"المشير عبد الفتاح السيسي يرى أن الاختبار الحقيقي له ولنظامه، هو أن يثبت للشعب المصري أنه يخدم مصلحته ومستقبله، الاقتصادي خاصة، وليس الانهماك والانشغال بالقضية الفلسطينية التي يعتقد أن مصر وشعبها قد قدما لها ما يكفي من التضحيات على مر الزمان".

هذه الخلاصة صاغتها في حديثِ مع بكرا الخبيرة في التاريخ الاجتماعي والثقافي الحضاري لمصر المعاصرة، د. ميرا تسوريف، مشددة على أن المشير السيسي يبدو صريحا وواضحا لرؤيته لحركة حماس، بصفتها جزءً وامتدادًا لحركة الأخوان المسلمين التي يكافحها بقوة في مصر، باعتبارها حركة إرهابية محظورة.

وأضافت في هذا الإطار أن النظام السيسي يفصل بين حماس وبين الشعب الفلسطيني، بدليل أنه يدعم اعمار غزة والقطاع، شريطة أن يتصدر هذه العملية السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، بصفته رمزًا للشرعية.

مسألو كرامة وكبرياء

وترى الخبيرة د.تسوريف أن الحرب على غزة كانت حدثُا "غير متوقع" بالنسبة للسيسي وقد أطلق المبادرة المصرية نزولا عند طلب بعض الأطراف، وقد كان وما زال مشغولا في الأوضاع الداخلية في مصر، التي يعتبرها مصلحة عليا لشعبه وبلده "وكل دقيقة يكرسها للحالة الفلسطينية هي في نظره مضيعة للوقت على حساب رفاهية الشعب الذي أوصله إلى السلطة".

وردًا على سؤال حول العلاقات المصرية الأمريكية وعدم التنسيق والتساوق مع التصورات والسياسات ألأمريكية قالت تسوريف أن النظام المصري "ينتقم" من الأمريكيين الذي وصفوه بالدكتاتور" بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي".

ووصفت تسوريف الأداء الأمريكي تجاه مصر والشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بأنه ينم عن "جهل بطبيعة شعوب وأنظمة المنطقة"، مضيفة أن السيسي ينطلق من إحساس بالكبرياء وانتصار للكرامة.

وردًا على سؤال حول ما اذا كانت تتوقع "طول الصمت" في الشارع المصري حيال النتائج المدمرة للعدوان على غزة، استبعدت ميرا تسوريف غليانًا وشيكًا، ونفاذّا للصبر، بدليل أن الشارع المصري لم يتحرك قبل الحرب بأسابيع في موقف بالغ الحساسية والخطورة وهو رفع الحكومة المصرية للدعم الممنوح للأسعار الوقود وسلع استهلاكية أخرى وفرض ضرائب ثقيلة الوطأة – وهي أمور كان يمكن في ظرف آخر أن تخرج الجماهير الغاضبة إلى الميادين "لكن المصريين يمنحون الدعم والتأييد لحكومتهم الجديدة"- كما قالت. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com