تحدث مجموعة من الخبراء حول عملية القدس التي قتل فيها 5 يهود متدينين في هجوم استهدف حي هارنوف بالقدس الغربية، وأكدوا أن هذه الهجمات ناتجة عن الضغط الإسرائيلي المتواصل على المقدسيين.

ورأى المختص في شؤون القدس جمال عمرو أن عملية القدس تأتي ردًا على سياسات الاحتلال التي أقرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي "يتسحاق أهرونوفيتش" بحق المدينة المقدسة وسكانها.

وقال عمرو:"لقد حذرنا مرارًا وتكرارًا من أن الأحداث في المدينة، والاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسيين، بما فيها إعدام الشهيد الرموني، كلها قد تقود المنطقة لحرب دينية".

وأوضح أن المقدسيين يشعرون بحالة من الاحتقان والغضب الشديد في ظل تواصل الاعتداءات بحقهم، وعلى الأقصى، وكذلك الاعتداء على النساء ومنعهن من دخول المسجد، لافتًا إلى أنهم يدافعون عن شرف وكرامة الأمة وعن المدينة التي تركت وحدها عربيًا وفلسطينيًا.

وأضاف أن المدينة باتت مهددة بالزوال، وهي تترنح أمام ضربات الاحتلال وسط صمت عربي ودولي مطبق، لذلك من حق المقدسيين الدفاع عن أنفسهم، وهذا حق مشروع لهم.

من جانبه، قال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ نجاح بكيرات إن المسجد الأقصى المبارك هو المحرك الرئيس لكل ما يجري في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفًا "نحن الآن نسجل انتفاضة أقصى ثانية، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية".

وأضاف بكيرات أن الأقصى هو المحرك الأول للانتفاضات على مدى ثورة البراق، وكذلك ثورة 1936، ثم انتفاضة عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000، و "ها نحن اليوم نسجل انتفاضة أقصى ثانية، فما دام هناك احتلال يدنس ويقتحم الأقصى ما دام هناك انتفاضة قائمة وبشكل كبير".

وأوضح أن الصراع على القدس تاريخي أزلي، يتمثل في صراع الاحتلال على الوجود العربي الإسلامي في المدينة، حيث يستهدف الاحتلال هذا الوجود، عدا عن استهدافه للأقصى ومحاولة تغيير رمزيته وتحويله من مقدس إسلامي إلى يهودي.

وذكر أن المقدسي كسر حاجز الخوف بعدما شاهد أن غزة أاستطاعت أن تنقل تجربة فريدة إلى الجمهور الفلسطيني وخاصة المقدسي، فأصبح لا يخاف وهو ينظر لما يجري بالقدس، وقد أبدع في الرد ومقاومة الاحتلال رغم الحصار وجدار الفصل العنصري، وتخلي القريب والبعيد عنه.

ولفت إلى أن هناك توعدات إسرائيلية بالتصعيد بالمدينة أكثر، فهناك إغلاق وحصار لحي جبل المكبر وصور باهر والبلدة القديمة، وهناك اعتداء على النساء المقدسيات ومنعهن من دخول الأقصى، وأيضًا اعتقالات بحق الشبان المقدسيين، فنحن هنا نتحدث عن قمع وتصعيد إسرائيلي.

وتابع "أعتقد أن الثأر للكرامة، وكسر حاجز الخوف ودخول النساء في هذه الانتفاضة سيسجل نوعًا جديدًا وسيحدد مستقبل المدينة"، متوقعًا "انتشار الدماء بكثافة وزيادة الاعتقالات بالمدينة خلال السنوات القادمة ، وكذلك ظهور الفساد الإسرائيلي، ولكنه في النهاية سترفع راية التحرير فوق المسجد الأقصى".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com