لا تحزن... 

لا تحزن... اذا غابت شمسك دون سابق انذار... فالشمس تغرب على امل اشراقة من جديد مع بزوغ الفجر وبداية النهار...

لا تحزن...اذا تاخر عليك امر تريده... او لم تحصل على ما تريد... بل تفائل بالقادم... فانت لا تعرف ما تخفيه لك الاقدار...

لا تحزن... اذا اختلف عليك احدهم فجأة... ولا تعاتب من لا يحترم مشاعرك... بل ابتسم... لان قناعا زائفا تحطم امامك وتحت اقدامك انهار...

لا تحزن... اذا ووري جسد انسان غال عليك الثرى... ورحل دون وداع... ستشتاق له... ستحتاجه بجانبك كثيرا... ستشتاق لكل ذكريات جمعتكما معا... لكن تذكر... انه الان بجوار الواحد القهار... حيث الطمأنينة والسلام... حيث يحسن الجوار... عند رب كريم رحمن غفار...



لا تحزن... اذا اذاقك الموت من اذقته معنى الحياة... فالغدر لن يأتيك الا ممن يحسد او يغار... كن نبيلا مهما طغى اللئام... فانت الفارس الشجاع وهم سراب الى زوال...

لا تحزن... اذا مررت بازمات متتالية... فابتلاءات الله هن اجر وثواب... وصبر واحتساب... الرجال يعرفون بالازمات والصعاب... والحياة لا تنتهي فيها الفرص... ولا تقفل فيها الابواب...

ابتسم دائما... وليكن طموحك السحاب... لا تستلم لضربات الحياة... بل كن ذاك الفارس المهاب... تفائل لان الله اهداك يوما جديدا... فاعمل من اجل الاجر والثواب... لا تنتبه لخصومك... ولا تفتح لمن باعك باب العتاب... دع الايام تعلمه الفرق بين الاسود وما بين الكلاب... بين الرجال الرجال... وبين الاوهام والسراب...

اذا رأيت الكون حولك يضيق... وانك على وشك ان تضل الطريق... وان من يحاربك اليوم كان بالامس الاخ والصديق... وان الكل باطل... اسجد لله باكيا... اشكو له هما اصابك... والح عليه بالدعاء... فقد اشتاق لسماع صوتك تناديه... وهو حتما لن يتركك ولن يخذلك وسيهديك الطريق...

كن ذاتك... عش حياتك... ابتسم لاصدقائك ولاعدائك... سامح من اعتذر ان كان صادقا بعد ان خانك... لا تلتفت خلفك لتحصي نكباتك... بل استمر الى الامام والتحق بما فاتك... تعلم من اخطائك... واعمل لتحافظ على نشاطك... لا تكن خاملا في المجتمع... فالحياة بحاجة لابتسامتك... لانجازاتك... لا تنتظر الحياة منتظرا فرجا في محطة قطارك... بل اسعى انت جاهدا وبادر لتغيير حياتك... الحزن والكآبة تغلق امامك السبل... والتفاؤل والتفكر تفتح لعقلك افاقك...

انت بطل قصتك... لا تتنازل عن دور البطولة لاحد سواك... لا تسلم حياتك لمن يتمنى هلاكك... فنحن اصبحنا في زمن تتصور فيه خصمك ملاك... واقرب اصدقائك... لا تأتمن احدا اسرارك وكن انت سيد حياتك... لا تتنازل ولا تهادن باحلامك... ولا تفاوض حتى لا تصبح ترتدي ملابس لا تليق بشخصك ومقامك...

مجتمعك ووطنك... حقهم في عنقك... اضف عليهما حياة لتبني بهما قصتك... لا تسل ماذا منحني وطني... فالاوطان تمنح اغلى ما نملك... ابن بوطنك وارتق وكن انت

سيد قرارك... كن مؤثرا فعالا تأتيك السعادة وتنسى احزانك...

اذا انتهى لاحدهم بحياتك دور البطولة... لا تتأثر ولا تغضب... استمر وعلم الصغار معنى الرجولة... فحياتنا عجل يدور... يوما تساء وغدا مسرور... يوما تبتلى ويوما مأجور...اذا شمت بك من مددت لهم يدك بالامس... ابتسم في وجوههم وعلمهم ان الكبار لا يلتفتون لشماتة الاقزام... وان من طموحه السحاب... لا يلتفت ابدا لمن لم يتعدى دورهم تحت الاقدام... وان الكرامة تولد مع الانسان... ولا يستطيع ابدا ان يمتلكها جبان... وان الفارس الشجاع وان مات حيا... يكفي انه عاش همام مقدام... وان الغدر وان نال من الابطال... لا تتغير حقيقة كون الغادرين انذال... وان الحق باق حتى اذا الباطل طال... وان الجبان ميت كل يوم الفا اما الشجاع باق في قلوب الناس حي لا يضام...

لا تحزن... اذا باعتك يوما من كانت حياتك... اذا تركتك دون اسباب من منحتها اجمل سنوات شبابك... دع الايام تعلمها معنى غيابك... دع الايام تعرفها قيمة حبك عطفك واهتمامك... دع تجربتها مع غيرك تعلمها قيمة اخلاقك... سيطرق يوما الحب من جديد بابك وتنعم بحياتك... اما من باعت... فلا تمنحها حتى كلمة واحدة من سطور كتاباتك... ستشتاق لك يوما... ستعرف حينها الفرق بين غيرك وما بين شخصيتك واخلاقك... وستعرف يوما ان من باع الغالي دون ثمن... ستشتري الرخيص باغلى ثمن... وستعرف حينها قيمة مواقفك معها واخلاقك...

لا تحزن... طالما في السماء رب كريم... يجيب دعائنا ويحمي كل شهم من كل انسان لئيم... لا تحزن... طالما تشرق الشمس مبتسمة معلنة يوما جديد... بداية جديدة... حياة جديدة... لا تحزن... طالما صفاء السماء يذكرك بصفاء روحك... وطيبة قلبك... وان القادم افضل... طالما لنا رب اذا اراد لنا امرا... فهو الوحيد القادر ان يفعل...

لا تحزن... فالحياة قصيرة... والمهام كثيرة... والاحلام كبيرة... والامال لا تعرف حدود... وافاق الكون تنادينا للعمل بلا شروط... للبناء للارتقاء للحياة للخلود... 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com