تتزامن الذكرى السنوية الثالثة للتقدم بطلب العضوية في الأمم المتحدة وحصول فلسطين على عضوية مراقب بدل عضو كامل العضوية على اثر الفيتو الأميركي مع أحداث ساخنة تشهدها ساحة معركة انهاء الاحتلال الإسرائيلي للدولة الفلسطينية، وبمرور ثلاثة أعوام تركت تداعيات العضوية الاممية آثاراً ايجابية بتعزيز وضع القضية الفلسطينية دولياً.

إلا أن مشواراً طويلاً لا يزال منتظراً استكماله لترجمة عضوية المراقب على أرض الوقع وتطويرها لعضوية كاملة حتى تحقيق الاستقلال الفلسطيني الناجز.

معركة لإنهاء الاحتلال

وتواصل القيادة الفلسطينية المعركة مع الاحتلال الإسرائيل بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وتخوض جزءاً من هذه المعركة خارج الوطن في المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية.

وفي هذا السياق أوضح الناطق باسم فتح أحمد عساف لـ"بكرا"، أن القيادة الفلسطينية تزج بالمؤسسة الأممية للأمم المتحدة التي أنشئت بهدف السلم العالمي في هذه المعركة لتتحمل مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اجرام وقتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو عائقاً امام حصول فلسطين على عضوية كاملة في الامم المتحدة.

وأضاف “نتيجة لذلك حصلنا على عضوية مراقب ولكن هذه ليست نهاية الطريق نحن مصرون على أن تستكمل عضويتنا الكاملة في الأمم المتحدة كدولة مستقلة كاملة السيادة على الاراضي عام 67 وفق قرار الجمعية العامة”.

التوقيع على معاهدة روما

وحول تداعيات حصول فلسطين على عضوية المراقب، أكد عساف أنها أتاحت للفلسطينيين المجال لأن يكونوا أعضاء في 522 مؤسسة ومنظمة واتفاقية دولية، الامر الذي انعكس ايجاباً على الشعب الفلسطيني واهدافه الوطنية، من حيث ضمان محاكمة اسرائيل على كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

وعلى صعيد مدى الاستفادة من ذلك في ملاحقة الاحتلال الاسرائيلي دولياً قال عساف: “نحن الآن على ابواب التوقيع على معاهدة روما الممهدة للدخول في عضوية محكمة الجنايات الدولية هذا من جهة، ومن جهة أخرى حصلنا على عضوية اتفاقية اليونسكو وعدد كبير من المؤسسات والاتفاقيات الدولية اهمها اتفاقيات جنيف الاربع التي وقع عليها الرئيس في 1 أبريل الماضي.

وانضممنا إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، وهذا الانضمام فتح لنا المجال لأن نحدد العلاقة ما بين دولة الاحتلال والشعب الخاضع للاحتلال على اساس اتفاقيات جنيف الاربع”.

أغلبية ساحقة

وشدد عساف على أن عضوية فلسطين في الامم المتحدة نجحت في دعم القضية الفلسطينية دولياً بدليل أن أي تصويت في الامم المتحدة يجري الآن تحصل فيه فلسطين على أغلبية ساحقة، مضيفاً: “العام الماضي حين جرى التصويت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره حصلت فلسطين على 185صوتاً من اصل 193 بنسبة تتجاوز 95 في المئة وهذا التصويت وهذه المكانة هي ثمرة لجهود طويلة”.

وأكد عساف أن القيادة الفلسطينية لن تتوقف عن العمل في الساحة الدولية حتى تصبح فلسطين عضواً دائماً في الأمم المتحدة على قاعدة الاستقلال الناجز على حد تعبيره.

توقيت مناسب

بدوره، أشار عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير بسام الصالحي، إلى أن حصول فلسطين على العضوية جاء في الوقت المناسب، نظراً لكون المنطقة تشهد تقلبات شديدة بهدف تشكيل خريطة جديدة في منطقة الشرق الاوسط، وتحاول إسرائيل من خلالها شطب فلسطين من الخريطة الجديدة للمنطقة، مضيفاً: “فلسطين بهذه الخطوة حجزت لها مكاناً على خارطة المنطقة القادمة باعتراف دولي.

ولكن هذا لا يكفي لكونه بقي نظرياً، ويجب أن يستكمل بتحويل هذا الاعتراف الدولي إلى حقيقة ملموسة من خلال انظمة، لأن القضية المركزية هي تحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية وضمان استقلاليتها لذلك أعتقد اننا نجحنا في تثبيت حقنا بالدولة ولكن لا يزال أمامنا شوط طويل بتعزيز هذا القرار بإجراءات فلسطينية محلية وعربية ودولية”.

وأشار الصالحي إلى أن مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائمة على أساس خطة إنهاء الاحتلال تعد استكمالاً لحصول فلسطين على عضوية مراقب إذا نجحت الخطة في جعل المجتمع الدولي بأسره فاعلاً في تحقيق استقلال دولة فلسطين، محذراً من أن الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأخرى تريد أن تأخذ من هذه المبادرة الشق الخاص بالمفاوضات فقط لتفريغها من جوهرها.

قرار غير مفعل

أوضح النائب الثاني في المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة لـ”بكرا”، أن قرار عضوية فلسطين بصفة دولة مراقب لا يزال غير مفعل من قبل الأمم المتحدة والقيادة الفلسطينية.

وأضاف: “هناك مستحقات لهذه العضوية أهمها الذهاب لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ونحن حتى الآن لم نذهب لهذه المؤسسات ولم ننضم لكثير من مؤسسات الأمم المتحدة التي لنا الحق في الانضمام لها”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com