اعلن منتدى شارك الشبابي عن جملة من الإحصائيات الخاصة باستخدام الفلسطينيين لموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كنموذج حي يرتاده الشباب لاغراض مختلفة، وقد تبين أن عدد مستخدمي (من لديهم حسابات) الفيسبوك في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغ ما يقارب مليون ونصف المليون، منهم 840 ألف من الذكور، و600 ألف من الإناث.

ومن بين مستخدمي الفيس بوك، بلغ عدد المستخدمين من الشباب في الفئة العمرية (15-29 عاما) حوالي مليون وستون ألف ، منهم 580 ألف من الذكور، و460 ألف من الإناث.

كما بلغ عدد المستخدمين في الفئة العمرية (13-15 عاما) 116 ألف. أما الشباب في عمر (29-35) فقد بلغ عدد من لديهم حسابات على الفيسبوك حوالي 188 ألف مستخدم، وما يقارب ثلثيهم من الشباب الذكور.

وتعليقا على هذه البيانات، وبالرجوع إلى خبرات منتدى شارك الشبابي في مجال المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن الوقوف على أهم النقاط التالية:

من جانبه أشار بدر زماعرة المدير التنفيذي لشارك إلى ضرورة النظر في أعداد المستخدمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة من زاوية الإمكانيات التي يتيحها هذا الاستخدام مستقبليا. إذ أن استطلاعات رأي كثيرة، منها استطلاع منتدى شارك الإلكتروني، أشارت إلى أن أنماط الاستخدام الرئيسية لمواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بالتواصل مع الأصدقاء والأقارب والمعارف، فيما يمكن أن يتم تدريب الشباب وتوجيههم لاستخدام هذه المواقع لإطلاق الحملات على اختلاف أنواعها، فضلا عن التواصل مع شباب فلسطينيين وعرب وغيرهم، من أجل اكتساب مزيد من التأييد للقضية الفلسطينية، وتعرية الاحتلال وفضح ممارساته.

هنا تصبح المواد التفاعلية، كالصور الفوتغرافية، والفيديو، إضافة لرسوم الكاريكاتير، والعروض المكتوبة للوقائع، ذات قيمة خاصة، ويمكن تعميمها بسهولة. كما تصبح مسألة التواصل ونشر المعلومات بأكثر من لغة ضرورة لإيصال مثل هذه المواد التفاعلية لأكبر قطاعات من غير الناطقين بالعربية. فقد دلت عديد من التقارير والدراسات إن المواد التفاعلية، لها تأثير أكبر من المواد التي تعتمد على النصوص المكتوبة، وغالبا ما تثير فضول المستخدمين للاطلاع عليها، وتخلق تاثيرا أكبر فيهم، بإحسان استخدام المؤثرات الحسية (السمعية والبصرية).

هذا العدد الكبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أيضا الاستفادة منه في عدد من المجالات، خاصة إزاء حالة تقطيع أوصال الأراضي المحتلة، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، إلى غير ذلك من الإجراءات. فمثلا، قام منتدى شارك بإعداد انتخابات الكترونية، ومن ثم توجه لجمع الكثير من المعلومات والمؤشرات عبر الاستطلاعات الإلكترونية، وهي خطوات صغيرة، يمكن البناء عليها، من خلال تنشيط مستخدمي مواقع التواصل ومن ضمنها الفيسبوك، في مجالات عديدة ذات علاقة بالظروف الخاصة، كإجراء حوارات بين الشباب، والتوسع في تطبيق الانتخابات الألكترونية، خاصة إزاء تكلفتها القليلة، ومحاولة بناء قاعدة معلومات في قضايا معينة بطريقة يتفاعل فيها الشباب أصحاب الحسابات الالكترونية، بشكل دائم.

من جهة أخرى أكد زماعرة ، أن هناك بعض المحاذير على مشاركة الشرائح العمرية الأصغر، إذ أوضحت الإحصائيات وجود نسبة لا بأس بها ممن دون ال 18 عاما يمتلكون حسابات على الفيسبوك، إذ تتعلق هذه المحاذير بالتواصل غير الآمن مع جهات أو أشخاص مجهولين، وقد يكونون في مثل هذه الحالة عرضة للاستغلال الجنسي أو السياسي أو الأمني، وهو ما يحتاج لنوع من الرقابة التربوية، التي تتيح استخدام مثل هذه المواقع للأطفال، مع توجيه ورقابة أسرية، لا تضغط على الأطفال، بمقدار ما تحاول الاطلاع على نوعية الاستخدام، والأشخاص الذين يتعاملون معهم.

ولا تتوقف المحاذير عند هذه الشريحة العمرية وحسب، بل يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن بعض المعلومات الخاصة، قد تشكل قواعد معلومات يمكن استغلالها من قبل دول وجهات ما، لذا يجب أن يكون التعامل في هذه المواقع بطريقة تتسم بالشفافية من جهة، بمعنى أن بعض المعلومات الشخصية بالضرورة يجب أن تكون واقعية، إلا أن الخوض في تفاصيل يمكن أن تستغل سلبيا يجب أن يكون موضع حيطة وحذر. وفي ذات السياق، لا يخف أن هناك مستخدمين يبدون قلقهم من أن بعض الآراء المنشورة على الفيسبوك أو غيرها من مواقع التواصل، تسبب لهم بعض المشاكل أحيانا، وهنا نكون بصدد حرية التعبير، والبنية القانونية والاجتماعية، إذ يشكل الفيسبوك حيزا للتعبير، لا يختلف في حدوده ونطاقاته عن الحيز المباشر، لذا ينبغي أن تندرج الآراء والتعليقات ضمن المتاح قانونيا، وأن تتوفر له الحماية كذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com