اتحدت جهود كافة الأطراف استعدادا لاستقبال الزوار في موسم الأعياد المجيدة في كل من بلديات بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، ورام الله، بمبادرة من وزارة السياحة والآثار، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، في سابقة هي الأولى من نوعها.

وفي هذا الصدد، جرى تشكيل لجنة مشتركة تشمل وزارة السياحة والآثار، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بالإضافة إلى قطاع السياحة الفلسطيني ممثلا بجمعية الأراضي المقدسة للسياحة الوافدة، (HLITOA) ومحافظة وشرطة وبلدية بيت لحم، وبلديات: بيت ساحور، وبيت جالا، ورام الله، إضافة لأطراف أخرى من المجتمع المحلي والقطاع الخاص.

وتهدف اللجنة إلى توحيد الجهود والوصول إلى أكبر عدد ممكن من السياح والزوار لإطلاعهم على الأماكن والفعاليات التي ستجري في كل مدينة، بهدف زيادة عدد الزوار والمشاركين في الفعاليات المختلفة، خاصة وأن مدينة بيت لحم تحديدا والمدن المجاورة تعتبر محط أنظار العالم في هذا الوقت من السنة، كونها مهد ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

وعملت اللجنة على تنسيق برامج فعاليات المدن الأربع لتتيح للزائر المشاركة في الفعاليات المختلفة على مدار شهري كانون أول وكانون ثاني، حيث بدأت الفعاليات بحفل إنارة الشجرة في مدينة بيت لحم مساء اليوم السبت برعاية ومشاركة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، كما سيقام حفل إنارة الشجرة في مدينة رام الله يوم غد الأحد، في حين يقام حفل إنارة في مدينة بيت جالا يوم الخميس الموافق الحادي عشر من الشهر الجاري، وفي مدينة بيت ساحور يوم السبت الموافق الثالث عشر من الشهر الجاري.

نشاطات للأطفال وللعائلات

وستشمل احتفالات أعياد الميلاد العديد من الفعاليات الدينية والثقافية لكافة الفئات والأعمار بما في ذلك نشاطات للأطفال وللعائلات والشباب والسياح، ويتوقع حضور عدد كبير من الزوار من مدن داخل أراضي عام 1948.

كما سيتم إطلاق حملة إعلامية واسعة تستهدف عدد من المدن بما فيها الناصرة، وحيفا، ويافا، وترشيحا، وشفا عمرو، وغيرها، ويتوقع أن يكون لمشاركة هؤلاء إضافة نوعية على الأجواء الاحتفالية للميلاد، فضلاً عن تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في المدن الأربع.

وتشرف على تنفيذ هذه الحملة جمعية الأراضي المقدسة للسياحة الوافدة، بدعم من كافة الأطراف مستخدمة الإعلام المجتمعي والمنشورات للترويج لفعاليات الأعياد المجيدة، وفق ما أشار له رئيس مجلس أمناء الجمعية سامي أبو دية.

إضاءة أشجار الميلاد في بيت لحم ورام الله


في سياق متصل، أضاءت مدينة بيت لحم شجرة عيد الميلاد ، إيذانا ببدء سلسلة الإحتفالات المجيدة وراس السنة الميلادية .

وأضيئت الشجرة البالغ طولها 18 مترا، في ساحة كنيسة المهد خلال حفل حضره رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بانون ووزراء وشخصيات سياسية دينية واجتماعية .

وقال الحمد الله:" من بيت لحم ننير شجرة الميلاد، ونطلق رسالتنا للعالم، بأن شعب فلسطين، صامد على أرضه، متجذرا بهويته الحضارية والإنسانية".

وأضاف:" هذه الاحتفالات تأتي في وقت تتوالى فيه الانتصارات الدبلوماسية التي نحققها، وشعوب العالم، تواصل اعترافها بحقنا في إقامة دولتنا المستقلة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف، وتنتصر لنضالات شعبنا وعذاباته ".

