يعاني الطلاب في مدينة القدس من شتى الصعوبات و التي تحول الى عدم التحاقهم في الجامعات بسبب الظروف الاقتصادية و السياسية الصعبة التي يعيشها اهل المدينة على حد سواء .

فمن ناحيته قال فؤاد ابو حامد الرئيس السابق للجنة المساندة للتعليم و المحاضر في كلية ادارة الاعمال في الجامعة العبرية لمراسل موقع بكرا " في الحقيقة وضع الطلاب في مدينة القدس وضع صعب جدا و ذلك بسبب الصعوبات السياسية التي تعيشها المدينة فمثلا في السنة الماضية تقدم حوالي اربعة الاف طالب لامتحان الثانوية العامة في مدينة القدس و نسبة النجاح كانت 60% فهذه النسبة لا تعني بالضرورة ان هؤلاء الطلاب التحقوا بالجامعات المختلفة حيث ان قسم كبير منهم معدلاتهم لا تؤهلهم للانضمام للجامعات ".

و اضاف ابو حامد " يتوجه الطلاب المقدسيين للدراسة في الجامعات الفلسطينية حيث ان اكبر نسبة تواجد لهم في جامعة القدس – ابو ديس يليها جامعة بيت لحم ثم يتوزع باقي الطلاب على جامعة بيرزيت و الجامعة الامريكية - جنين و قسم اخر من الطلاب يتوجهون الى الجامعات الاسرائيلية مشيرا الى انه في السنوات الاخيرة هنالك ارتفاع للطلاب المقدسيين الذين يتوجهون لمؤسسات التعليم العالي الاسرائيلية , في السنة الماضية انضم مئة طالب للجامعة العبرية في القدس وحدها وهذا نعتبره عدد كبير بالمقارنة مع السنوات الماضية و القسم الاخر من طلاب مدينة القدس يتوجه للدراسة في الدول العربية و قليل منهم يتوجه للدول الاوروبية و في الاغلب يتوجهون الى المملكة الاردنية الهاشمية ".

صعوبات الطلاب المقدسيين

و تابع ابو حامد " يواجه الطلاب المقدسيين صعوبات عديدة سواء كانوا في الجامعات الفلسطينية او الاسرائيلية و تختلف الصعوبات و العقوبات بين الجهات التعليمية المختلفة فمثلا الذين يتوجهون الى الجامعات الاسرائيلية تواجههم مشكلة اللغة و هنالك ايضا اختلاف في الثقافة بسبب الوضع السياسي ليتسرب خلال فترة الدراسة لان نظام التعليم يختلف عن ما اعتاد عليه الطالب.

و اكد ابو حامد ان الطلاب الذين يدرسون في الجامعات الفلسطينية يعانون من مشكلة التنقل خصوصا في موضوع الجدار الذي مزق القدس عن امتدادها الطبيعي و اضطرار هؤلاء الطلاب الى المرور عبر الحواجز و المعابر المختلفة .

طلاب الجامعات الخارجية

و فيما يخص الطلاب الذين يدرسون في الجامعات الخارجية قال ابو حامد " تواجه هؤلاء الطلاب مشكلة جدية في قضية الوضع القانوني المعقد لاهل القدس و يهددهم ايضا موضوع سحب الهويات , فهنالك قاسم مشترك بين كل طلاب القدس الجامعين الا و هو الوضع المادي الضعيف للطالب حيث دلت الاحصائيات الاخيرة بان اكثر من 70 % من الطلاب المقدسيين بحاجة الى دعم و مساندة مادية ".

و اشار ابو حامد الى الشروط التي تفرضها المؤسسات و الجامعات الاسرائيلية لقبول الطلاب المقدسيين حيث انها تختلف من واحدة الى اخرى فمنها ما يعتمد على معدل النجاح في التوجيهي بالاضافة الى معدل القبول للجامعة " البسيخومتري " و قسم كبير من الطلاب يضطرون الى القيام بسنة تحضيرية في الجامعات و التي تكون في العادة بديلة عن التوجيهي و يتم احتساب معدلها .

مشكلة في الجامعة العبرية

و في نفس السياق قال ابو حامد " توجد مشكلة في الجامعة العبرية انه لا يتم قبول الطلاب المقدسيين لكلية الطب، رغم أن الجامعة اعلنت مؤخرا ان هنالك حل لهذه القضية إلا أنه من الناحية العملية لم نشهد اي طالب مقدسي التحق بكلية الطب في الجامعة العبرية، و ايضا الجامعات الفلسطينية عدا جامعة النجاح لا توفر كليات الطب المهن الصحية المطلوبة لسكان القدس ".

اما بالنسبة لقضية الاعتراف و خصوصا في جامعة القدس فقد دلت الدراسات ان حوالي 40% من طلاب جامعة القدس ابو ديس هم من الطلاب المقدسيين الذين يحملون الهوية المقدسية و اسرائيل لا تعترف بشهادات هذه الجامعة رغم انه كان هنالك نجاح جزئي في التماس للمحكمة في الفترة الاخيرة , و لهذا يواجه خريجوا هذه الجامعة من مشكلة الاعتراف و الانخراط في سوق العمل داخل مدينة القدس .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com