بحث لقاء تشاوري نظمته شركة 'باديكو' القابضة، اليوم الخميس، سبل إشراك القطاع الخاص في جهود إغاثة غزة وإعادة إعمارها في المرحلة المقبلة، وذلك في نادي الأعمال بمدينة رام الله.

وأشار المشاركون في اللقاء الذي أداره مستشار الرئيس لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صبري صيدم، إلى أن 63 ألف مواطن لا يوجد مكان لهم ليعودوا إليه بعد تدمير منازلهم، ولا يستطيعون أن يبقوا في مراكز الإيواء، لذا فالقطاع الخاص يمكن أن يلعب دورا في هذا المجال، بالإضافة إلى أن التقديرات الأولية التي تشير إلى أن 50 ألف مواطن آخرين تضررت بيوتهم بشكل كبير جدا ويصعب العودة إليها، وتجري حاليا تقدير للأضرار ويجري تقديم مساعدات غذائية لهم.

وتطرق المشاركون إلى أهمية إزالة الركام، إذ أنتج العدوان كميات كبيرة من الركام، وهي بحاجة لفصها وتنظيفها من المخلفات الخطرة، وبعد ذلك إزالة الركام، وهذه أبرز الاحتياجات التي بحاجة لها المواطنون في قطاع غزة.

وتحدث ممثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' ليونيل ليو، عن ما يجري في غزة قائلا: إن المواطنين هناك يأكلون في الوقت الحالي غذاء جاهزا معلبا ولا توجد وجبات ساخنة ما يسبب مشاكل صحية للمواطنين، لذا نحن نبحث سبل إصلاح هذه البيوت المتضررة وتوفير بيوت للنازحين، ونحن نرفض موضوع إيواء هؤلاء المواطنين بالخيام.

أبو حجلة: الوضع في غزة فاق الخيال

من جانبها، قالت مديرة مؤسسة مجتمعات عالمية لانا أبو حجلة، إن الدمار غير مسبوق، ونفكر بكيفية مساعدة أهل غزة على النهوض مجددا وأن يعودوا إلى الحياة الطبيعية، ونركز حاليا على حماية المدنيين الموجودين في القطاع في ظل هذا الوضع غير المسبوق، حيث وصل عدد المهجرين من منازلهم 500 ألف مواطن، ووجد 270 ألف مواطن في مدارس 'الأونروا' بالإضافة إلى مراكز الإيواء الحكومية والخاصة، والتي كان من الصعب تقدير عدد المواطنين الموجودين فيها.

وأضافت أبو حجلة أنه إذا استمرت الهدنة سيعود الكثيرون إلى بيوتهم ولكن هناك آلاف مؤلفة لم يجري حصرها والتعرف عليها بعد بحاجة إلى مساعدة وإيواء أيضا، والاحتياجات حاليا تتمثل بالغذاء والدواء وتغطية كل من يقول أنه بحاجة لغذاء في غزة، فالاستهداف للجميع وكل من هو في قطاع غزة بات بحاجة لمساعدة.

وأشارت أبو حجلة إلى ضرورة إصلاح شبكات المياه والكهرباء، من أجل إعادة هذه الخدمات الأساسية للمواطنين، مذكرة أنه حتى المشافي لا نستطيع أن نستمر في عملها عبر المولدات، وكذلك يجب تغطية النقص الحاد في الوقود في قطاع غزة.

برهم: القطاع الخاص قدم ويقدم كثير لإغاثة غزة

إلى ذلك، قال رئيس المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص إبراهيم برهم، الذي يضم أهم مؤسسات القطاع الخاص، إن المجلس حث الشركات على دعم أهلنا في قطاع غزة وإغاثتهم وحثينا عدد كبير من الشركات ووجهنا رسائل لـ 120 شركة لتساهم في دعم وإغاثة قطاع غزة.

وأضاف: أنه تم تقديم مساعدات كثيرة من شركات القطاع الخاص من خلال 'الأونروا' والشركات الدولية العاملة في قطاع غزة، وجرى أيضا جمع دواء من جميع شركات الأدوية لدعم المشافي ومحتاجي الدواء، وتم فتح حساب خاص بالشركات لضخ الأموال مباشرة إلى قطاع غزة عبر وكالة الغوث.

