هدأت غبار الحرب ولم تنقشع بعد فما زالت تحوم في السماء غربان الخراب ولكنها انجلت عن جزء من المشهد الغزي الحزين الذي تتكشف فصوله كل يوم مع قصة حزينة ورواية يعجز العقل الانساني عن تقبلها وتصديقها ولكنها حدثت في غزة .

وقف علي ظهير الناجي الوحيد من مذبحة عائلة ظهير فوق ركام منازلهم يروي لنا قصة رعب عايشتها العائلة يوم جمعة القتل والدم وكيف ابيدت العائلة بشكل كامل اثر قصف طال منازلهم الامنين فيها ولم يتمكنوا من الخروج إلا هو وطفلتين من ابناء اخوته انتشلوا من بين الركام بعد ساعات من القصف المركز على بيوت المدنين .

21 شهيدًا 

وقال ظهير ان 21 فردًا من اخوته وأبنائهم ونسائهم راحوا ضحية لهذه المذبحة الوحشية وتم مساواة منازلهم بالأرض معتبرا ما حدث ابادة جماعية مستطردا ما ذنب هؤلاء الاطفال والنساء حرقوا الشجر وهدموا الحجر وقطعوا البشر 50 ساعة ونحن تحت الركام محاصرين لا تستطيع فرق الانقاذ الوصول الينا ,مشيرا الى شجرة مقطوعة ممددة على الارض انظر الى لون الشجرة الذي تحول الى السواد من شدة القصف .

وتحدث الينا في بيت عزاء ابو جهاد شيخ العيد وهو فاقد لـ11 فردًا من اسرته قائلا "في الايام الاولي للعدوان فقدت ثلاثة من اسرتي ابني البكر جهاد وعمر وحفيدتي سارة ابنة عمر".

وروى شيخ العيد انه في يوم جمعة القتل والدم جاءت مكالمة اعتبرها مشبوهة من مصدر مجهول تنذرهم بإخلاء منزلهم على الفور لأنه سيتم قصفه فخرجت العائلة من المنزل لتلجأ الى احد المساجد في المنطقة الزراعية التي لا يتوفر فيها ملجـأ اخر .

وحدث المكلوم شيخ العيد اثناء وجودنا في المسجد قصفت الطائرات شخصا كان يمر من امام المنزل فخرجت الاسرة لنجدته فتم القصف مرة اخرى فعادوا مهرولين مرة اخرى الى المسجد الذي قصف بابه بقذيفة مسمارية من طائرات الاحتلال اصيب فيها الجميع وعندما تمكنت سيارات الاسعاف من الوصول للمكان وأثناء ركوب العائلة لسيارة الاسعاف تم قصف سيارة الاسعاف والمصابين فيها الذين تفحموا تماما .

وأضاف بعد ساعة من قصف سيارة الاسعاف الاولى توجهت سيارة اسعاف ثانية ولم يستطع الدفاع المدني الوصول الى المكان فارتقى حرقا يوسف ,ابراهيم ,حازم ,محمود كما استشهدت اية زوجة ابراهيم وأبنائها ليرتقي 8 افراد اخرين من اسرة المواطن احمد شيخ العيد ليصبح عداد الموت في منزل هذا الرجل 11 جميعهم من نسله .

ميار 

احضرها احد اقاربها الطفلة ميار لم تتجاوز الثلاث سنوات جسدها كله محاصر بالجبس بيدها قطعه من الخبز تلهو بها وكأنها تحاول التحايل على ألمها وعلى بعد امتار يقف شاب مبتور الذراع من عائلة صيام راح ضحيتها 12 فردًا من الاسرة اضافة الى 12 مصابًا واحد افراد العائلة جاء بالشظايا ومخلفات القذائف التي سقطت على منازلهم وكأنه يحتفظ بها شاهد على الجرائم التي تعرض لها قطاع غزة خلال 30 يومًا من القتل المباشر في الشوارع والبيوت ودور العبادة وحتى اماكن اللجوء التي من المفترض انها امنة ولكن لسان حال الاحتلال يترجمه ممارساته على الارض لا يوجد في غزة مكان امن او محرم وأنا فوق القانون .

انها رواية من آلاف الحكايات في قطاع غزة من جنوبه لشماله ومازلت فصول الجريمة تتكشف بشاعتها يوم بعد يوم .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com