ومن جانبها، قالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون : "إن رسالة الميلاد لهذا العام هي رسالة سلام وطلب العدالة، وقد آن الأوان اكثر من اي وقت مضى لإنهاء معاناة شعب ولد وعاش على ارض فلسطين".

وتخلل حفل إضاءة الشجرة حفل موسيقي في ساحة المهد المجاورة للكنيسة.

ومع إضاءة شجرة الميلاد أطلق الفلسطينيون العنان لأمنياتهم راجين أن تعانق السماء في الذكرى المباركة لميلاد يسوع المسيح آملين من الله أن يعمّ السلام وتخيم البهجة المغيبة منذ عقود عن وجه الشعب الفلسطيني برحيل الاحتلال وإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف.

بيت لحم تتحول إلى مدينة للأضواء

وبثت زينة الميلاد الحياة والفرح من جديد لمدينة السلام المحاصرة، حيت تم ابراز معظم المعالم الدينية والاثرية والسياحية، وخاصة طريق الحجاج المعروف بشارع "النجمة" من مدخله وصولا لكنيسة المهد، بالاضافة الى تزيين لشارع المهد ومداخل المدينة بنجوم الميلاد والاشجار والمصابيح المضيئة.

وتوسطت شجرة الميلاد الكبيرة ذات اللون الاخضر ساحة المهد وسط بيت لحم، معلنة بداية العد التنازلي لانطلاقة الاحتفالات والاعياد ونهاية سنة ميلادية واستقبال اخرى جديدة تحمل معها بشائر وأمنيات تحقيق السلام وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.

ويسعى القائمون على فعاليات احياء احتفالات اعياد الميلاد إلى لفت الأنظار نحو المدينة المقدسة والمحاصرة من خلال تقديم برنامج خاص ومتميز هذا العام يتضمن العديد من الانشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية والفنية والاسواق الميلادية التي تعكس روح المدينة وتراثها المتجذر بهذه الارض، بهدف جذب الحركة السياحية اليها عبر مجموعة البرامج التي ستتواصل على مدار الشهر الحالي ومنتصف الشهر المقبل.

فضلا عن ذلك، قدم القائمون على احتفالات اعياد الميلاد لهذا العام اضافة نوعية للجمهور الفلسطيني والاجنبي تتيح له مشاهد الفعاليات والاحتفالات من خلال خدمة البث المباشر على مدار الساعة بجودة ودقة عالية الوضوح.

توقع وصول 100 ألف سائح خلال الشهر الجاري

وهنا أكدت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، أن مدينة بيت لحم مستعدة لاستقبال أعياد الميلاد المجيدة، وجاهزة لاحتضان زوراها من سياح وحجاج من محتلف المدن الفلسطينية ومن كل أنحاء العالم، مشيرة الى ان "رسالة الميلاد جاء لهذا العام تحت عنوان كل ما نريده هو العدالة، نوجه رسالة سلام ومحبة ومودة ودعوة للمجتمع الدولي للحضور إلى فلسطين ومشاركة الفلسطينيين باحتفالية الميلاد".

وتوقعت وزارة السياحة أن يزور مدينة بيت لحم خلال الشهر الحالي لحضور احتفالات اعياد الميلاد قرابة مئة الف سائح وحاج من بينهم 10 آلاف اثناء احياء قداس الميلاد في 24 من الشهر الحالي، ومن المرجح أن يصل عدد السياح مع نهاية العام الجاري إلى 2.5 مليون زائر.

وفي موازاة ذلك، هناك جهود فلسطينية حثيثة من اجل رفع مدينة بيت لحم والمدن السياحية الفلسطينية الاخرى عن لائحة "المدن غير الامنة"، الامر الذي سيساهم بشكل كبير في رفع نسبة الحجيج والزوار لفلسطين وسينعش الاقتصاد السياحي المحلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com