باص المدونين، الجولة الثانية تدّون للأسرى

بعد حوالي الـ 5 اشهر عن رحلة التدوين الاولى لباص المدونين في الاغوار، انطلق الباص هذه المرة يحمل شعار "دَوِّن للأسرى" باتجاه مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية لزيارة اهالي الاسرى هناك والوقوف الى جانبهم ومواساتهم قبل شهر رمضان المبارك.

انطلق الباص في حوالي الساعة الثامنة صباحا من رام الله، وتم الاتفاق على ملاقاة المدونين في بلدة عنبتا لتبدأ الجولة.

الزيارة الاولى لباص المدونين كانت في قرية رامين ومنزل الاسيرين "زيد و أحمد" بسيسي والمحكومين "مدى الحياة و 50سنة" و "مؤبد" على التوالي.

جلس المدونون مع والد ووالدة الاسيرين، حيث تحدث عن معاناتهم اثناء الزيارة، وعن ان اخر زيارة تمت لابناءهم الاسرى كانت قبل 3 اشهر من الآن..

وقالت الحاجة أن زيد بحاجة الى عملية عاجلة حيث تمت اصابته ب 10 رصاصات في الركبة اثناء اعتقاله، ويرفض الاحتلال اجراء العملية
اما شقيقه أحمد فهو مصاب بيده وظهره ويعاني من تشوش وظعف في النظر.

 الاسير منذر نور 

الزيارة الثانية كانت لمنزل الاسير منذر نور في بلدة عنبتا، حيث استقبلنا والداه وعائلته، منذر كان يعمل في الهلال الاحمر تقول والدته، وقبل اعتقاله اخبرها بنيته الذهاب الى رام الله حيث حصل على ترقية ومنصب افضل.

عند اعتقاله علمنا من الجيران- يقول والده الكفيف ذو الـ 82 عاما وهو يبكي وتم الحكم عليه بمؤبدين قضى منها 13 عاما.

يقول والده ايضا : كنت اقوم باعداد درس ديني للمسجد حيث كنت متطوعا فيه، وعندما علمت الخبر تاخرت عن قصد حتى يقوم بالدرس شخص غيري، اما والدته فكانت تعد طعام الغداء

الأسير المحرر مؤيد عبد الصمد "الشيص"

الزيارة الثالثة كانت في منزل الأسير المحرر مؤيد عبد الصمد "الشيص" والذي حرر في صفقة الثالثة وهو حاليا مطارد من قوات الأحتلال .

يقول اخوه : عندما اسر مؤيد، كان عمره 19 عاما، وقضى 28 عاما في السجن وحين خرج من السجن لم تفارقه الابتسامة ابدا، تماما كما كان قبل دخوله السجن، ولم يزده السجن الا تحديا واصرارا.

 الأسير عبد الرحمن فودة

اتجه المدونون بعد ذلك الى مدينة طولكرم، وفي الطريق قاموا بزيارة منزل الأسير عبد الرحمن فودة والمحكوم 18 عاما قضى منها 13 عاما وهو من سكان مخيم نور شمس المتاخم لمدينة طولكرم.

يتحدث والده عن ابناءه الأسرى ويقول : كان يعمل عبد الرحمن مقدّم في جهاز البحريه في منطقة قبر يوسف وشاهد بام عينه قيام جنود الاحتلال بقتل زملاء، فقرّر الالتحاق بالعمل التنظيمي، حيث عمل مع الرئيس ياسر عرفات وكان مرافقا له لعدة سنوات حتى اعتقاله.. يذكر ان لعبد الرحمان شقيق اخر محرر حديثا قضى في السجن 11 عاما، وتم اعتقاله عندما كان يبلغ من العمر 15 عاما

الأسير "حاتم الجيوسي"

اتجه المدونون بعد ذلك الى منزل الأسير "حاتم الجيوسي" وشقيقه الأسير المحرر "محمد الجيوسي" والذي رافق المدونون طوال جولتهم منذ بدايتها وحتى نهايتها.. في منزل الاسير حاتم "ام حاتم" أستقبلت المدونين مبتسمة وحدثتنا عن معاناة اهالي الاسرى.

تقول : قد اكون مبتسمة، من اصعب على ام الاسير ان تبتسم، لكننا نستمد قوتنا من قوة ابنائنا في السجون ومن حبهم للحياة واملهم بالتحرر.
يذكر ان حاتم محكوم ب 6 مؤبدات و 55 عاما قضى منها 13 عاما حتى الآن وهو خريج فني "تقويم" اسنان من روسيا.شقيق الاسير حاتم وهو اسير محرر حدثنا عن يوم الافراج عنه وطريقة تعامل السجانين معه وتأخير عملية الافراج، كما حدثنا عن اعادة اعتقاله في عام 2010 لمدة 17 يوم.