لم تنتظر طويلاً عائلة العطار عندما قرأت منشور ألقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منطقتهم التي لا تبعد سوى كيلو مترات عن الشريط الحدودي، تطالبهم بإخلاء منازلهم ومغادرة مكان سكناهم والتوجه إلى مكان أخر أكثر أمناً حتى لا تتعرض حياتهم للخطر، حيث جاء المنشور قبل المعلومات عن اتفاق التهدئة المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ غدًا الساعة الـ 9:00 صباحًا ،

وتقول أم جميل التي يناهز عمرها (60 عاماً) لموقع "بكرا" أنها لجأت وعائلتها التي تضم أكثر من خمسة وثلاثين طفلاً، إلى مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بعد تلقيهم إنذارات من جيش الاحتلال باستهداف منازلهم في حال لم يتركوها.

وتخشى أم جميل من أن يعيد الاحتلال تدمير منزلها وتحويله إلى ركام كما جرى في حرب 2008 / 2009. وتقول: "لقد دمر بيتنا بعد ان جرفته الآليات الإسرائيلية في الحرب الماضية وكان يأوي خمس عائلات، لا نريد حرب برية مرة أخرى (..) يكفي".

اعتدنا الدمار 

ويقاطع أم جميل حفيدها محمد (18 عاماً)، قائلاً "نحن نعيش في بيوت قابلة للتدمير في أية لحظة، هكذا هي الحياة في غزة الاحتلال لا يريدنا أن نستقر أو نشعر بأمان".

ويتابع بنبرة غضب "يجب ان لا نسمح ببدء الحرب البرية.. لا نريد حرب أخرى تدمر بيوتنا، يكفي ما جرى لنا.. يجب ان تتدخل الدول وتضغط من أجل هدنة".

وتطالب أم جميل بضرورة توفير الرعاية الكاملة للعائلات التي تسكن على الحدود وحمايتها من القصف الإسرائيلي، وضمان عدم تضرر منازلهم في حال قررت "إسرائيل" خوض عملية برية ضد القطاع.

هروب جماعيّ

وترك معظم أهالي منطقة العطاطرة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، منازلهم بعد أن ألقت طائرات الاحتلال منشورات يطالبهم فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بترك المنطقة.

وتضمنت المنشورات خارطة ملونة، تم فيها تحديد المناطق المدنية المستهدفة، والطريق التي على النازحين سلوكها وصولاً إلى بلدة جباليا القريبة من بيت لاهيا.

ووصفاً لمشهد نزوح المواطنين من سكان المناطق الزراعية الحدودية شمال قطاع غزة، أخلى الآلاف من سكان المناطق الحدودية منازلهم واضعين امتعتهم على عربات يجرها حمير ودراجات نارية "توكتوك" متجهين إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".

ووفرت "الأونروا" للنازحين كافة الاحتياجات الأساسية من طعام وفراش، كمت اكتظت الصفوف الدراسية بالمواطنين من كافة الأعمار.

حماس طلبت من النازحين الرجوع 

وعلقت حركة حماس على حركة نزوح السكان من شمال القطاع إلى مدارس "الأونروا" بالقول: "هذه معركة نفسية يجريها العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني".

وقال مشير المصري القيادي في الحركة لـ"بكرا": "شعبنا في حالة تلاحم والسكان الذين خرجوا هم في عودة جزئية ومتتابعة إلى بيوتهم (..) بسالة شعبنا الفلسطيني وصمودهم يشكل عنصر أساسي في صناعة الانتصار الذي تعده المقاومة وتكتب بيانه بمداد من نور ومن دماء الشهداء".

ودعت وزارة الداخلية والأمن الوطني ممن أخلوا منازلهم بالعودة إليها فورا، وعدم مغادرتها، واتباع التعليمات الصادرة عن الوزارة، مؤكدة ان تلك التحذيرات والرسائل الصوتية التي يبثها الاحتلال بشكل مكثف في مناطق شمال القطاع، هي حرب نفسية لإرباك وبث الذعر في نفوس الناس.

وقالت الوزارة أن الاستجابة لنداءات الاحتلال إنما يساعده في تمرير مخططاته بإضعاف الجبهة الداخلية، وتخريب وتدمير الممتلكات والبيوت عندما يتم اخلائها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com