إسرائيلي يتهم فلسطينياً بإيذائه بسبب "رائحة طابون" خبز جنوب الخليل

لم يكتف المستوطن الإسرائيلي جدعون ليفي من مستوطنة كرمئيل جنوب الضفة الغربية، من الاستيلاء ومجموعة من المستوطنين على أراضي المواطنين الفلسطينيين في خربة أم الخير جنوب مدينة الخليل، بل اخترع تقليعات استيطانية جديدة، حيث تنظر المحاكم الإسرائيلية في قضية، قد تكون الأغرب على مدار سنين احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية.

يتحجج المستوطنون بأن رائحة الطابون تسبب لهم مشاكل صحية ففي أروقة محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، يجري بحث قضية رفعها المستوطن ليفي على المواطن البدوي الفلسطيني سليمان الهذالين (60 عاماً)، يطالب فيها بتعويض مالي مقداره 100 ألف دولار، لأنه على حد زعمه يتأثر وعائلته صحياً من رائحة طابون الخبز "فرن من الطين" الذي يملكه الهذالين.

وأوضح طارق الهذالين، أحد أفراد عائلة الهذالين التي يتراوح عددها 150 نسمة، وتسكن جميعها في بيوت من الصفيح والزينكو في خربة أم الخير، أن "المستوطنين حاولوا مرات عديدة هدم طابون الخبز، إلا أنهم كانوا في كل مرة يفشلون".

وأضاف "نعتمد بشكل كامل على هذا الطابون "الفرن" في عملية صناعة الخبز وطهو الطعام، ويتحجج المستوطنون دائماً في المستوطنة المقامة على أراضينا والمسماة كرمئيل، بأن رائحة الطابون تسبب لهم مشاكل صحية".

ويروي الهذالين أن القصة بدأت في العام 2008، عندما توسعت مستوطنة كرمئيل جنوباً تجاه بيوت الصفيح والخيام التي يقطنها ذووه من عائلة الهذالين البدوية المهجرة من منطقة النقب عام 1948، حيث باتت منازل المستوطنين ملاصقة تماماً لخيام العائلة.

هدم الطابون

وأشار إلى أن أحد المستوطنين الجدد كان يعقوب جولدشتاين، الذي حاول مرات عديدة هدم الطابون بحجة قربه من منزله، ومن ثم الشكوى لجيش الاحتلال والإدارة المدنية التي اقترحت حلولاً كنقل الطابون لمكان آخر، إلا أنها لم تقدم ضمانات بعدم هدمه في المكان الجديد.

ولفت الهذالين إلى أن آخر ما وصل إليه المستوطن جولدشتاين هو رفع دعوى على عمه الشيخ سالم الهذالين، بحجة تضرره من الطابون مطالباً بتعويض، ومدعياً أن عائلة الهذالين هي من جاءت وسكنت بالقرب من المستوطنة، وليس العكس.

وحول مجرى القضية ومستجداتها يقول: "لا زالت القضية قيد البحث، هناك جلسات استماع بين الفينة والأخرى، لكننا نتوقع أن تصدر المحكمة قراراً قريباً بإزالة الطابون، لأن القاضي والشاكي في خندق واحد، لذلك نحاول تسليط الضوء على القضية إعلامياً لاطلاع العالم على ممارسات الاحتلال وقراراته الجائرة".