غادر تجار مدينة بيت لحم مُبكراً مع بداية الموسم، باتجاه تركيا، والصين، وغيرهما من الدول الكبيرة، واستجلبوا بضائعهم على أمل أن تشتد الحركة التجارية في المدينة بحلول الأعياد، لكن البضائع بقيت مكدسة في المحال التجارية، ومشاغل تحفيات «خشب الزيتون» التي تعتاش منها غالبية محافظة بيت لحم، جُهزت مبكراً، لكن السياحة شبه متوقفة رغم امتلاء الفنادق، ذلك أن السياح الأجانب يفضلون قضاء الأعياد مع عائلاتهم بزيارة بيت لحم قبل أو بعد الميلاد، اما التبضع فيكون من نصيب إسرائيل.

فنادق بيت لحم الخمسة والثلاثون، حجزت بنسبة 60 بالمئة من قبل سياح من أوروبا الشرقية والغربية «غالبيتهم من متوسطي الدخل والحجاج المتدينين»، والبقية ذهبت للفلسطينيين من المدن الفلسطينية المحتلة في عام 1948، الذين يشاركون أشقاءهم في الضفة الغربية احتفالات الأعياد، وقضاء الإجازة في المدينة المقدسة.

وتعتبر أعياد الميلاد، بحسب مختصين في الشأن الاقتصادي، هي مناسبات موسمية من الناحية التجارية والاقتصادية، وبالتالي ترتبط بالأوضاع الاقتصادية من حيث دخل المواطنين وقدرتهم الشرائية، كما أن العدوان الإسرائيلي على غزة، أثر بشكل كبير على القطاع السياحي، وهو ما يظهر على أرض الواقع من خلال الحركة الضعيفة للسياحة، رغم كل التوقعات.

ويأتي موسم الأعياد الحالي في ظل ظروف سياسية صعبة، الأمر الذي سيدفع إلى تقليص النفقات والأمور الأخرى المرتبطة بموسم الأعياد، فيما سيؤثر ارتفاع سعر صرف الدولار والدينار على الأسعار، وبالتالي سيكون هناك ارتفاع بالأسعار بنسبة لا تقل عن 20% لبعض المنتوجات، وهو ما سيضعف الحركة التجارية أكثر.

ويوجد في محافظة بيت لحم ثلاثة وأربعون معرضاً لبيع التحف الشرقية، للسياح الأجانب، لكن الحركة السياحة والإقبال ضعيف جداً، والسبب في عدم تمكن السياح من الوصول إلى المتاجر الواقعة في ساحة المهد أو القريبة من الكنيسة، هو تعمد تقييد حركتهم من قبل «الدليل السياحي الإسرائيلي» المرافق لهم،إذ يتعمد الأدلاء السياحيون الإسرائيليون، زرع الخوف في نفوسهم، ما ينعكس سلباً على إقبالهم على متاجر التحف والشراء منها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com