روت سهى مشاهد تقول إنها أشبه بفيلم رعب لقصف مقاتلات حربية اسرائيلية مقر رئاسة حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية فجرامس حيث تطايرت الحجارة وزجاج النوافذ في كل اتجاه. وقالت الشابة البالغة من العمر 18 عاما وهي تقف مع والدتها مضطربة امام منزلها المصاب باضرار اثر الغارة على المقر، “شاهدت الموت.. فيلم رعب حقيقي، الحمد لله لازلت حية”.وروت “اكثر ما اخافني الزجاج والحجارة وهي تتطاير في الهواء وتتساقط علي، وتضرب وجهي، وتملأ السرير، والغرفة ... لم نصدق عندما خرجنا حجم الدمار الذي اصاب المنازل المحيطة، لكن ربنا سلم”.وانتشرت حول المنزل شظايا الزجاج والحجارة في حين غطى غبار سميك المنطقة المحيطة بالمقر المستهدف.

وتابعت سهى التي اصيبت بجروح جراء شظايا الزجاج، “هذه الحرب اعنف من الحرب الاولى (نهاية 2008) بكثير.. الصواريخ تنشر الموت والرعب في كل مكان “.

وفاحت من المكان رائحة البارود في حين كان محمد راضي (26 عاما) وهو سائق سيارة اجرة يغسل سيارته ليزيل الغبار قبالة منزله المجاور لمكتب هنية، قائلا “لم اتوقع أن انجو من الغارة، ونها أنا اغسل سيارتي... الحياة يجب ان تستمر “.

شاهين يحذر من نوايا إسرائيل

إلى ذلك، أكد محللون سياسيون فلسطينيون لــ"بكرا"، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سيتواصل حتى تحقق اسرائيل خطتها من هذا العدوان.

ويرى المحللون ان اسرائيل تهدف من هذا العدوان توجيه ضربة قاسية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وافشال حكومة التوافق الفلسطيني.

من جانبه، يقول المحلل السياسي خليل شاهين: "أن هناك خطة إسرائيلية بدأ تنفيذها في الضفة الغربية، وتدحرجت إلى قطاع غزة في عملية حددت إسرائيل أهدافها منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة.

يقول شاهين أن هذه الخطة هدفها توجيه ضربة ساحقة للمقاومة الفلسطينية، ولحركة حماس في الضفة وغزة، وتوجيه ضربة قاسمة للجهود المبذولة لاستكمال المصالحة الفلسطينية وإنجاح حكومة الوحدة الوطنية".

ويضيف شاهين إن هناك محاولة إسرائيلية لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية وقدراتها، وتوجيه ضربات لها.

ويشير شاهين إلى أن إسرائيل ليست اللاعب الوحيد في هذه الجولة، فالمقاومة ما زالت تمتلك القدرة على الرد، إضافة إلى وحدة الشعب الفلسطيني في أراضي 48 والهبة الشعبية التي تزامنت مع العدوان على غزة في أراضي الضفة الغربية، والتي ما زالت مستمرة.

الرد الفلسطيني يربك الخطة الاسرائيلية

ويوضح شاهين أن هذا التصعيد الإسرائيلي يقابله ردود فلسطينية من شأنها إرباك الخطط الإسرائيلية، وتوفير قدرة لدى الفلسطينيين لتحسين الأداء وإفشال أهداف إسرائيل من هذا العدوان، خاصة في ظل التمسك باستكمال المصالحة الفلسطينية.

على القيادة الخروج من حالة الشلل الحالية

ويرى شاهين انه يترتب على القيادة الفلسطينية الخروج من حالة الشلل الحالية للتحرك على أكثر من صعيد، أولها الدعوة لاجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحمل حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، وثانيا المبادرة لطرح موقف على المستويات الدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة يعيد ربط الضفة الغربية بقطاع غزة، ويتجاوز فقط منع إطلاق النار، وتوفير ضمانات لعدم الاعتداء على غزة ووقف الإجراءات المتخذة في الضفة.

مؤكدا أن امساك زمام المبادرة من قبل القيادة الفلسطينية سياسيا، يمكن أن يتكامل مع الجهد الذي تقوم به فصائل المقاومة ميدانيا.

تطور اداء المقاومة يربك اسرائيل

وحول أداء المقاومة، يقول شاهين أن المقاومة قدمت أداء فاجأ المحتل الإسرائيلي والاستخبارات الإسرائيلية وفاق التوقعات. موضحا أن المقاومة في ردها على هذا العدوان على قطاع غزة قد بدأت من نقطة انتهت عندها في العدوان السابق، وبدأت بإطلاق صواريخ من مسافة 40 كم فما فوق، ما أربك إسرائيل والجبهة الداخلية لها وأوساط السياسيين والعسكريين والرأي العام، والذين كانوا يطالبون بعملية عسكرية واسعة في غزة، لكن هذه الاصوات المطالبة بدأت بالاختفاء حينما رأت تطور اداء المقاومة الفلسطينية.

ويقول شاهين ان استمرار صمود المقاومة الفلسطينية من شانه آن يخلق حالة من الردع لإسرائيل وإعادة تفكير السياسيين قبل تكرار العدوان مرة أخرى على القطاع.

الصمود لا يتوقف بتلقي غزة لضربات اسرائيل

وينوه شاهين ان صمود الشعب الفلسطيني لا يتوقف فقط على تلقي الضربات في قطاع غزة، بل يجب ان تنتقل الضفة الغربية من مستوى الهبة الشعبية المعزولة، في بعض المناطق الي هبة شعبية واسعة تقترب من الانتفاضة لكن بشكل منظم، إضافة إلى تطور الهبات في 48، ما يجبر إسرائيل على التعامل مع أكثر من جبهة في نفس الوقت لتشتيتها...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com