الناصرة أمانة في أعناق العقلاء... فلا تعطو فرصة للمتهورين

إن الاحداث التي تشهدها الناصرة في الفترة الأخيرة، والتوترات التي تعيشها كردة فعل على مقتل الفتى الفلسطيني الشهيد محمد أبو خضير، هي أحداث مثيرة للقلق بالفعل، وتتطلب الحكمة والتبصر في معالجتها، وليس التسرع. صحيح أنه لأمر طبيعي أن تكون ردة فعل لدى الشباب في الناصرة وغيرها من المدن والقرى العربية على العمل الاجرامي الذي ارتكبه مستوطنون بقتل الفتى أبو خضير، لكن الأصح أيضا التعامل مع الأمور بحكمة.

إن الموقف الذي أبداه رئيس بلدية الناصرة علي سلام ، إزاء ما جرى في مدينة الناصرة، هو موقف عقلاني يتسم بالاتزان والبصيرة، وموقف رجل حكيم يريد الاستقرار للمدينة، التي يعمل جاهدا لترسيخ مكانتها السياحية والدينية عالميا، ويبذل قصارى جهده من أجل وحدة سكان هذه المدينة بكل أطيافها.

رئيس بلدية الناصرة علي سلام، يعتبر المسؤول الأول عن المدينة، وهو الذي يعرف أكثر من غيره، ما يضرها وما ينفعها، خصوصا وهو الرجل الذي أمضى لغاية الآن أكثر من عشرين عاما في خدمة الناصرة وأهلها، ولذلك فهو يشعر بأن ما يمسها يمسه، فهو الأمين عليها رسميا وشعبيا وأخلاقيا.

لقد كان علي سلام واضحا كل الوضوح في تصريحاته، حيث أكد بشكل عام أن التعبير عن الغضب والاستياء له أيضا أساليب حضارية وشرعية يضمنها القانون ويمكن اتباعها، وأن أساليب المواجهة والاستفزاز تؤدي فقط إلى التوتر وإلى نتائج لا تحمد عقباها، لكن هذه التصريحات لم ترق لهؤلاء الذين يحاولون دائما الاصطياد في المياه العكرة، فشنوا عليه حملة أقل ما يقال فيها أنها مغرضة وتحريضية.

لقد أراد علي سلام من وراء تصريحاته، حماية مدينة الناصرة من أي أذى قد يلحق بها، لأنه المسؤول الأول عنها، وأراد علي سلام أيضاً إبعاد جو التوتر عن هذه المدينة المقدسة، وهذا موقف عقلاني، لأن التشنج في التصريحات والممارسات السياسية ليس له سوى نتائج سلبية.
إن علي سلام تصرف في حقيقة الأمر ـــــ ولا يزال يتصرف ــــــ كمسؤول مباشر عن المدينة وأهلها، كونه المرجع الأول للمدينة أمام السلطات، الذين يأتون إليه في كل كبيرة وصغيرة، وبذلك فهو الوجه لهذه المدينة، التي يرى واجبا عليه الدفاع عنها أمام أي مستجدات سلبية وأي حالات تهز صورتها.

إن مدينة الناصرة بحاجة الآن إلى هدوء واستقرار، وهذا ما يسعى إليه رئيس البلدية، ولا تتحمل توترات، وهذا ما يريده علي سلام أي إبعاد المدينة عن كل ما يؤدي إلى توتر وعدم استقرار.

الناصرة، مدينة السيد المسيح هي أمانة في أعناق العقلاء، ويجب عدم توفير الفرصة للمتهورين للعبث باستقرار الناصرة.