في اليوم السابع والعشرين لهذه الحرب العدوانية التي قررت أسرائيل البدء بها في محاولة لضرب قيادة حماس وضرب أتفاق المصالحة الفلسطينية ، يتأكد ما قالته المقاومة الفلسطينية وسبقتها المقاومة اللبنانية وهو أن أسرائيل تستطيع أن تقرر بدء العدوان ولكنها أبدا لا تستطيع انهاءه متى شاءت ، فأسرائيل تبحث عن وسيلة وعن دولة وعن وساطة تستطيع ان تقنع المقاومين بقبول وقف أطلاق النار ألا أنها لم تنجح ولن تنجح بوقف أطلاق النار دونما قبول شروط المقاومة كلها . وتتضح لهفة اسرائيل هذه من خلال أبواق السلطة والجيش المتمثلة بالصحفييين الأسرائيليين الذين ينطقون ويحللون من حلق المخابرات والشاباك ويذيعون وينشرون ما يمليه وما يسمح به الرقيب العسكري .
يقول قائل وما هذه العنجهية التي تتحدث بها المقاومة وقد فقدت غزة حتى الآن 1650 شهيدا وحوالي 9000 جريح .
لقد عاش الغزيون أطفالا، نساء ورجالا الموت البطيئ والحرمان والمرض خلال ال8 سنوات التي مرت خلاله الحصار الشديد على غزة فحرمت حتى من نقل مريض للعلاج خارج القطاع الا من رغبت أسرائيل بعلاجه من أجل العلاقات العامة ومات الآلاف من أهل غزة بسبب عدم توفر العلاج في غزة ، فكانت حياة أهل غزة جحيما ظروفه أصعب من سجون الأحتلال ، فهناك على الافل يستطيع الاسير من تناول طعام يومي (مهما) كان شكله ، ويستطيع الاستحمام حتى لو 3 مرات في الاسبوع ، وكان يشاهد التلفاز حتى ولو بالتقنين ، اما في غزة فالغذاء الداخل لغزة نادر ولا يسمح بأدخال جميع انواع الأطعمة فأنواع عديدة تعتبرها أسرائيل (كماليات) لا تسمح بها . يفتقدون الى الماء والكهرباء وبنية تحتية وعمل .
من هنا نستطيع ان نفهم أصرار المقاومة على مطالبها لأنهاء الحرب وأهمها رفع الحصارالذي سينقذ آلاف الارواح التي تسقط بسبب عدم توفر العلاج .
لقد تميزت المقاومة في هذه المواجهة وخلافا للمرات السابقة بعدة أمور :
1 - وحدة كل القوى العسكرية والسياسية الفلسطينية لأول مرة منذ عشرات السنين ، وأتفقت على مطالبها والتي هي الحد الأدنى التي يمكن أن تطالب به .
2 – أستفادت المقاومة الفلسطينية من تكتيكات حرب لبنان الغير تقليديه (والتي هي مزيج من حرب عصابات وحرب جيش منظم) التي مارسها حزب الله في العام 2006 .
3 – نجحت بحربها النفسية ضد أسرائيل وضربت معنويات الجيش الاسرائيلي وساسته والشعب في أسرائيل .وحس ألأداء العسكري مع ألأحتفاظ بمفاجئات عسكرية طوال الوقت .
4 – أثبتت أنها تمتلك قوة ردع متطورة جعلت حوالي 5 مليون أسرائيلي يسيرون حول الملاجئ مع شعورهم بالخوف طول الوقت ، كما أن سكان ما يسمى محيط غزة قد أفرغ من سكانه ، وما يسمى منطقة أشكول أفرغت من الأطفال ، وفقط في هذا الصباح أستيقظ أهالي المركز (منطقة تل ابيب ) على صوت صافرات الأنذار لينزل حوالي مليون شخص الى الملاجئ .
5 – شكل تصدي المقاومة لاسرائيل من ضرب أقتصادها ، وبدأ الجمهور في أسرائيل يطالب بأعلان هذا العدوان (حرب ) لتقوم الحكومة بتعويض المصانع والمشاغل والمحلات التجاريه والموانئ وشركات السياحه التي تلفظ أنفاسها وتقدر خسائر أسرائيل المباشرة وغير المباشرة بمليارات الدولارات ،في الوقت الذي كانت الخسائر في المرات السابقة في الطرف الفلسطيني فقط .
6 – أثبتت هذه المواجهة أخلاقيات حرب المقاومة التي تضرب العسكريين فقط وهذا بأعتراف أسرائيليين ولم يصربوا مدنيين عندما سنحت لم الفرصة بناحال عوز ، بينما لم تضرب وتقتل أسرائيل الا المدنيين والاطفال تقريبا .
7 – فشلت كل استخبارات أسرائيل المتعددة والمتفرعه في جمع معلومات عن المقاومة التي نجحت بالعمل بسرية تامه في ظروف صعبة للغاية حيث ينتشر في غزة الكثير من العملاء ، وفي سمائها الطائرات التي تجمع المعلومات 24 ساعة في اليوم
أسرائيل وبعد كل أجرامها هذا وبعد تورطها العسكري والأخلاقي ، تنظر بعين القلق والخوف لما يمكن أن يحدث في حربها القريبة مع حزب الله في الجبهة اللبنانيه او/و السورية ، فقطاع غزة الذي هو عبارة عن شريط حدودي صغير وصغير جدا نجح بما نجح به بأمكانياته الغير متطورة نسبة للمقاومة اللبنانيه ، في أرض سهلية ذات تضاريس سلبية لمعارك من هذا النوع مقارنة مع طبيعة الارض اللبنانية .
لقد أعلن سماحة السيد 3 مرات على الاقل بانه سيحتل شمالي اسرائيل (تقريبا حتى كرميئيل ) في الحرب القادة على أسرائيل ، وقد عودنا السيد حسن نصرالله على واقعيته وصدقه . وأنا شخصيا أصدق كلام السيد كما يصدقه عشرات الملايين من العرب ، والأهم أن أسرائيل وساستها يصدقون ذلك فكيف سيقوم بأحتلاله هذا .
رأيت وسمعت العديد من الاسرائيليين وبالامس رئيس بلدية كريات شمونة الذي قال بان كل شكاوى الناس منذ سنوات في الشمال للجيش بانهم يسمعون أصوات حفر بماكنات تشبه ماكنات الكسارات تحت الارض لم يعرها الجيش أهتماما ، في أشارة لحفر الأنفاق من داخل لبنان الى داخل المستعمرات والمدن الاسرائيلية في الشمال ، وعليه فأن الأخبار تتحدث عن وجود أعداد من الأنفاق قد جهزها رجال المقاومة بأتجاه ألمستوطنات في الشمال ، والحديث يدور عن أنفاق كبيرة وعريضة تدخل منها السيارات لا تعلم عنها أسرائيل ، وهذا ما يفسر أمكانية دخول آلاف المقاتلين اللبنانيين الى أسرائيل .
أنا أفهم من هذا أن ما يحدث في غزة هي مشاهد بسيطة بانتظار الفلم الكبير والمعركة الكبيرة القادمة ، هذا أن لم تبدا خلال هذه الحرب ، فتصريح أيران وحزب الله بأن المقاومة لن تسقط في غزة ولن يسمحا بسقوطها تقول الكثير ..... 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com