يصادف اليوم الذكرى الـ27 لانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى "انتفاضة الحجارة"، حيث سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.

ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز "إيريز"، الذي فصل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية منذ سنة 1948.

هدأت الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

حادثة الشاحنة الاسرائيلية

في الثامن من كانون الأول 1987 دهست شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من أشدود 4 عمال فلسطينيون من جباليا عند محطة وقود، ما ادى الى استشهاد أربعة أشخاص وجرح آخرين.

واكتفت الإذاعة الاسرائيلية بإعلان الخبر دون أن تركز عليه لأنه كان عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلة، وقد أُشيع آنذاك أن هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الإسرائيليين الذي كان قد طعن قبل يومين من الحادثة حتى الموت بينما كان يتسوق في غزة.

وفي اليوم التالي قامت الحشود اثناء الجنازة بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيلي بجباليا فقام الجنود بإطلاق النار وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة والمولوتوف طلب الجيش الإسرائيلي الدعم. وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة ولكن هذه الحادثة كانت الشرارة الأولى لبداية الانتفاضة، لأنها اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدة أسباب.

نقابات العمال: الانتفاضة الأولى دليل على نازية الاحتلال بحق شعبنا

في هذا السياق، قال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد إن الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في العام 1987م دليل على نازية الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في كافة ربوع الوطن.

وأوضح رئيس الاتحاد: "العمال هم شرارة الانتفاضة التي انطلقت عام 1987عندما قامت شاحنة إسرائيلية يقودها سائق إسرائيلي من أسدود في 6 كانون/ ديسمبر بدهس سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا متوقفة في محطة وقود، مما أدى إلى استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين، وأدت الحادثة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وفي هذا الشأن، تابع "تزداد حياة عمال فلسطين سوءًا يوما بعد يوم نتيجة اعتداءات الاحتلال المتواصلة عليهم دون ذنب"، وقال: هم يعملون ليل نهار لإعالة أسرهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها العمال بفعل الحصار المفروض على قطاع غزة، وعلى حواجز التفتيش في الضفة الغربية، ومن الإجراءات العنصرية في الأراضي المحتلة عام 1948م".

وأكد بأن العمال الفلسطينيين هم الأكثر تضررا نتيجة ما يعصف بالقضية الفلسطينية من أزمات خاصة في قطاع غزة، لكن تلك الشريحة أصبحت خارجة عن نطاق اهتمامات الحكومة، فهي مغيبة عن اجتماعات وورشات عملها.

وبحسب رئيس الاتحاد العام، فإن العمال شرارة الانتفاضة الأولى التي دللت على ظلم وعنصرية الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الأعزل في كافة ربوع الوطن.

وأشار إلى يوم الأحد الأسود 20مايو1990م الذي سيبقى شاهدًا على مجزرة " عيون قارة " التي ارتكبها المتطرف عامي بوبر بمنطقة ""ريشون لتسيون"" عندما أوقف وهو يرتدي الزي العسكري نحو 20 عاملا فلسطينيا وطلب بطاقاتهم الشخصية وعندما تأكد بأنهم عرب أطلق النار عليهم مما أدى إلى استشهاد سبعة عمال.

فروانة: الانتفاضة الأولى تميزت بالطابع الشعبي والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري

ورأى مدير دائرة الاحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، بأن الطابع الشعبي والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني على قاعدة مقاومة الاحتلال وأجهزته المختلفة، هي أبرز ما ميز الانتفاضة الشعبية الأولى التي اندلعت في التاسع من كانون أول/ديسمبر من عام 1987. فضلا عن أن سلاحها البسيط كان في متناول الجميع، صغارا وشبانا، رجالا وشيوخا، فتيات ونساء ..الخ. والمتمثل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان استخدمت البلطة والسكين، الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى الى تصاعدها وديمومتها.

وقال فروانة بأنه عايش الانتفاضة الشعبية، وعاصر مراحلها المختلفة، كمقاوم للاحتلال في شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة، وكمعتقل لأربع مرات، في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، من بينها مرتين اداريا، ومع خيرة من المناضلين والمقاومين ومحرري صفقة التبادل 1985.

وأضاف: بأنها كانت سنوات جميلة وذكرياتها محفورة ولا تنسى، داخل السجون أو خارجها.

وفي السياق ذاته، قدَّر فروانة عدد حالات الاعتقال خلال تلك الفترة بنحو (200) ألف حالة اعتقال، أي بمعدل ثلاثين ألف حالة اعتقال في العام الواحد، وأن كثير من المواطنين اعتقلوا مرات عدة خلال تلك السنوات. وعلى أثر تزايد الاعتقالات ولاستيعاب المعتقلين الجدد افتتحت سلطات الاحتلال معتقل النقب الصحراوي في مارس/آذار من عام 1988.

وأشار الى أن (42) معتقلا استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، جراء التعذيب والاهمال الطبي، حسب ما هو موثق، أمثال خضر الترزي وابراهيم الراعي، مصطفى العطاوي وخالد الشيخ علي، واسعد الشوا وبسام السمودي، وعطية الزعانين ومحمد الريفي، وعمر القاسم وحسين عبيدات .. وغيرهم

ودعا فروانة كافة الفصائل الفلسطينية، الى العمل من أجل توثيق مرحلة الانتفاضة الأولى بكل صورها وأشكالها، باعتبارها محطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك من أجل تقييم التجربة والاستفادة من دروسها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com