المماطلة الصهيونية في مباحثات القاهرة متوقعة جداً، لكني أعتقد أن الساعات القادمة قد تأتي بالنور في نهاية النفق، لا بد من قراءة عدة أمور وراء هذا التعنت الصهيوني والأسباب الكفيلة بجعل العدو يتراجع عن تعنته:

1- الوسيط المصري اليوم ليس هو الوسيط المصري الذي أدار محادثات 2012م، النظام الموجود اليوم في مصر مشارك بطريقة أو بأخرى في حصار شعبنا والضغط على المقاومة.

2- النظام في مصر قبل الاحتلال لا يريد أن يمنح المقاومة في غزة انتصار سياسي بعد أن صعق بانتصارها الميداني، لأن الحرب على غزة جاءت ضمن إعادة ترتيب الوضع الإقليمي والقضاء على الإسلام السياسي والذي تعتبر حماس رأس حربته.

3- العدو الصهيوني ونتنياهو موصوف بالغباء الشديد وهذه الحالة من التعنت متوقعة منه، لأنه يدرك أنه ذاهب باتجاه لجنة تحقيق حول اخفاقات الحرب العسكرية وبالتالي لا يريد أن يقدم تنازلات سياسية إضافية تؤكد هذه الهزيمة.

** لكن ما هي الأمور التي قد تدفع العدو للتراجع والتسليم بشروط المقاومة؟؟؟؟

1- صبر المقاومة وقدرتها على الصمود والاستمرار في المواجهة، في ظل حالة من الالتفاف الجماهيري حول مطالبها العادلة والإنسانية والتي هي مطالب أطفال غزة قبل أن تكون مطالب مقاومتها.

2- الاحتلال عبر الحصار الظالم والعدوان المتواصل منذ 8 اعوام لم يبقي لأهل غزة شيء يبكون عليه، وبالتالي الشعب الفلسطيني يفضل الموت في ميدان المواجهة والشرف والقتال على الموت البطيء الذي كنا نعيشه طوال سنوات الظلم والحصار.

3- العالم كله مجمع بما في ذلك أمريكا والأمم المتحدة على ضرورة إنهاء الحصار عن غزة وهذا الأمر قد يشكل عامل ضغط على قيادة العدو الصهيوني ويدفعها تحت الضغط للموافقة على شروط المقاومة.

4- الجبهة الداخلية الصهيونية لا ترغب على الإطلاق في العودة إلي المواجهة والحرب من جديد، وهذا عامل ضغط حقيقي، إذ أن المجتمع الصهيوني لا يريد العودة لسماع صفارات الإنذار والركض باتجاه الملاجئ.

5- استمرار العدوان يزيد حالة التعاطف الشعبي في العالم وخاصة "اوروبا" مع غزة وحتى مع مقاومتها، وهذا قد يدفع محور بأكمله تشكل لضرب الإسلام السياسي لاتخاذ خطوات ضد الاحتلال هرباً من الحرج والضغط الشعبي.

** الواضح أننا ربما نكون أمام خياران في الساعات القادمة، خاصة أن شروط المقاومة هي شروط ( عادلة إنسانية) محرجة لكل الأطراف لأن المقاومة لا تطالب بصواريخ سكود، بل تطالب بوقف العدوان ورفع الحصار، وبالتالي الخيارات المطروحة هي التالي:

1- ربما يستجيب العدو الصهيوني لبعض شروط المقاومة وبالتالي يحدث تقدم في المباحثات، مما يشجع الطرفان على تمديد التهدئة 72 ساعة إضافية لاستكمال باقي النقاط، وهذا يعتبر تقدم جيد بالنسبة للمقاومة.

2- فشل المباحثات، وانسحاب الوفد الفلسطيني وعدم استمرار التهدئة، وترك الخيارات مفتوحة أمام الميدان، وهذا لا يعني بالضرورة أن المقاومة ستعود مباشرة لضرب "تل أبيب"، ربما تجد المقاومة طرق ووسائل تبقي "صداع الرأس المزمن " موجود لدى الاحتلال، وتبقي غلاف غزة بلا مستوطنين.

* ناشط سياسي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com