‫أعلن النجم الانجليزي ديفيد بيكهام اليوم أنه مستعد لخدمة منتخب بلاده في أي منصب يعرض عليه في المستقبل فيما قد يقرؤه البعض إشارة أو تلميحاً لقرب تسلمه تدريب منتخب بلاده في المستقبل القريب في حال فشل روي هودسون. فهل يصلح النجم الانجليزي لهذا المنصب أو لنقل هل تصلح فكرة المدرب الشاب لمنتخب يعج بالنجوم كمنتخب إنجلترا ؟؟ ‬
‫عندما نتحدث عن إنجلترا يخطر لنا دوماً فكرة الدولة المؤسسة لرياضة كرة القدم ، وبناء على ذلك فإن أول سؤال هو كيف لم تستطع دولة بمثل هذه العراقة الفوز سوى بكأس عالمية واحدة عام 1966 وبشكل مثير للجدل وقتها؟؟ وهو بالمناسبة السؤال نفسه الذي يخطر للانجليز أنفسهم وعلى أساسه جربوا كل أنواع المدربين من المحلي الذي لم كان أنجحهم الراحل بوبي روبسون حيث أوصلهم إلى المركز الرابع في بطولة كأس العالم عام 1990 وبعده تيري فينابيلز الذي وصل معهم إلى نصف نهائي يورو 1996 والتي جرت على أرضهم، ومن وقتها في لم ينجح أحد آخر من بعده في إيصالهم إلى أبعد من الدور الثاني في أي بطولة شاركوا كغلين هودل في بطولة العالم عام 1998 وهودسون ‬في بطولة أوروبا عام 2014 دون أن ننسى الخيبات الكبرى مع كيفن كيغان الذي خرج من الدور الأول ليورو 2000 في بلجيكا وهولندا وستيف ماكلارن الذي فشل في إيصالهم إلى يورو 2008 في سويسرا والنمسا وقبلهم جميعاً غراهام تايلور الذي فشل في إيصالهم إلى نهائيات كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة .

هذه الفشل الانجليزي دفع المسؤولين إلى تجربة التعاقد مع مدرب أجنبي الذي بدأت بالسويدي ذي العقلية الإيطالية سفن غوران إيريكسون عام 2000 في خطوة ثورية لم يتوقعها أحد من بريطانيا العظمى مهد كرة القدم ورغم أن السويدي أبلى بلاءاً حسناً نسبياً حيث أعاد لإنجلترا اعتبارها إلى حد ما كرقم صعب لكنه لم يستطع أن يفعل أكثر من ذلك بتوقفه عند حدود الدور ربع النهائي في كل بطولة خاضها ابتداءاً من كأس العالم 2002 مروراً بـ يورو 2004 وحتى كأس العالم 2006 ، ليتم التعاقد مع مدرب القمة المكلف جداً فابيو كابيلو على أساس أنه الأقدر على ضبط كتيبة النجوم العملاقة التي يمتلكها الانجليز وقيادتها للانتصارات بناء على تاريخه الحافل ..لكن الإيطالي لم يكن أفضل ممن سبقوه وخرج من الدور الثاني لكأس العالم 2010 بمذلة أمام الألمان ليغادر بعدها بحجة إبعاد جون تيري عن المنتخب نتيجة الفضيحة الشهيرة مع وين بريدج .

الاتحاد الانجليزي وبناء على ما تقدم استهلك (ويستهلك بتواجد هودسون على رأس القيادة الفنية للمنتخب ) معظم الاحتمالات الممكنة، وبقي أمامه حلان أولها هو المدرب البريطاني (الغير الانجليزي ) وثانيها المدرب الانجليزي الشاب وفي الحالتين لا توجد خيارات كثيرة، لكن الخيار الثاني يبقى أخف وطأة على الانجليز من مدرب إيرلندي أو اسكتلندي خاصة أنهم جربوا كل شيء فلماذا لا يجربون الشباب خاصة أن إنجلترا لن تؤدي أسوأ مما أدت، وهنا يظهر اسم ديفيد بيكهام بخبرته الكبيرة باللعب في ثلاث دوريات كبرى هي الانجليزي والايطالي والاسباني ودوري متوسط هو الفرنسي ودوري ناشيء هو الدوري الأمريكي مع لوس أنجليس غالاكسي كحل أنسب لهذه المهمة على اعتبار أنه نهل الكثير من كبار المدربين الذين تعاقبوا عليه في مانشستر يونايتد والريال والميلان وباريس سان جيرمان كفيرغسون وكابيلو وأنشيلوتي وسواهم، ويتوقع أيضاً أن يضم العديد من زملائه إلى هذا الجهاز كغاري وفيل نيفيل وبول سكولز وسواهم حيث سيكون جيل انجلترا الممتاز قائداً لمرحلة التجديد القادمة .

لا يمتلك بيكهام خبرة تدريبية أبداً لكنه ليس الأول الذي لا يمتلكها ويستلم منتخباً وطنياً أو فريقاً كبيراً ، فهناك غوارديولا قبله مع برشلونة ودونجا مع البرازيل ودونادوني مع إيطاليا وغيرهم الكثير الذين قدموا أداءاً معقولاً على الأقل ،ومع علمنا أن مشاكل إنجلترا أكبر بكثير من مشكلة مدرب حيث تكمن بشكل أساسي في التحضير القاعدي فإن أي مدرب سيستلم انجلترا حالياً لن تكون فرصه في النجاح أكثر من غيره فلمذا لا يجرب بيكهام ورفاقه ؟؟ فكرة قد تبدو مجنونة لكنها ملائمة لوضع إنجلترا الحالي لأنها بحاجة لأفكار أكثر حداثة من أفكار هودسون ورفاقه التي باتت قديمة وربما بالية …وبطبيعة الحال يبقى ريدناب أيضاً خياراً متاحاً ومعقولاً ومخضرماً ،لكن لو أرادوا التعاقد معه لفعلوا ذلك عندما أتيحت الفرصة مع رحيل كابيلو .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com