كان من المنتظر أن يكون هذا عرس الشهيد عيسى القطري، لكن الاحتلال الاسرائيلي حوله إلى جنازة بعد استهدافه الشهيد القطري برصاصة أصابته في صدره، ليرتقي شهيدا.

القطري وخطيبته سماح كانا يجهزان نفسيهما لزفاف بعد أيام، غير أن ذلك لم يتم، بصعوبة تصف سماح مشاعرها عند سماع خبر استشهاده، عندما اقتحمت قوة من جنود الاحتلال مخيم الأمعري في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

الشهيد القطري هو الثاني في مخيم الأمعري خلال حوالي الشهر، بعد ارتقاء الشهيد محمد القطري، وقد أصيب بعد اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، التي داهمت عدة منازل، حيث دارت مواجهات في المكان، لتطلق قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه شبان تصدوا لها، وتصيب الشباب القطري برصاصة في صدره.

المئات الذي شاركوا في تشييع جثمان الشهيد، طالبوا بحماية الفلسطينيين من انتهاكات وجرائم الاحتلال المستمرة، فيما دعت الفصائل الفلسطينية الجماهير إلى التصعيد الشامل في وجه المحتل، وبمختلف الأدوات.

القطري أجل عرسه بسبب استشهاد إبن عمه فلحقه شهيدا

وقالت والدته إنه أجّل عرسه بسبب استشهاد ابن عمه محمد القُطري الشهر الماضي، بينما كانت تنتظر عروسه سماح طميلة وصول "طقم غرفة النوم" ظهر الأربعاء إلى منزلها الجديد الذي ستزف إليه، لكنها تلقت فجراً خبر استشهاد عريسها بعد إصابته بالرصاص الإسرائيلي في صدره.

وحول ظروف استشهاده، تقول الوالدة إن العائلة استيقظت على صوت إطلاق النار واقتحام جيش الاحتلال للمخيم، فسارع عيسى للخروج مثل باقي شباب الحي، حتى أنه ترك بطاقة هويته وهاتفه النقال وقال إنه لن يتأخر، وبعد أكثر من ساعة ورد العائلة خبر إصابته ونقله إلى مستشفى رام الله، لكنه فارق الحياة قبل وصولهم لرؤيته.

الخطيبة: عيسى ليس له أي نشاط سياسي

أما خطيبته فتقول عن تلقيها خبر استشهاده "كنت نائمة، وفي ساعة مبكرة وجدت أمي وخالتي يجلسن بقربي فاستيقظت، وشعرت من وجوههن بخبر سيئ، قلن لي عيسى استشهد".

وذكرت خطيبته أنه كان يسعى للعمل داخل الخط الأخضر، ولم يكن ناشطا في العمل السياسي أو المقاوم، لكنه تأثر كثيرا باستشهاد ابن عمه الشهر الماضي.

وقال قريب الشهيد حمزة القطري إن ابن عمه أصيب برصاصة في صدره من كاتم صوت خلال مواجهات عنيفة مع الاحتلال الذي اقتحم المخيم فجرا، لكنه لم يسقط بعد إصابته مباشرة بل تراجع بعيدا عن المواجهات وحينها بدأ يعاني من نزيف حاد.

وينحدر الشهيد من عائلة لجأت إلى مخيم الأمعري عام 1948 من قرية النعاني قضاء الرملة التي دمرها الاحتلال عقب النكبة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com