قضت ألفا طن من المتفجرات اسقطتها اسرائيل على قطاع غزة خلال اربعة ايام من العدوان المتواصل على أكثر من مائة مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، أي بمعدل 20 طنا لكل شهيد من ناحية حسابية.

واسقطت اسرائيل هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات على قطاع لا تزيد مساحته عن 365 كيلومترا مربعا ويعد الاعلى كثافة سكانية في العالم، ما تسبب في ابادة عائلات بأكملها مثل عائلات كوارع وحمد والحاج وغيرهم، ومن بين الشهداء 25 طفلا بعضهم لم يتجاوز العام.

ويهاجم جيش الاحتلال بمختلف قطاعته 'الجو والبر والبحر' قطاع غزة بمعدل غارة كل أربع دقائق ونصف.

انفجارات متتالية 

وقال حسن قاسم، من اهالي حي الشيخ رضوان جنوب مدينة غزة، 'لا يسمع في غزة إلا أصوات الانفجارات المتتالية والتي من كثرتها أصبحنا لا نعرف الأماكن التي تستهدفها'.

وأضاف، 'في غزة لا تسمع الا القصف ولا تشاهد الا الدم والاشلاء والدمار والخراب'، متسائلا بتهكم عن هذا الاحتلال الذي وضع الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين في 'بنك أهدافه'.

ويتساءل قاسم أيضا هل سيارات البلديات ومقار الاسعاف والمنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية هي الأخرى في ضمن أهداف البنك الاسرائيلي.

أسرة قاسم تركت منزلها بعد قصف منزل أحد جيرانهم قبل يومين، واصفا تلك الليلة بـ'الكابوس '.

وأضاف 'المنطقة ضربها زلزال، بيتي الخرساني المكون من عدة طبقات أرتج من شدة القصف وكذلك بقية المنازل المجاورة التي هرع قاطنوها ناجين بأرواحهم الى الشوارع.

وبعد القصف، 'سحب من الغبار والدخان غطت المكان وتطايرت الحجارة الى مساحات بعيدة' هكذا وصف قاسم مشهد تلك الليلة المرعبة، مؤكدا أن أطفاله وبقية أطفال الحي المكتظ بالسكان أصيبوا بالهلع والخوف.

8 آلاف منزل استهدفت في أربعة أيام

وبلغ عدد المنازل المستهدفة والمتضررة في قطاع غزة منذ بداية العدوان، أكثر من 8000 منزل حسب ما اعلن وزير الأشغال والإسكان مفيد الحساينة.

وأوضح في تصريح صحفي اليوم الجمعة، إن نحو 282 وحدة سكنية دمرت بشكل كلي و8910 تضررت بشكل جزئي 260 منها لا تصلح للسكن.

وشنت قوات الاحتلال 1874 هجوما على القطاع خلال اربعة ايام، وزعت ما بين 1288 غارة جوية و344 قذيفة بحرية و242 قذيفة مدفعية على ما أفاد المرصد الأورومتوسطي.

ورأى مركز الميزان لحقوق الانسان، أن استهداف المدنيين على هذا النحو أمر خطير يفرض على المجتمع الدولي، ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة التحرك العاجل لحماية المدنيين، ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتفعيل أدوات الملاحقة والمسائلة عن هذه الجرائم.

وشدد المركز، على ان المدنيين الفلسطينيين عموماً والأطفال والنساء والمسنين هم من يدفعون من دمائهم ومن آمالهم ثمن العجز الدولي عن مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو وأنها ستتصاعد، لأن شعور المجرمين بالحصانة يفتح شهية القتل ما ينذر بنتائج إنسانية وخيمة لاستمرار هذا العدوان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com