تصدّرت القضية الفلسطينية عنوانين معظم الصحف المواقع العالمية في الأسابيع الأخيرة، وذلك خلال العدوان الغاشم الذي قامت به اسرائيل على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 1880 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة نحو عشرة آلاف، العدوان الذي شهد ردًا قويًا من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فقتلت عشرات الجنود ولم تتوقف عن قصف البلدات الاسرائيلية طوال أيام الحرب، وقادت المعركة لصالحها مجبرةً اسرائيل بالذهاب إلى خيار المفاوضات.

خلق خارطة سياسية جديدة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي

حول العدوان، أهدافه وفشل اسرائيل بتحقيقها، وحدة الأطراف الفلسطينية، موقف مصر وإسقاطات العدوان ومستقبل المفاوضات الحالية في مصر كان لـ "بـُكرا" حديث مع الكاتب الصحفي الفلسطيني والمقيم في السويد، الأستاذ خالد عيسى والذي بدوره أكد أن أهم أهداف اسرائيل والتي فشلت به هو خلق خارطة سياسية جديدة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وقال : العدوان الاسرائيلي على غزة هو حلقة من مسلسل العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ الـ 1948، هو احد فصول هذا الصراع المرير على مدار قرن من الزمان، والعدوان الأخير كان هدفه خلق خارطة سياسية جديدة لهذا الصراع وتصفية التمثيل الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية، فهو بدأ بعد أن أنهى الفلسطينيون مرحلة الانقسام بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وتوحيد الضفة مع غزة الأمر الذي عارضته حكومة نتنياهو وشنت الحرب على السلطة الفلسطينية في الضفة بذريعة المختطفين الثلاثة وتحميل حماس مسؤولية اختطافهم وذلك بعد ان وصلت المفاوضات الى طريق مسدود بسبب التعنت الاسرائيلي.

الحرب بدأت بالضفة قبل غزة

وتابع: اذًا الحرب بدأت بالضفة قبل ان تبدأ بغزة، وكانت الضفة امام انتفاضة ثالثة قامت اسرائيل بإجهاضها بشن عدوان عسكري على غزة لفرض رؤيتها بالقوة العسكرية وهي فصل غزة عن الضفة واحباط الوفاق الوطني الفلسطيني واستغلت بالتأكيد علاقة حماس المتوترة مع مصر وحاولت فرض تحالف جديد مع مصر هدفه التخلص من سيطرة حماس على غزة رغم ان حماس تخلت عن السلطة لصالح حكومة الوفاق الوطني الذي يعني عمليا انحسار دور حماس في غزة ولكن الهدف كان حسب خطط اليمين الاسرائيلي تصفية شاملة للقضية الفلسطينية بتحالفات عربية بديلة عن القيادة الفلسطينية، تربط غزة باتفاق كامب ديفيد مع مصر في محاولة قادمة لربط الضفة باتفاق السلام مع الاردن.

القيادة برام الله ردت على اسرائيل بموقف فلسطيني موحد تبنى مطالب المقاومة

وأضاف : ولكن صمود غزة أربك خطط العدو وأفشل المشروع الاسرائيلي كذلك ادركت القيادة الفلسطينية في رام الله اهداف المشروع الاسرائيلي وردت عليه بموقف فلسطيني موحد تبنى مطالب المقاومة وربطت مصير غزة بمصير الضفة في أي مفاوضات لوقف اطلاق النار في غزة وتوحد الفلسطينيون في القاهرة وهو أحد أهم عناصر فشل العدوان.

وأختتم بالحديث عن المفاوضات قائلا: من المبكر الان معرفة نتيجة المفاوضات الجارية الآن في القاهرة ولكن طالما بقي الموقف الفلسطيني موحدًا بهذه المفاوضات بالتأكيد ستكون نتيجة هذه المفاوضات نصرًا للفلسطينيين على اهداف هذا العدوان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com