وأشار إلى أن شعبنا معطاء وقد تداعى الجميع من أجل نصرة غزة وإغاثتها، ويوجد حملات إغاثة كبيرة تنم عن روح وطنية وعمل وطني بامتياز وكان من المفروض أن تتم إدارة عملية الإغاثة بشكل أفضل من الناحية الوطنية بشكل عام.

وأضاف: الآن هو الوقت المناسب لتشكيل هيئة إغاثة وطنية أسوة بدول العالم تكون هيئة مستقلة متخصصة للعمل في الطوارئ يتم من خلالها التعاون بشكل أفضل مع عملية الإغاثة ومع المؤسسات الأخرى ومن خلالها يتم عملية ضخ دائم للتبرعات.

وأضاف أنه من 130 إلى 150 مصنعا في قطاع غزة تم تدميرها في الكامل، لذا يجب تفعيل القطاع الخاص في قطاع غزة بشكل أكبر من أجل تشغيل الأيدي العاملة بشكل أفضل في قطاع غزة، لخدمة المواطنين ومساعدتهم على العودة لحياة الطبيعية.

زماعرة: يوجد فوضى في المساعدات الإغاثية لغزة

إلى ذلك، أشار رئيس منتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، إلى أنه لا يوجد جهة واحدة من الحكومة أو القطاع الخاص تقدم معلومات دقيقة حول ما نحتاجه في قطاع غزة، فتدفق كميات كبيرة من المياه في الساحات والمخازن تعيق إرسال المساعدات الغذائية.

وتحدث عن أن الصورة الموجودة في مراكز الإيواء مؤلمة جدا، لأنه يوجد أطفال ومواطنين تعيش كارثة لا تتوفر لها أبسط شروط الحياة الإنسانية.

من جانبه، قال ممثل الحكومة أيمن صوالحة، إنه توجد غرفة طوارئ حكومية يشارك فيها ممثلون عن المؤسسات الدولية والقطاع الخاص، ويوجد جسم مقابلها في غزة لجنة طوارئ عليا يرأسها وزير العمل وعضوية الوزراء والمحافظين وممثلي هيئات العمل الوطني والإسلامي.

وأضاف أن الغرفة المركزية تتلقى احتياجاتها وفق ما ترفع من لجنة الطوارئ المركزية في قطاع غزة، وحاليا الأولويات المشخصة بالنسبة لنا أغطية وملابس ومواد تنظيف والقرطاسية لأن المدارس على الأبواب، بالإضافة إلى توفير الماء والهواء والغذاء، لن المواطنين فقدوا كل ما يملكون أثناء تدمير بيوتهم.

وبين أن موضوع المياه أكبر أزمة خلقت من خلاله، فيوجد إشكاليات بترتيب موضوع الشحن للمياه، ويجري معالجته من خلال التعاقد مع مؤسسات النقل وهي تشرف على تعبئة وتخزين هذه المياه وتنظيمها بشكل كامل لتخرج على أكمل وجه.

وأشار إلى أن غرفة الطوارئ المركزية قدمت 10 مليون دولار، و30 مليون شيقل لتوزيع مساعدات نقدية وكانت أول مساعدة لـ40 ألف أسرة بقيمة 300 شيقل لكل أسرة، لوجود نقص كبير في السيولة وهذه الدفعة لأسبوعين فقط وليس لشهر.

منيب المصري: حجم العدوان فاق الخيال


من جانبه، قال رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، أن حجم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فاق الخيال، فالعدو شرس يقتل كل هذا العدد من الأبرياء، وعلى المجتمع المدني ضغط كبير من أجل وضع حد لمعاناة شعبنا في قطاع غزة، وعلينا أن نعمل على إدارة الأزمة لأن إدارة الأزمة ستوصلنا إلى دولتنا القادمة، وعلينا تقديم تصورات.

وأضاف: إن غزة بحاجة لجهود وطنية من كل الفلسطينيين في الداخل والشتات وفلسطينيي 48، ولكنا علنا ترتيب هذه الجهود لكي نخلق تكامل في التعامل مع هذه الكارثة الكبيرة التي حلت بنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com