أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين أن تطبيق آلية إدخال البضائع إلى قطاع غزة والتي حازت على موافقة دولية بما فيها حركة حماس سيسمح بإعمار واسع في القطاع.

وقال مون في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله برام الله إن الاتفاق سيضمن سلاسة ونجاعة إدخال البضائع لغزة، مشددًا على أن الوضع سيكون مختلفًا عن سابقه في ظل وجود تفويض واسع النطاق لهم.

وكانت الأمم المتحدة اتفقت مع "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية حول الاستيراد والتصدير من وإلى غزة، مع آلية مراقبة لضمان عدم استخدام مواد البناء لأغراض أخرى بخلاف الإعمار وتنفيذه فورًا دون تأخير.

يذكر أن الاتفاق كان بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع الذي استمر 51يومًا (7يوليو حتى 26أغسطس) الماضيين، وخلف دمارًا واسع النطاق في المنازل السكنية والبني التحتية فيه.

مون مرتاح

وأعرب مون عن ارتياحه من المبالغ التي تعهدت الدول المانحة بدفعها في ظل الأوضاع السائدة، مؤكدًا أن حكومة التوافق ستلعب دورًا رياديًا وستشرف على إعادة الإعمار بدعم دولي.

وقال: "نود أن نرى حكومة الوحدة وهي تنجح في تسلم مسئولياتها.. واشعر بالارتياح من الاجتماع الذي عقدته في غزة، وسنستمر في دعمها في مهامها وسنساعدها على تجاوز عقباتها".

وأضاف مون: "الاتفاق سيضمن سير الأمور وتطبيقها على نحو ناجح.. نأمل أن يعود الارتباط بين غزة والضفة وتصبح حرية الحركة أكثر مرونة.. كما علينا أن نعالج جذور عدم الاستقرار لتفادي أزمة مأساوية أخرى".

وطالب بوضع حد لدوامة "العنف غير المنتهية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع إيلاء الفلسطينيين اهتماما أكبر ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى عودة "العنف" على حد قوله.

وفي سياق متصل، دان مون استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، كما أعرب عن قلقه من استمرار "الاستفزازات في المدينة المقدسة"، مؤكدا على ضرورة وقفها كونها "تؤجج المشاعر".

حل سياسي

وشدد على أنه "لا يمكن حل هذه الأزمة إلا بحل سياسي يعيد الحياة لحل الدولتين"، مضيفًا: "أتفهم الاحباط الفلسطيني من جهود السلام التي لم تثمر منذ 20 عامًا إلى اتفاق نهائي".

وفي سؤال حول هل تدعمون الفلسطينيين في محاولة انضمامهم للمحكمة الجنائية الدولية، قال مون: "الفلسطينيون يمكنهم أن ينضموا للجنائية الدولية إذا كانت لهم قضية تستدعي ذلك وأؤمن أن فلسطين لم تصل إلى مرحلة الدولة".

بدوره، قال الحمد الله إن "إسرائيل" أخلت أمس بوعدها إدخال مواد إعمار للقطاع ولكنها للآن لم تدخل، مشيرًا إلى أنه تحدث مع مون ومبعوث الأمم المتحدة روبرت سيري بهذا الخصوص.

وذكر أن مون وسيري سيثيران الموضوع مع الجانب الإسرائيلي خلال اجتماعهما معه مساء اليوم، مؤكدًا أن المساعدات الدولية ستبقى قاصرة ما دامت "إسرائيل" تفرض حصارها.

وبين أن كافة البرامج والمساعدات ستبقى عاجزة وقاصرة عن تحقيق أهدافها ما لم يتم رفع الحصار عن غزة بشكل كامل وتحرير الاقتصاد من نظام السيطرة الذي تفرضه "إسرائيل" على البضائع والأشخاص.

وعن موعد وصول المبالغ المالية، أعرب الحمد الله عن أمله في وصولها بأسرع وقت للبدء بإعادة الإعمار خاصة أن الخطط جاهزة لذلك. فيما لم يحدد وقتًا ثابتًا.

ولفت إلى أنه استعرض مع مون تطورات المصالحة وتوحيد المؤسسات لترجمتها على أرض الواقع، والوضع الصعب الذي تعيشه المدينة المقدسة من اعتداءات إسرائيلية متواصلة.

وتعهد مشاركون في مؤتمر دولي حول إعمار غزة بالقاهرة بتقديم 5.4 مليار دولار نصفهم لإعادة إعمار ما دمرته "إسرائيل" في عدوانها الأخير (7يوليو-26أغسطس) الماضيين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com