاه اوروبا بحثا عن حياة أفضل فكان الموت مصيرهم.

استشهاد أبو خضير وانتفاضة القدس

وكان لاستشهاد الفتى محمد أبو خضير وقعا كبير في نفوس الفلسطينيين وتحديدا المقدسيين خصوصا أنه خطف من أمام منزله واحرق حيا في القدس الغربية، ما تسبب في انتفاضة في الأحياء المقدسية تتواصل حتى نهاية العامة، وتبعها سلسلة عمليات مسلحة أسفرت عن قتل عدد من الإسرائيليين أبرزها خطف 3 مستوطنين وقتلهم في الخليل، وعملية الكنيس في القدس الغربية، والتي نفذها شابان من القدس الشرقية وقتل فيها 5 مصلين يهود، في هجوم يعتبر الأعنف منذ سنوات استهدف كنيسا في القدس الغربية.

عقد جلسة للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة لأول مرة منذ سبع سنوات

وتشكلت حكومة التوافق الفلسطينية يوم 2 حزيران، وتحددت مدتها بستة أشهر، ومهمتها توحيد المؤسسات بين الضفة وغزة، والإعداد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وإعمار غزة.

وبعد شهور من تشكيلها، تمكنت الحكومة من عقد أول اجتماع لها في غزة يوم 9 تشرين الأول، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر المانحين في مصر بعد انتهاء العدوان على غزة.

وواصلت الحكومة عملها وسط انتقادات عديدة واتهامات متبادلة بين حماس وفتح حول تعطيل دورها وإعاقة عملها.

2014 عام الاعترافات الدولية بفلسطين

في الأول من نيسان وفي اليوم التالي لتراجع إسرائيل عن إطلاق الأسرى القدامى، وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وثيقة انضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية.

وشهد عام 2014 عدة انتصارات دبلوماسية لفلسطين على الساحة الدولية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الاتحادية السويسرية شهر إبريل الماضي أن فلسطين أصبحت عضوا في اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي الأول، وتعتبر هذه الاتفاقيات نصوصا أساسية للحق الإنساني، واعتبر الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” قبول انضمام فلسطين إلى اتفاقيات جنيف الأربع كدولة متعاقدة “تاريخا جديدًا ويومًا تاريخيًا”.

وفي مطلع أكتوبر، مرر مجلس العموم البريطاني قرارًا غير ملزم للحكومة يطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك بأغلبية 274 صوتًا ضد 12، كما اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، وفي نوفمبر صوت البرلمان الأسباني على قرار غير ملزم للاعتراف بدولة فلسطين، حيث صوت لصالح القرار 319 نائبا من أصل 322 حضروا الجلسة، فيما امتنع عضو عن التصويت، وصوت نائبان ضد القرار، كما أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية قرارًا في ديسمبر غير ملزم للحكومة الفرنسية يدعوها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، شارك في التصويت 490 نائبًا صوت منهم 339 لصالح القرار وعارضه 151 نائبًا، كما أقرّ البرلمان الأيرلندي مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطينية.

الأقصى في مركز الأحداث

وكان المسجد الأقصى في مركز الأحداث في العام 2014، حيث نجح المقدسيون في إفشال خطة للاحتلال الإسرائيلي لفرض أمر واقع في المسجد الأقصى، يتمثل في فتحه لإسرائيليين لصلاة فيه، لكن يقظة المقدسيين ودفاعهم المستميت عن المسجد الأقصى حال دون ذلك، إضافة للضغط الدولي الذي مورس على إسرائيل أعاد فتح أبواب الأقصى أمام الجميع بعد أن حاولت حكومة نتنياهو المتطرفة تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا.

استشهاد الوزير "أبوعين"

واستشهد ظهر 10 ديسمبر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الوزير “زياد أبو عين” خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وبذلك يكون أول وزير في الحكومة الفلسطينية يسقط شهيدا منذ تأسيس السلطة الفلسطينية.

مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية

وبتاريخ 14 كانون الأول، وعلى إثر استشهاد أبو عين، قررت القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن لتأكيد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وتحديد سقف زمني لإتمام خطوات رحيل الاحتلال، على أن يتضمن مشروع القرار الفلسطيني العربي كل العناصر التي تضمنتها مبادرة السلام العربية والثوابت الوطنية بما فيها اعتبار القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وجزءا لا يتجزأ من الأراضي التي يجب أن ينسحب عنها الاحتلال، وضمان حقوق اللاجئين وفق قرار 194.

ويوم 17 كانون الأول، وزعت فلسطين مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن لدراسته تمهيدا للتعديل عليه.

وبالتزامن مع المساعي الفلسطينية، جرى الحديث عن مبادرة فرنسية لمشروع قرار يضع سقفا للمفاوضات وسقفا لإنهاء الاحتلال، لكن الجانب الفلسطيني نفى أنه تسلم رسميا مشروع القرار.

وبتاريخ 19 من نفس الشهر، قال عباس إن مشروع القرار يرحب بعقد مؤتمر دولي لإطلاق المفاوضات على ألا تتجاوز هذه المفاوضات مدة عام، وتضمن إنهاء الاحتلال، مؤكدا الانفتاح على التشاور وتبادل الأفكار لإنجاح المشروع، بما يضمن مفاوضات جادة تنهي الاحتلال قبل نهاية 2017.

وأضاف أن المشروع يتضمن التأكيد على أن حل الدولتين يجب أن يكون على أساس حدود الرابع من حزيران 1967، وأن تكون القدس عاصمة لدولتين، وأن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، بالإضافة إلى ضمان إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية، ووفق القرار 194، ووقف الأنشطة الاستيطانية، ووضع ترتيبات أمنية.

وكان الفلسطينيون نهاية العام الجاري على موعد مع قبول محكمة الجنايات الدولية طلبهم بالعضوية فيها، وهو ما يؤهلهم لفرع جرائم ضد الإنسانية بحق إسرائيل التي تحتل أرضهم وترتكب مجازر متواصلة بحقهم.

نكسة للعمل النقابي

كان العام 2014 عاما شهد نكسة للعمل النقابي في فلسطين حيث قامت الحكومة الفلسطينية بحل نقابة العاملين في الوظيفة العمومية التي كان يرأسها بسام زكارنة، وكانت تمثل قرابة 40 ألف موظف يعملون في مختلف دوائر السلطة الفلسطينية.

تفجير منازل فتحاويين في غزة

في 7 تشرين الثاني، هز 15 انفجارا منازل قيادات في فتح ومنصة مهرجان كان مقررا لإحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات. وتبادلت حركتا حماس وفتح الاتهامات بالمسؤولية عنها.

استشهاد أبو عين: بتاريخ 10 كانون الأول استشهد الوزير الفلسطيني ورئيس هيئة الجدار بالسلطة الفلسطينية زياد أبو عين، ولك خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة ترمسعيا شرق مدينة رام الله. وعلى إثره تداعت القيادة الفلسطينية لاجتماع مفتوح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com