انتهى الكلاسيكو الاسباني بسحق البارسا بثلاثة اهداف مقابل هدف, الملكي تألق في ظل غياب رجال التيكي تاكا عن مجريات اللقاء بغض النظر عن البداية الناجحة لهم, ظهروا لا حول ولا قوة بوجه الإمتداد الريالي بقيادة الدون ونجوم اختاروا لنفسهم هذه الموقعة للتأكيد على علو كعبهم في الوقت الحالي. الجميع في العالم نراهم يقارنون رونالدو بميسي منهم من يفضل النجم البرتغالي ومنهم من اختار ميسي ومنهم من ينصف اللاعبين, هذا الأمور بديهية بما ان اللاعبين يعدان من الأفضل في السنوات الأخيرة وسط تألق نجم من هنا وبزوغ آخر في دوري ما, لكن رونالدو وميسي يبقيان العنصر الطاغي على الساحة.
هذا الكلام ينطبق على المرحلة السابقة او السنوات الأخيرة أيام التيكي تاكا وعز غوارديولا, عندما كان ميسي لا يقارن حتى برونالدو بكل أمانة, لأنه كما وصفه البعض هو من عالم آخر نظراً لما يقدمه من إبداعات داخل المستطيل الأخضر, في حين كنا نشاهد الدون يسعى الى التأكيد على أهميته كلاعب في زمننا هذا, ونجح في الوصول الى مبتغاه حيث كان الرقم واحد في الريال وتمكن من الوصول الى الكرة الذهبية بفضل اصراره وروحه القتالية وعشقه للتحدي اياً كان خصمه.

مؤخراً ولنعود قليلاً الى ايام المونديال الجميع كان منتظر من ميسي ان يقود منتخبه الارجنتين الى التتويج باللقب بما انه اللقب الوحيد الذي ينقصه لكي يكون الافضل على مر التاريخ, وهو امر لربما كان ليضاعف من طموحات اللاعب لكن لا شيء حصل وكان ميسي عادياً للغاية وافتقدت الارجنتين الى ابداعاته, في حين كسبت خدمات غيره لاسيما ماسكيرانو ودي ماريا.

والآن في الدوري ميسي غائب فنياً, ليس هو ميسي الذي تعودنا عليه, كنا نراه قادر على فك شيفرة اقوى دفاعات الفرق مهما كانت قوتها وصلابتها, أمام اليوم بالفعل هناك خوف كبير من ان نفقد إبداع قل نظيره.

تعريف الأسطورة ..لاعب يقدم آداء خرافي لا يمكن ان نقارنه بأي لاعب آخر, لديه مهارات فردية هي التي تميزه عن غيره وقادر على تجاوز الصعوبات التي يواجهها بحلول يبتكرها بنفسه من دون مساعدة الآخرين, فهذه الأمور كانت بحوزة ميسي سابقاً لكن الآن اختفت وهذا الأمر لا يجوز ولا يجب ان يكون ملازم لكلمة “اسطورة” بما ان هذه الصفة لا يمكن ان تتأثر بأي ظرف من الظروف وبأن يبقى التألق عنوانها بطريقة او بأخرى.

رونالدو إن غاب في مباراة نراه يعرف كيف يعود في أخرى, لاعب لا يكل ولا يمل في العمل على تطوير نفسه, لديه مهارات يسعى للإستفادة منها, ونقاط ضعفه نراه ايضاًَ يعمل على تطويرها حتى وصل اللاعب الى افضل مستوى ممكن ان يصل اليه, لا وبل هو لديه المزيد ليقدمه لنا مع قادم الأيام.

المقارنة في الوقت الحالي بين اللاعبين سيكون ظالم للدون وحتى ظالم لميسي نفسه, ولكي نكون واقعيين في تقييمنا فرونالدو تخطى خصمه اللدود بمسافات جراء جهده الكبير, أما ميسي لو وجهتم له السؤال عينه لجاوب ان الدون هو الأفضل, هذا ان لم يتهرب من الجواب كما تهرب من الضرائب!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com