كشفت رئيسة سلطة جودة البيئة المهندسة عدالة الأتيرة، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، وافقت بشكل أولي على إرسال بعثة تقصي حقائق في الجرائم البيئية التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وذلك استجابة لطلب توجهت به سلطة جودة البيئة.

وأوضحت في حديث لــ'بكرا' أن السلطة توجهت لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ولجمعية الأمم المتحدة للبيئة منذ بداية العدوان، وطلبنا منه إرسال بعثة تقصي حقائق لرصد الأضرار البيئة الآنية والمستقبلية، ونحن نتواصل معهم بشكل يومي وهناك موافقة أولية أن يتم إرسال بعثة تقصي حقائق مع توقف العدوان.

وأشاروا إلى أنه يمكن أن يكون هناك مؤتمر خاص للإصلاح وتخفيف الأضرار التي وقعت على البيئة، وكذلك أن يجري تخصيص جانب للبيئة في أي مؤتمر للمانحين يعقد لإعادة إعمار قطاع غزة.

ولفتت إلى أن معظم القوانين والبرتوكولات الدولية يوجد بها بند واضح بأن الاعتداء على البيئة هي جريمة، والعالم لديه يوم دولي لمنع استخدام البيئة للحروب في 6 تشرين ثاني من كل عام، وطلبنا من مجلس الوزراء أن يكون لدينا وطنية للبيئة لتوثيق آثار العدوان لتقر وتدخل في تفاصيل العمل لنصل إلى تقرير فني علمي يحول من الجهات المختصة لإدانة إسرائيل ومحاسبتها وإرغامها على تعويض المتضررين.

ممارسة أقصى درجات العداون
وأشارت إلى أن عدوان الاحتلال الذي بدء بتاريخ 7/7/2014 مستعملا أقصى درجات الأعمال العدائية التي تسببت بأضرار بالغة وشديدة الخطورة وطويلة الأمد على البيئة بما تحتويه من العناصر الحيوية الطبيعية المائية والهوائية والأرضية والكائنات الحية والبنية التحتية والعمرانية، متسببا بذلك بدمار واسع الانتشار من خلال اعتداء ممنهج على كافة أشكال الحياة باستخدامه أعتي قدرات إسرائيل العسكرية من طائرات ودبابات وبوارج بحرية، والتي ألقت بحممها من متفجرات مختلفة منها ما هو محرم دوليا، قدرت بـ 6993 صاروخا تم إطلاقه من الطائرات الحربية والتي قامت بتنفيذ أكثر من 7200 غارة جوية على غزه، هذا إلى جانب أكثر من 37531 قذيفة دبابة، و1560 قذيفة أطلقت تجاه غزة من القطع البحرية الإسرائيلية، نتج عن هذا الكم الهائل من المتفجرات استشهاد أكثر من 1875 مواطنا بينهم 430 طفل و254 امرأة، هذا إلى جانب أكثر من 10000 مصاب، بينهم 2877 طفلا و3009 نساء، هذا إضافة إلى جانب 152 حاله وصفت بأنها حرجة جدا وتقدر الجهات الطبية المختصة بأن ثلث هذا العدد تقريبا فقد أحد أطرافه أو حواسه، عدا عن تشريد ما يقارب نصف مليون مواطن من مساكنهم ونزوحهم تجاه مدارس الحكومة أو مدارس وكاله الغوث.

كما نتج عن هذه الهجمة الشرسة الشعواء تدمير 10690 منزلا بشكل كلي، و5435 منزلا بشكل جزئي وقصف خمس مستشفيات و24 مركز للرعاية الصحية والطبية ، و167 مدرسة مما سيحرم 91000 طالب وطالبه من الدراسة، و6 جامعات يدرس فيها ما يقارب الـ100000 طالب وطالبة، هذا إلى جانب أكثر من 118 مسجدا وبيت للعبادة دمرت بالكامل، ونتج عن تدمير تلك المباني المختلفة كميات كبير جدا من نفايات الهدم تقدر بمئات آلاف الأطنان. بالإضافة إلى ما ذكر فإن آله الحرب الإسرائيلية قد ألحقت الضرر بـ 11 مقبرة إسلامية ومسيحية.

من المتوقع أن تسبب الأسلحة الغريبة غير التقليدية التي استخدمت في غزة مشاكل صحية جديدة

وأكدت الأتيرة أن قصف الاحتلال المتعمد وتدميره لـ8 محطات منها لضخ المياه وأخرى لتنقيتها سيؤثر بشكل مباشر على ما يزيد عن 700000 موطن في غزة، سواء كان ذلك من خلال حرمانهم من حقهم الطبيعي في مياه الشرب أو الاستحمام من جهة، وسيزيد من مخاطر تلويث كل مكونات البيئة البرية والبحرية مما قد ينجم عن ذلك زيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة وتلويث المياه الجوفية وشواطئ غزه.
وقالت: إن القصف المتواصل وتدمير البنية التحتية لأكثر من 1.8 مليون مواطن وعلى مدى شهر كامل أدى إلى تراكم أكثر من 50 ألف طن نفايات في أزقة وشوارع محافظات غزة.

