يحرص القائمون على مصنع صابون النتشة وسط مدينة الخليل على استخدام نفس المواد الخام، وطريقة تصنيعها التقليدية، للمحافظة على جوهر هذه الصناعة التراثية وأصالتها التاريخية.

تراث كنعاني 

وأكد مدير المصنع سلطان مصطفى عبد النبي النتشة، أن إدارة المصنع تجتهد في المحافظة على التراث الكنعاني الاصيل في صناعة الصابون، مشيرا الى ان المواد الخام التي تستخدم منذ آلاف السنين من زيت الزيتون الصناعي 'زيت الجفت' او ما يسمى بمخلفات العجمة زيت حار، تكون نسبة الحموضة فيه عالية من 20 الى 45 % والذي لا يستخدم للأكل ، بالإضافة الى هايدروكسيد الصوديوم، والملح الصناعي، والماء.

وشرح النتشة مراحل تصنيع الصابون الكنعاني الذي يمر بعدة مراحل، ففي المرحلة الاولى يتم وضع المكونات في قدر كبير على نار الحطب الحامية مع التحريك الالي حتى تتجانس العجينة لمدة اربعة ايام، ثم تصب في قوالب مربعة الشكل تترك حتى تبرد وتنشف لعدة ايام، ثم تزال القطع الزائدة من هذه المربعات ويتم تنظيم شكلها وملمسها، ثم تغلف بورق يحمل اسم المنتج والمصنع.

وأضاف النتشة أن ميزات الصابون الفلسطيني، انه لا تدخله الرغوات الصناعية، والألوان، والروائح للحفاظ على اصالة الصناعة، مبينا ان الصابون التقليدي قوي على الاوساخ، منظف فعال لإزالة البقع العنيدة، والقديمة، ولكنه يحافظ على البشرة لخلوه من المواد الكيماوية.

يسوق محليًا 

اما بالنسبة لتسويق المنتج اكد النتشة، ان محافظات الضفة الغربية تستوعب الكمية المنتجة الحالية، وان المصنع يعمل حسب كمية الطلب، مبينا ان حجم الطلب وكمية الانتاج قليلة بالنسبة الى الفترة السابقة، حيث لم تكن هنالك سلع مستوردة منافسة للسلع الفلسطينية، وإنما كان هنالك تنافس بين مصانع مدينتي نابلس، والخليل على انتاج الصابون والتسويق في الضفة الغربية، والأردن.

وأشار الى انه في الوقت الحالي يعمل في المصنع ستة عمال، في حين كان يعمل فيه بالماضي اثنا عشر عاملا ، وأصبح العمل على فترات وحسب الحاجة.

أهمية المحافظة على التراث 

من جانبه، قال العامل مهند مرقة، انه يعمل في هذا المصنع منذ 13 عاما، في قسم التغليف والتعبئة، وأصبح عمله على فترات وحسب الطلب، نتيجة قلة الطلب على هذه السلعة ومنافسة البضائع المستورد لها، مؤكدا أهمية المحافظة على إصالة وتراث صناعة الصابون في فلسطين.

بدوره، اكد العامل عبد الله النتشة (17 عاما) انه يعمل مع عائلته في هذا المصنع منذ الطفولة، في اللصق والتعبئة، والتوزيع، متمنيا أن تبقى هذه الصناعة رائجة، وان يعرف الناس قيمتها وميزاتها، وان يجربوها في أعمال التنظيف المختلفة، لدعم المنتج المحلي، الذي يحمل عنوان الأصالة والتراث والتاريخ الفلسطيني العريق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com