عندما يذهب الشهداء إلى النوم أصحو، وأحرسهم من هواة الرّثاء، أقول لهم.. تصبحون على وطن، من سحابٍ ومن شجرٍ..، أعلّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً، لأحرس أحلامكم من خناجر حراسكم، عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء، أقول لكم.. تصبحون على وطنٍ .

صباح امس الاربعاء، رحل القائد الفلسطيني زياد ابو عين رحل وهو يقول فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا رحل الوزير زياد ابو طارق ليلتحق بالوزير خليل ابو جهاد .

هو فلسطيني مؤمن بأن فلسطين قضية كل إنسان، وانه صاحب حق تعرض الى ظلم التاريخ والحاضر فلا يجب أن يتعرض الى ظلم المستقبل.

رحل ابو عين وزيرا..وزيرا.. وزيرا ولكن لمقاومة الجدار والإستيطان .

محاسبة إسرائيل 

ابنة الشهيد محار أبو عين (17 عاما) كانت عيناها تفيض بالدموع انشغلت ومجموعة من النسوة في مواساة أمها التي لم تقوى على الحديث، قالت:' لازم نكمل مسيرة الشهيد ونكمل زراعة شجر الزيتون اللي استشهد وهو يزرعه، ولازم نحاسب كل جندي احتلالي مس شعرة منه، ولازم ننتقم من هذا المحتل ونواصل مسيرة الشهيد ونحاسب إسرائيل على كل جرائمها وخاصة اللي تورطوا بدم أبناء شعبنا'.

أما زوجة الشهيد أم طارق التي لم تقوى على الوقوف تحدثت بصوت خافت مطالبة بمحاكمة الاحتلال على جريمته، ومواصلة السير على درب الشهيد في مقاومته الشعبية للاحتلال'.

أما المواطنة زهرة بدوي أم الشهيد منصور شوامرة، كانت تجلس على مقربة من مسيرة التشييع وتملأ الحسرة قلبها على استشهاد أبو عين وتستعيد ذكريات مضت لمواقفه الإنسانية والنضالية.

وقالت وعيونها تغرورق بالدموع :'أعرف الشهيد زياد منذ شبابه قضى حياته مناضلا في السجن وخارج السجن، ويكفيه فخرا أنه يلقى الله شهيدا وهو في المعركة وفي مواجهة جيش الاحتلال'.

شهيد يواسي شهيد 


وأضافت:'أتذكر قبل 17 عشر عاما عندما جاءنا الشهيد أبو عمار ليواسينا في استشهاد ابننا وكان معه الشهيد أبو عين، وكيف كان في قمة التأثر باستشهاد ابننا، وهذا الموقف لا أنساه أبدا'.

وتابعت:' جيش الاحتلال يرى نفسه فوق القانون، وسيطلع مبررات ويقول ليس لنا دخل، وأن الجنود الذين اعتدوا عليه مجانين، وهذا يحدث كالعادة في أي جريمة، مع أن هذه دولة إجرام وعصابات'.

أما المواطن محمد علي عبد العزيز 'أبو سعيد' الذي يعرفه سكان محافظة رام الله والبيرة بكوفيته الفلسطينية ورفعه علم فلسطين في كافة الفعاليات الوطنية والذي كان برفقة الشهيد زياد أبو عين خلال استشهاده في ترمسعيا، قال:' زياد حبيبي وصاحبي ويحترمني ولما اطلب منه اصطحابي للفعاليات كان يأخذني، ويظل يسأل عني دائما ويطمئن على صحتي'.

من جهتها، أكدت ابنة عم الشهيد زينب أبو عين بأن الراحل كان طيلة حياته، عنوانا للنضال والعطاء، مضيفة: 'يكفيه فخرا بأنه استشهد في الميدان، وهو يدافع عن ارض فلسطين التي يصادرها الاستيطان '.

وتابعت:' زياد تم قتله بدم بارد، ويجب أن يكون هناك موقف ضد إسرائيل ومحاكمتها لأن لا أحد له حصانة عند إسرائيل من شعبنا من الرئيس للمواطن العادي، ولازم محاكمة إسرائيل وجيشها على جريمته'.

واستذكرت عضو إقليم فتح في محافظة رام الله والبيرة ميسون القدومي، مواقف الشهيد بقولها: 'كان قائدا متواضعا وإنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان يشارك في كل الميادين، والفعاليات مهما كانت بسيطة ومتواضعة'.

وطني بالفطرة 


من جانبه، وصف رئيس نادي الأسير قدورة فارس الذي عرف الراحل عن قرب في متابعة قضايا الأسرى، الشهيد أبو عين بكلمات حزينة' زياد تلقائي وطني بالفطرة متسامح لا يحقد على أحد، يختلف مع الناس ويتصالح معهم خلال دقيقتين'.

وأضاف فارس: أبو طارق مارس حبه لفلسطين بطريقة حب الطفل لأمه، كان يتحمل الانتقاد وغير متحامل ومنفعل رغم بعض الانتقادات له في العمل وخاصة مع عائلات الأسرى كان يلتمس للجميع الأعذار، كان معطاء ومنحازا لفلسطين وللوطن في كل شيء، لقد فقدنا رجلا بمعنى الكلمة لكننا سنكمل المشوار'.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com