حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي كانت مدينة الناصرة قبلة أهالي قرى الجليل ألأسفل في تعاملها التجاري من بيع وشراء ، وكانت فعلا عاصمة الجماهير العربية فكنت تجد أهالي القرى ( طالعين) عالناصرة لشراء كل ما يحتاجون من ملبس وشراب طعام ورداء ومواد بناء وغيرها ، كما وكنت تلحظ قدوم البياعين من أهالي القرى المجاورة والأبعد حتى قادمين لبيع محاصيلهم الزراعية ومنتجاتهم الحيوانيه من اجبان والبان في سوق الناصرة ،ةقسم منهم كان يتوجه مباشره لبيعها في البيوت وما زلت اذكر جملة "مين يما " فأرد " هاي بياعة اللبن يما " كما وأذكر أيام الجمعة وألسبت قدوم قوافل أهل القرى قادمين في باصات "ادم السالم " "العفيفي" و"الجليل" تبع نقولا وصبحي جرجورة ، كنت تجدهم الراس عالراس في الباصات وينزلون بالاساس في محطة العين قرب دكان توفيق خميس ويدخلون السوق .

أيامها كانت السيارات نادرة الوجود وكان من الصعب شراء سيارة بسبب ما كانت تعانيه الناس من احول فقر مدقع .

في سنوات الثمانين بدات القرى بتطوير انفسها وذلك بفتح محلات تجاريه وازدهرت حتى وصلت الى مجمعات تجاريه في هذه الايام ، كما وبدأت موضة شراء السيارة والتنقل بها الى حيفا ونهاريا .

وخلال هذه الفترة أيضا أصبح نتسيرت عيليت مدينة جدية بعد ان اعتمدت في مشتراتها على مدينة الناصرة فكنت تجد أولاد عمنا في سوق الناصره وكنت تجد عند كل بائع دجاج رجل دين يهودي من أجل ذبح "الكشير " ، في اواسط التسعينات بدأت المجمعات التجاريه في نتسيرت عليت تطفو على السطح لتحتل تجارتها السوق التجاري لتصبح رقم واحد في المنطقة ،قبل حوالي 3 شهور تم افتتاح عدد من ألمطاعم والمقاهي في مجمعي "دودج" و "بيج" لتشكل بوجودها ضربه قاسية لمطاعم المدينة ومقاهيها والتي ما زالت تتلمس طريقها .

ان كل هذا التطور الهائل جاء على حساب تجارة مدينة الناصرة التي تعاني اليوم تراجعا قاتلا في تجارتها .فما عسانا فاعلون .؟ وهل ترانا مواكبين لهذا التطور الهائل في التجارة ووسائل التنقل والتطور وهل نحن جزء من اللعبه ام يا ترى اللعبة على امنا .

أنا أدرك جيدا أننا محدودون في الامكانيات فهناك عوامل موضوعية لا دخل لنا بها ولا نستطيع وقفها مثل تطور القرى المجاورة ومثل التقدم الهائل في نتسيرت عيليت والتي أشك في براءة نواياها .

مئات المتاجر والمشاغل التي انتقلت الى نتسيرت عيليت للعديد من الاسباب ولكن هناك عوامل ذاتيه نحن مقصرون بها وعلى سبيل المثال :
أ – وضع ألامن والأمان في المدينة ودور الشرطة ودور البلدية في الضغط على الشرطة .
ب – مشروع البلد سالكة وقضية مخالفات السير والبحث بوضعيته من جديد وبحث وجوده في اطار بلدي بحت
ج – خلق مواقف سيارات مجانية لصالح الناس
د – المساهمة السريعه في أحياء السوق وخلق برامج .
ه – التسريع في بناء منطقة صناعيه تساعد في اعادة المشاغل النصراويه الى المدينة

وقبل كل هذا خلق ألاجواء التي تساهم في تشجيع العودة الى الناصرة وتوقف نزيف الهجرة من المدينة .عقد ورشات عمل ولقاءات للتفكير في الخروج من هذا المأزق والذي يتحمل بعض من مسؤولياته الجميع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com