أكد محللون سياسيون فلسطينيون أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سيتواصل حتى تحقق اسرائيل خطتها من هذا العدوان.

ويرى المحللون ان اسرائيل تهدف من هذا العدوان توجيه ضربة قاسية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وافشال حكومة التوافق الفلسطيني.

اهداف اسرائيل

يقول المحلل السياسي خليل شاهين: "أن هناك خطة إسرائيلية بدأ تنفيذها في الضفة الغربية، وتدحرجت إلى قطاع غزة في عملية حددت إسرائيل أهدافها منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة.

يقول شاهين إن هذه الخطة هدفها توجيه ضربة ساحقة للمقاومة الفلسطينية، ولحركة حماس في الضفة وغزة، وتوجيه ضربة قاسمة للجهود المبذولة لاستكمال المصالحة الفلسطينية وإنجاح حكومة الوحدة الوطنية".

ويضيف شاهين إن هناك محاولة إسرائيلية لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية وقدراتها، وتوجيه ضربات لها.

ويشير شاهين إلى أن إسرائيل ليست اللاعب الوحيد في هذه الجولة، فالمقاومة ما زالت تمتلك القدرة على الرد، إضافة إلى وحدة الشعب الفلسطيني في أراضي 48 والهبة الشعبية التي تزامنت مع العدوان على غزة في أراضي الضفة الغربية، والتي ما زالت مستمرة.

الرد الفلسطيني يربك الخطة الاسرائيلية

ويوضح شاهين أن هذا التصعيد الإسرائيلي يقابله ردود فلسطينية من شأنها إرباك الخطط الإسرائيلية، وتوفير قدرة لدى الفلسطينيين لتحسين الأداء وإفشال أهداف إسرائيل من هذا العدوان، خاصة في ظل التمسك باستكمال المصالحة الفلسطينية.

على القيادة الخروج من حالة الشلل الحالية

ويرى شاهين انه يترتب على القيادة الفلسطينية الخروج من حالة الشلل الحالية للتحرك على أكثر من صعيد، أولها الدعوة لاجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحمل حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، وثانيا المبادرة لطرح موقف على المستويات الدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة يعيد ربط الضفة الغربية بقطاع غزة، ويتجاوز فقط منع إطلاق النار، وتوفير ضمانات لعدم الاعتداء على غزة ووقف الإجراءات المتخذة في الضفة.

مؤكدا أن امساك زمام المبادرة من قبل القيادة الفلسطينية سياسيا، يمكن أن يتكامل مع الجهد الذي تقوم به فصائل المقاومة ميدانيا.

تطور اداء المقاومة يربك اسرائيل

وحول أداء المقاومة، يقول شاهين إن المقاومة قدمت أداء فاجأ المحتل الإسرائيلي والاستخبارات الإسرائيلية وفاق التوقعات. موضحا أن المقاومة في ردها على هذا العدوان على قطاع غزة قد بدأت من نقطة انتهت عندها في العدوان السابق، وبدأت بإطلاق صواريخ من مسافة 40 كم فما فوق، ما أربك إسرائيل والجبهة الداخلية لها وأوساط السياسيين والعسكريين والرأي العام، والذين كانوا يطالبون بعملية عسكرية واسعة في غزة، لكن هذه الاصوات المطالبة بدأت بالاختفاء حينما رأت تطور اداء المقاومة الفلسطينية.

ويقول شاهين ان استمرار صمود المقاومة الفلسطينية من شانه آن يخلق حالة من الردع لإسرائيل وإعادة تفكير السياسيين قبل تكرار العدوان مرة أخرى على القطاع.

الصمود لا يتوقف بتلقي غزة لضربات اسرائيل


وينوه شاهين ان صمود الشعب الفلسطيني لا يتوقف فقط على تلقي الضربات في قطاع غزة، بل يجب ان تنتقل الضفة الغربية من مستوى الهبة الشعبية المعزولة، في بعض المناطق الي هبة شعبية واسعة تقترب من الانتفاضة لكن بشكل منظم، إضافة إلى تطور الهبات في 48، ما يجبر إسرائيل على التعامل مع أكثر من جبهة في نفس الوقت لتشتيتها.

وإنهاء هذا العدوان باتفاق لصالح الفلسطينيين برأي شاهين، يتوقف على أداء المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني والأداء السياسي الفلسطيني الذي ما زال حتى الآن دون المستوى المطلوب، وعلى أداء الفصائل الفلسطينية التي ما زالت متخلفة عن رد الفعل الشعبي الذي يسبق القيادة السياسية.

ويؤكد شاهين ان انهاء العدوان على غزة هذه المرة، يجب ان يكون لصالح الشعب الفلسطيني، بحيث يتم التوصل لاتفاق تهدئة يعيد ربط غزة بالضفة، من خلال عدد من المطالب المتعلقة بالإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في الضفة، واستمرار الضغط الشعبي الفلسطيني على القيادة لتفيق من سباتها الحالي، والتوجه بتحرك دولي فعال في إطار الأمم المتحدة وتفعيل الانضمام إلى الاتفاقات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية وتوقيع اتفاق روما.

العدوان على غزة يهدف لإعادة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ويرى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان العدوان على قطاع غزة أبعد كثيرا من الأهداف الإسرائيلية المعلنة، وان الهدف يتمثل في إعادة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى المربع الاول، في التعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني باعتبارها احتياجات سكانية وليست حقوق.
يقول سويلم: " ان التعامل مع الشعب الفلسطيني أخد منحى التعامل مع احتياجات وليس مع حقوق، لتستطيع اسرائيل تحقيق اهدافها".

ويضيف سويلم: " ولتحقيق هذا الهدف يجب ان تقوم اسرائيل بعدة خطوات، تتمثل في اضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية الى ابعد درجة ممكنة، ونزع سلاح المقاومة في قطاع غزة نزعا كاملا".

ويشير سويلم الى ان اسرائيل تعتقد ان الوضع الفلسطيني هش وضعيف والوضع العربي مدمر والمجتمع الدولي غير قادر على الضغط على اسرائيل ووضع حد لسياساتها والادارة الامريكية ضعيفة وهشة ولم يعد لها حليف في المنطقة سوى اسرائيل، لذلك تعتقد اسرائيل ان هذه فرصتها التاريخية لتجديد المشروع الصهيوني، لوضع الشعب الاسرائيلي في خيار انه مهدد في وجوده.

اسرائيل تضخم قدرة المقاومة

وحول اطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية، يرى سويلم ان اسرائيل تضخم بصورة مقصودة في قدرة المقاومة لاعطاء اسرائيل المزيد من القدرة على المناورة والضرب والقصف واستمرار العدوان دون ان يكون للفلسطينيين أي غطاء دولي.

ويؤكد سويلم ان العدوان على قطاع غزة لن يتوقف، إلا عندما تتأكد إسرائيل أنها افتكت بأكبر مجموعة من الميدانيين والقياديين بالأذرع العسكرية، وعندما تصل إلى قناعة بأنه تم تدمير الجزء الأكبر من القدرات الحقيقية للمقاومة في غزة، وانها حققت هدفها من هذا العدوان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com