تجاوز عدد ضحايا الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر أكثر من 1800 قتيل و9300 جريح، وخلال الأسابيع الأربعة للهجمة الإسرائيلية الهمجية سجّل عدد من الأطباء استهجانهم من طبيعة الاصابات، فقد لاحظ مجموعة من الأطباء الذين التقاهم المرصد في قطاع غزة جروحاً "خطيرة بشكل غير طبيعي"، وأفادوا بأنهم تعاملوا مع العديد من الجرحى الذين وصلوا بسيقان مقطوعة وقد بدت عليها علامات الحرارة الشديدة عند نقطة البتر ولكن دون وجود آثار شظايا. وأفاد الأطباء أنهم لاحظوا آثار حروق عميقة وصلت في بعض الحالات إلى العظم؛ فضلا عن تھتك الأنسجة مما يتسبب في حدوث نزف دموي كبیر في العضو المصاب.

السلاح المعروف باسم (الدايم - المتفجرات المعدنية الثقيلة الخاملة)

وقالت الباحثة في الدائرة القانونية في المرصد ميرا بشارة أنه يُعتقد أن السلاح الذي يؤدي إلى هكذا جروح هو السلاح المعروف باسم (الدايم - المتفجرات المعدنية الثقيلة الخاملة)، وهي قنابل ما زالت تحت التجربة، وبانفجار الخليط السام الذي تحتويه تحدث موجة قاتلة في منطقة القصف مباشرة.

ويؤكد الأطباء أن جسيمات هذا السلاح لا يمكن اكتشافها بأشعة إكس، وهو ما يجعلها محرمة بحسب المرصد الأورومتوسطي- بموجب البروتوكول الأول لاتفاقية الأسلحة التقليدية، والمعروف باسم البروتوكول المتعلق بالشظايا التي لا يمكن الكشف عنها (1980)، والذي كانت إسرائيل قد وقعت عليه؛ وبالتالي فهو ملزم لها.

إحصائية:


هذا و نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إحصائية مبدأية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة

المحاصر حتى منتصف ليل يومه السابع والعشرين. وبلغ عدد الضحايا يوم الأحد اليوم السابع والعشرين للهجوم 90 قتيلاً بينهم 15 طفلا، و 20 امرأة، و بهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية الى 1800 قتيل، بينهم 401 طفلا و 245 امرأة.

استهداف عائلات بأكملها

وتواصل القوات المسلحة الإسرائيلية استهداف عائلات بأكملها، فقبل نهاية اليوم بساعة قتل 8 أشخاص و أصيب أكثر من 15 بقصف طائرات اسرائيلية منزل أبو بلال نجم في محيط مسجد التوبة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما سبقهم مقتل عشرة أفراد من عائلة الغول وإصابة عشرين في قصف لمنزلهم في حي تل السلطان برفح.

ونتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع، بلغ عدد الجرحى لليوم السابع والعشرين من الهجمة 288 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 38 طفلا و54 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم الى 9365 جريحاً، منهم 2805 طفلاً و1868 امرأة.

ونفذ الجيش الاسرائيلي يوم الأحد 387 هجمة منها 112 هجمة صاروخية و60 قذيفة من سلاح البحرية، و215 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 58870 هجمة، منها 7079 هجوم صاروخي، 15546 قذيفة من البحرية، 36245 قذيفة مدفعية.

استهداف المنازل

وتواصل القوات الاسرائيلية المسلحة استهداف المنازل والمنشآت المدنية بوتيرة تزداد ارتفاعا مع تقدم أيام الهجوم، فقد سجّل المرصد التدمير بمعدل ثلاثة منازل بشكل كامل لكل ساعة منذ بدأ الهجمة، وذكرت الإحصائية أنّه يوم الأحد دُمّر 403 منزلا، 49 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و 354 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة الى 10483 ، 1705 منها بشكل كلي و 8778 بشكل جزئي.

دور العبادة

ولم تسلم دور العبادة حتى، فمع استمرار الهجمة تتعمد القوات الإسرائيلية تكرار استهدافها للمساجد، فقد تحدث المرصد عن استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الأحد لـ 9 مساجد، دمرت 3 مساجد منها بشكل كامل و 6 بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم الى 127 مساجد، دمرت 40 منها بشكل كلي، وتضررت كنيستان نتيجة القصف الإسرائيلي.

وطال الاستهداف الأموات فقد تضررت 10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية نتيجة القصف الحربي الإسرائيلي.

وارتفع عدد المدارس المتضررة منذ بدأ الهجمة الى قرابة المائتي مدرسة، ويدرس في هذه المدارس نحو 152 ألف طالبا.

وقالت وزارة الصحة أنها اغلقت منذ بدأ الهجمة 44 مركزا للرعاية الاولية من اجمالي مراكزها الـ 55 بسبب الاستهداف المباشر وعدم قدرة الأهالي على الوصول اليها وعشرات المراكز الصحية الأخرى.

وتأتي هذه المجازر والاستهداف في ظل أوضاع معيشية واقتصادية كارثية في القطاع، ورصد الأورومتوسطي تدمير 243 مصلحة تجارية وصناعية بشكل كامل ما تسبب بخسائر اقتصادية للفلسطينيين تقدر بـ 800 مليون دولار أمريكي، 500 مليون دولار منها خسائر مباشرة والبقية خسائر غير مباشرة.

ورغم الإدانات الدولية، تواصل القوات الاسرائيلية استهداف مرافق وكالة الغوث الدولية -الأونروا وارتكاب مجازر فيها، فقد قصفت ظهر الأحد مدرسة "أ" التابعة للوكالة في رفح مما أدى إلى مقتل عشرة نازحين وإصابة أكثر من 30 آخرين، في واقعة هي الثالثة بعد استهداف مماثل لمدرستين في بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع، ليرتفع عدد المدارس المستهدفة بشكل مباشر الى 8، والمنشآت التابعة للوكالة والمتضررة الى 100.

وأكّد المرصد أنّه مع مواصلة قصف مدفعية الجيش الاسرائيلي للمناطق الحدودية بشكل عشوائي اضطر الآلاف للنزوح، فحتى مساء يوم السبت يوجد في القطاع المحاصر أكثر من 475 ألف مشرد، بعضهم شرد نتيجة قصف الطيران لبيوتهم ونسفها، ونزح نحو نصفهم الى العشرات من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا التي ليست بأكثر أمانا، حيث تعرضت مدرستان منها لاستهداف مباشر ادى لمقتل واصابة العشرات، ويتعرض قطاع غزة منذ إعلان الجيش عن عملية برية ضد القطاع الى قصف مكثف بالطيران والبوارج البحرية والمدافع وبشكل عشوائي يستهدف بيوت المدنيين بالدرجة الأولى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com