ولفتت الأتيرة إلى تدمير محطة توليد الكهرباء والتي تبلغ الطاقة الإنتاجية الكاملة لها 140 ميجا وات، وتغطي تقريبا 31.1% من احتياجات محافظات غزة الكهربائية، وتدمير شبكات نقل التيار الكهربائي، وأن ذلك حال دون وصول التيار الكهربائي إلى إلا نحو 30% من سكان قطاع غزة، بينما يعيش أكثر من 70% من السكان بدون كهرباء.

وبينت أن إسرائيل تسببت بهذا العدوان بتدمير آلاف الدفيئات الزراعية والحقول والمزارع المخصصة لإنتاج الخضروات والفواكه واللحوم بأنواعها الأمر الذي سينعكس سلبا على الأمن الغذائي للمواطن الفلسطيني في غزة وسيحد من القدرة الشرائية له، هذا إلى جانب تلويث البيئة بجثث الحيوانات النافقة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير.

قطاع المياه والصرف الصحي تضرر بشكل كبير
وقالت الأتيرة: إن قطاع المياه والصرف الصحي عانى ولا زال يعاني تدهورا خطيرا جراء العدوان الغاشم على قطاع غزة؛ هذا القطاع الذي يعاني أصلا من تدهور خطير قبل العدوان حيث أن 90% من المياه غير صالحة للشرب في قطاع غزة.

وأضافت: يتضح حجم الكارثة أثناء العدوان من خلال الأرقام والحقائق التالية:7 0% من منشآت المياه تم تعطيلها أما نتيجة لاستهدافها مباشرة أو لانقطاع الطاقة والوقود عنها، وأن مليون و200 ألف شخص من أصل مليون و800 ألف مواطن لا يوجد لديهم أو قلت إمداداتهم من المياه بسبب تدمير الخطوط الناقلة من قبل الاحتلال، وأن هناك أكثر من 500 ألف نسمة هجروا من منازلهم موجودين في أماكن إيواء مختلفة كمدارس وكالة الغوث أو نوادي رياضية يواجهون مشكلة عدم توفر المياه لأغراض الشرب والنظافة الشخصية.

وعن آثار العدوان على الساحل والبيئية البحرية، قالت الأتيرة: إن البطش والدمار التي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها الأخير على قطاع غزة إضافة إلى الحصار الجائر قد أديا إلى حدوث تدهور في البيئة البحرية وانهيار في الثروة السمكية كما ونوعا.

وحول آثار العدوان على التربة وتدهور الأراضي، أوضحت أن تلوث التربة بالنيترات والفوسفات والعناصر الثقيلة نتيجة قصف محطة توليد الكهرباء وتعطل محطات الصرف الصحي تسبب في تلوث كثير للتربة، إضافة للتلوث الناتج عن النفايات الصلبة التي لم يجري تدويرها بشكل صحيح.
وأشارت إلى أن الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة تسببت في تدمير النظم البيئية الطبيعية من خلال عمليات التجريف والحرائق واستخدام مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً والتي كما أدت لقتل البشر وحرقهم أدت لحرق وموت الكثير من الأنواع الحية خصوصاً الغطاء النباتي. حيث تم إلقاء الآلاف الأطنان من القنابل والقذائف المعروفة وغير المعروفة.

كما لفتت إلى أن تدمير محطات تنقية المياه العادمة أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه العادمة غير المعالجة في مياه بحر غزة أثناء الحصار والحرب وسيؤثر ذلك سلباً وبشكل خطير على الأحياء المائية، من خلال الملوثات والسموم والمواد الكيميائية والتي من أهمها تركيز العناصر الثقيلة والكائنات الدقيقة الممرضة التي تحويها وأثرها على استنزاف الأوكسجين الذائب في المياه، وانتقالها في السلسلة الغذائية، إلى غير ذلك من التأثيرات والتي تؤدي إلى خطر انقراض الكثير من هذه الأنواع خصوصاُ أنواع أسماك السردين التي بدأت تختفي من شواطئ غزة.

وتحدثت الأتيرة عن أن بعض التقديرات الأولية تشير إلى أن كميات النفايات المنزلية المتراكمة في الشوارع إبان الحرب بلغت أكثر من 15000 طن وذلك بسبب عدم تمكن البلديات ومؤسسات وكالة الغوث من جمع تلك النفايات ونقلها إلى محطات الترحيل أو المكبات مثل مكب جحر الديك. وأدى تدمير أكثر من 10000 مبنى إلى تراكم مئات الآلاف الأطنان من الردم والذي اختلط بالمواد الخطر غير المتفجرة حيث تم إلقاء 18000 طن متفجرات خلال هذا العدوان. وبخصوص النفايات الطبية فإن تسارع وصول الجرحى والشهداء أدى إلى تراكم كميات كبيرة من النفايات الطبية والمصنفة خطرة وتفاقم مشكلة إدارتها.

وأخيرا قالت: إنه من المتوقع أن تسبب الأسلحة الغريبة غير التقليدية والتي استخدمت في غزة مشاكل صحية جديدة يتوقع أن تكون تشوهات عند المواليد الجدد أو أمراض سرطانية ناتجة عن الغازات والمتفجرات التي تم إلقاؤها على غزة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com