أظهر بحث أجرته جامعة بئر السبع أن علامات التحصيل الدراسي لدى الطالبات العربيات،تضاهي وتقارب علامات الطلاب اليهود،بل تفوقها أحياناً – فيما تشجع مخططات وزارة العلوم الإقبال على دراسة المواضيع العلمية من قبل الطالبات العربيات واليهوديات – على حد سواء.

فعلى الرغم من المعطيات الرسمية (الحكومية) المستمدة من اختيارات التحصيل والنجاعة (الميتساف)،ونتائج امتحانات "البغروت" (التوجيهي)-التي تظهر فوارق وفجوات بمئة نقطة بين الطلاب العرب واليهود (لصالح اليهود) –فقد أظهرت مراجعات ودراسات جديدة أن هذه الفوارق أكثر تعقيداً مما يبدو في الظاهر.

إذ يظهر أن تحصيلات وإنجازات الطالبات العربيات تضاهي التحصيلات في المجتمع اليهودي،وتقربت هذه التحصيلات (لدى الطالبات العربيات) من تحصيلات اليهود ،حيث تختزل الفوارق والفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين المجتمعين.

نسبة الطالبات العربيات المتقدمات للبغروت – 90% ونسبة الطلاب العرب المتقدمين للامتحان – 70%

وفي إطار البحث الذي تجريه في هذا المجال،تقول نعومي فريدمان سوكولر،التي تعد أطروحة دكتوراة في كلية الاقتصاد بجامعة بئر السبع،أن المعدل الظاهر لدى الطالبات والطلاب العرب، يخفي الفوارق بين هاتين الفئتين،بينما تكمن إشكاليات في المقارنة بين العرب واليهود،لأسباب متعددة.وتضيف شارحة،أن المجتمع اليهودي أقوى من المجتمع العربي من الناحية الاقتصادية الاجتماعية (مستوى المعيشة)،ولذا فإن المقارنة بين المجتمعين إنما هي مقارنة بين اليهود الأغنى،والعرب الفقراء (والتحليل الإحصائي الذي أقوم به يقارن بين يهودي وعربي متشابهين" – على حد توصيفها،وتضيف أن هذا التحليل يظهر أن الطلاب العرب بعيدون جداً ("كيلومترات" –على حد وصفها) عن الطالبات والطلاب اليهود،بينما الطالبات العربيات أقرب بكثير ، ما عدا امتحان البغروت باللغة الإنجليزية،وهذا يشكل عائقاً جدياً كبيراً أمام الالتحاق بالجامعات،وتتوصل الباحثة "سولكر" إلى خلاصة مفادها أنه بعد اختزال الخلفية العائلية السرية،فإن تحصيلات الطالبات العربيات تشبه تحصيلات الطلاب اليهود في كافة المواضيع.

وتبين من البحث أن معدل تحصيل الطالبات العربيات في الرياضيات أعلى من الطلاب العرب – 70%.وعلى الرغم من ذلك فإن 50% فقط من الطالبات العربيات يحصلن على "البغروت" الكامل،مقابل 30% (وحتى أقل) من نظرائهن الطلاب العرب،بينما تبلغ النسبة لدى الطلاب اليهود-60%.

59% من الطالبات العربيات يستوفين شروط دراسة العلوم بالجامعة

وأظهرت دراسة أجرتها وزارة العلوم،أن الطالبات العربيات يفضلن المواضيع العلمية،أكثر من نظيراتهم اليهوديات.وبينت معطيات الوزارة الخاصة بهذا الشأن،أن نسبة الطالبات العربيات في الأقسام النظرية العلمية في المدارس الثانوية (العربية) زادت عام 2014 كثيراً عن نسبة نظرائهن الطلاب،بواقع 64% (طالبات) و 36% (طلاب ذكور).وفيما يتعلق باستحقاق شهادة البغروت في المواضيع العلمية،فإن نسبة الطالبات العربيات – 71%،بينما نسبة الطلاب – 60%،بينما ظهر أن 59% من العربيات يستوفين شروط دراسة المواضيع العلمية بالجامعات،مقابل 49% من الطلاب الذكور.

وخلافاً لما هو حاصل في المجتمع اليهودي،حيث تشكل الطالبات نسبة 30% من مجمل طلاب الهندسة،فإن نسبة العربيات الدارسات في أقسام الهندسة تساوي 54%،مقابل 46% من الطلاب العرب الذكور.وفي أقسام التكنولوجيا،تبلغ نسبة الطالبات العربيات المستحقات لشهادة البغروت في هذه المواضيع تساوي 45%،مقابل 20% من الطلاب فقط.

لكن أقل من 5% من الطالبات العربيات المقبلات على الدراسة الأكاديمية يخترن موضوعات علمية،فيما تختار 5% منهم المواضيع العلمية النظرية،وتختار نسبة عالية منهن (30%) مواضيع التربية والتعليم،وتتوجه 23% منهن نحو دراسة العلوم الاجتماعية،بينما تتوجه 12% منهن إلى المواضيع الطبية المساندة (ممرضات،وما إلى ذلك).

"عالمات (علماء) المستقبل"

ويشار في هذا السياق إلى أن وزارة العلوم،أطلقت قبل عامين،برنامجاً جديداً تحت عنوان "عالمات (علماء) المستقبل" يهدف إلى حث وتشجيع الفتيات العربيات واليهوديات على التوجه نحو دراسة المواضيع العلمية في المدارس (الثانوية)،والاستمرار في دراسة هذه المواضيع في الجامعات أيضاً.

وتبلغ عدد الطالبات المشمولات الآن في هذا البرنامج –(400) طالبة،نصفهن تقريباً من المجتمع العربي،من بلدات مثل الناصرة والطيبة وشفاعمرو وباقة الغرية وسخنين وعرابة وعيلبون وعكا والقدس.

وفي هذا الإطار تحظى الطالبات بزيادة في الساعات المخصصة لدراسة المواضيع العلمية،بالإضافة إلى التقوية والدعم في صقل وبلورة الشخصية،وتمضية الوقت،كما تنظم لهن لقاءات مع نساء من المجالات العلمية ومن قطاع المصالح والأعمال المتخصصة في التكنولوجيا والعلوم،وتحظى الفتيات كذلك بتقوية وتدعيم في اللغة الإنجليزية.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com