أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية الاثنين، أنه تم التوصل إلى اتفاق لـ"وقف دائم لإطلاق النار" في قطاع غزة، خلال المفاوضات غير المباشرة التي يقوم بها الجانب المصري مع كلا الطرفين، إلا أنه لم يتم، حتى اللحظة، الإعلان عن ذلك الاتفاق رسمياً.

ونقلت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي عن مصادر فلسطينية لم تسمها، أن الاتفاق يتضمن تخفيف القيود التي تفرضها إسرائيل على القطاع، الذي يتعرض لحصار كامل منذ قرابة ثمان سنوات، بالإضافة إلى توسيع منطقة الصيد أمام الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة.

كما أشارت المصادر إلى أنه تم تأجيل عدد من القضايا الخلافية، منها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، وإنشاء الميناء، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وإعادة جثتي جنديين إسرائيليين، على أن تتم مناقشاتها في وقت لاحق خلال شهر.

أكثر من 100 ساعة تفاوضية 

كما ذكرت وكالة "معاً" الفلسطينية للأنباء أنه "تم التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى، بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية، بعد 15 يوماً من المفاوضات، وأكثر من 100 ساعة تفاوضية"، ولفتت إلى أن "الوسيط المصري" سيعلن عن الاتفاق رسمياً، قبل منتصف ليلة الاثنين/ الثلاثاء.

إلا أن مسؤولاً رفيعاً في الحكومة الإسرائيلية قال، في وقت متأخر من مساء الاثنين، إنه لم يتم حتى اللحظة التوصل إلى اتفاق بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في القاهرة، على عكس ما يتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية.

وقبل قليل من انتهاء "الهدنة المؤقتة"، التي تم الإعلان عنها منتصف ليلة الأربعاء/ الخميس، ولمدة خمسة أيام، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "قوات جيش الدفاع تستعد لكل السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك شن عملية واسعة النطاق ضد حماس في قطاع غزة، إذا تجدد إطلاق النار."

يعلون يهدد 

وقال نتنياهو، خلال جلسة عقدها في إحدى القواعد التابعة لسلاح البحرية بميناء "أشدود"، مع وزير الأمن، موشيه يعلون، لتقييم الأوضاع مع قرب انتهاء وقف إطلاق النار الحالي عند منتصف الليلة، إن "الحكومة تقود هذه المعركة بحزم ومسؤولية"، بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو إنه أصدر تعليماته إلى الوفد الإسرائيلي المفاوض في القاهرة، بـ"عدم التنازل قيد أنملة عن المطالب الأمنية الإسرائيلية"، إلا أنه استطرد بقوله: "إن القوة وحدها لا تكفي في الشرق الأوسط، والمطلوب من مواطني الدولة هو إبداء الصبر والأناة والصمود."

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي إن "عملية الجرف الصامد لم تنته بعد"، وتابع: "لن يهدا لنا بال حتى نقوم بمهمة توفير الهدوء والأمن للمواطنين"، مشدداً في الوقت نفسه على أنه "لا يمكن لحماس أن تجرنا إلى حرب استنزاف.. وإذا حاولت فعل ذلك، سنرد لها الصاع صاعين"، على حد تعبيره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com