تشير الصور الصادرة من حي الشجاعية شرق غزة، إلى تعرضه لمحرقة غير مسبوقة، فالجثث هناك متفحمة وغير واضحة المعالم، وتأتي هذه الصور بالتزامن مع كشف تقارير صادرة عن مؤسسات محلية ودولية مختلفة، أن الاحتلال استخدم في هجومه على قطاع غزة أسلحة محرمة دوليا، تشبه تلك التي استخدمها في الحرب على لبنان عام 2006، وهو ما أكده أطباء في مستشفيات القطاع، بأن الإصابات الناجمة عن سلسلة الغارات الإسرائيلية تراوحت ما بين الحروق العميقة التي تصل إلى العظم وبتر الأطراف.

وكشف تقرير أصدره خبراء إيطاليون يسمون أنفسهم فريق 'ميديكا'، وجود دلائل تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة محرمة دوليا في غزة، وهذه الأسلحة فتاكة وجديدة وغير معروفة.

وأظهر التقرير الذي أعده الفريق الإيطالي وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والشهداء الفلسطينيين، وذلك استنادا لتقارير نشرت في عدد من المواقع المتخصصة حول الحرب الأخيرة على غزة، ومقابلات مع عدد من الأطباء العاملين في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى أن تلك الأسلحة تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية وغير معروفة وكثيرا ما يطلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجرح غير المؤلوفة والتي تحتوي على شظايا صغيرة وغالبا غير مرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية.

ووفقا لمجلة 'Defense Tech' العسكرية فإن السلام المستخدم في بتر الأطراف بشكل فوري وحرق الجسم، يسمى 'dime' ويعني اصطلاحا 'Dense Inert l Explosive'، وقد يكون هذا السلاح قذيفة كربونية تتحول إلى شظايا صغيرة عند انفجارها وتطلق غبار يحتوي على طاقة تحرق وتدمر كل شي في دائرة نصف قطرها أربعة أمتار، وهذه التكنولوجيا هي جزء من نوع جديد من الأسلحة 'منخفضة الفتك' ولها أضرار جانبية كبيرة وقد تكون قاتلة.

ويقول رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان الحقوقي راجي الصوراني، إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتنتهك مواثيق القانون الدولي الإنساني باستهدافها المدنيين، وقتلهم بأبشع الصور، وإنّ على المجتمع الدولي ملاحقة قادة إسرائيل دوليا، وتقديمهم للعدالة عبر محكمة الجنايات الدولية.

وتابع: إسرائيل، ترتكب جرائم حرب، ومن مكان إلا وتقوم إسرائيل بقصفه، بأشد الأسلحة فتكا، وتطال هذه الأسلحة، الأطفال والنساء وكبار السن، وتفتك بأجسادهم وتحيلهم إلى جثث متفحمة'.

وشدد الصوراني، على ضرورة تحرك المؤسسات الحقوقية الدولية من أجل إخضاع القادة الإسرائيليين للمحاكمة الدولية، وثنيّهم عن ارتكاب هذه الانتهاكات المتواصلة.

واتهمت منظمة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) ، إسرائيل صراحة باستخدام قنابل الفسفور الأبيض الممنوع استخدامها بالمناطق الآهلة بالسكان، في الحرب الإسرائيلية التي شنتّها على القطاع في عام 2009، كما اتهمت المنظمة إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض المحظور على المدنيين دوليًّا، واستخدام “ذخائر المعدن الكثيف الخامل'DIME'.

من جانبه، قال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الدولية في الأمم المتحدة هيثم أبو سعيد، إن 'إسرائيل' استعملت أثناء بدئها بالعملية العسكرية البرية على غزّة الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين.

وذكر أبو سعيد في تقرير أصدره مؤخرا، أن 'إسرائيل' استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح، وأوضح أن السلاح المذكور ضمناً هو عبارة عن سلاح يعمل عبر امتزاج الفسفور فيه مع الأكسجين، وأن الفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجاً ناراً ودخاناً أبيض كثيفاً .

وتابع إنه في حال تعرض منطقة ما بالتلوث بالفسفور الأبيض يترسب في التربة أو قاع الأنهار والبحار أو حتى على أجسام الأسماك، وعند تعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى إلا العظم.

وقال المسؤول الدولي، كما أشارت التقارير التي يتم التأكّد منها لجهة استعمال سلاح غاز السارين في المعارك الدائرة بالإضافة إلى الغاز الأبيض في المنطقة نفسها التي شهدت معارك عنيفة أثناء محاولة تقدّم للمشاة العسكرية 'الإسرائيلية'، وهذا النوع من السلاح هو أحد غازات الأعصاب الصناعية مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية .

وتابع، وفيما لو ثبت استعمال ذلك تكون 'إسرائيل' قد خرقت مرّة أخرى كل القواعد والأسس المنصوص عليها دولياً والتي تُحرّم استعمال تلك الأنواع من الأسلحة وتُحاسِب عليها القوانين الدولية المعنية في هذه القضايا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com