عندما تتحدث عن الصمود في غزة فإن أول من يخطر في بالك هم رجال المقاومة، فهم وبطبيعة الحال الصف الأمامي بهذه الحرب غير المتكافئة، ويخطر ببالك أيضًا الطواقم الطبية، فهم ملائكة الرحمة لآلاف المصابين الذي تقصفهم آلة الحرب الاسرائيلية، وعندما تتحدث عن الصمود لا بدّ لك أيضًا من أن تذكر الصحافيين، فمهمتهم لا تقل أهمية عن مهمة أي جهة أخرى، فصورة الدمار في غزة وصورة دعم الأهالي للمقاومة وصورة الشراسة الاسرائيلية، كلّها تحتاج لمن يظهرها للشعب وللعالم .

محمد البريم، زميل صحافي شاب، فلسطيني غزّي، يعيش في غزة ويعايش ما يعايشه أهلها، ولكنّه أيضًا يقاوم بكاميراته وقلمه كباقي الصحافيين في القطاع، وقد كان لنا حديث معه حول دورة كصفحي يعايش العدوان الغاشم وعن كيفية تنقلّه وحرصه على مهنية العمل الصحفي طوال الفترة الحالية وقال: كصحفي عايشت الحرب على غزة ورغم صعوبة التحرك وعدم توفر وسائل المواصلات عملت جاهدًا من اجل فضح ممارسات هذا الاحتلال بحق الاطفال والنساء والمسنين والصحفيين وحرصت على ان تكون المهنية نصب عيني من خلال التواجد بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة حيث مشاهد الجرحى والشهداء بحق الاطفال الابرياء وبحق عوائل شعبنا بغزة كعائلة البطش والمصري وغيرها من العائلات، فقد ارتكب الاحتلال 85 مجزرة بحق عائلات شعبنا بغزة خلال الفترة الماضية.

لمواقع التواصل الاجتماعي كان الدور الأبرز إعلاميًا بهذا العدوان

حول مواقع التواصل الاجتماعي ودورها المهم الذي شغلته في هذا العدوان وفي السنوات الأخيرة عامةً وكيف خدمت الصحافيين والأهالي في غزة خلال العدوان ردّ البريم قائلًا : مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة اعلام جديدة، سريعة وصادقة في هذا العصر، ونعم ساهمت في فضح ممارسات الاحتلال من خلال قيامنا بنشر الصور والتقارير الصحفية وربط ذلك بالموقع الالكتروني الذي اعمل به او من خلال احصائيات وزارة الصحة بغزة والتي توثق شهداء العدوان المستمر بحق ابناء شعبنا بغزة لليوم الثاني والثلاثين على غزة.

الصمود صار من أمر غريزي في غزة

وحول الحياة في غزة قال : أما بالنسبة للحياة في غزة فإنها تسير بشكل طبيعي وبالتالي نحن متجذرون بهذه الارض التي مزجنا صفاتها بصفاتنا وهذا هو الفرق بينا وبين الاحتلال الذي يختبئ بالملاجئ، وأطفالنا لا يخشون الموت وعندما يطلق الصاروخ يذهبون ليتجمعوا حوله، ومعنويات الناس عالية كما كل الحروب على غزة، فالناس عادت الى بلدة خزاعة رغم كل اشكال الدمار والابادة الجماعية التي قامت بها اسرائيل بحق الكل الفلسطيني وتعود لأي حي دمّر ويدمر .. غزة تعودت على الصمود .. لا تموت ابدًا.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com