الاثنين الماضى أنهى المصريون فى الخارج تصويتهم فى الانتخابات الرئاسية، بمشاركة فاقت كل التوقعات، وربما لا أكون مبالغًا إذا قلت إن هذه المشاركة الكبيرة ألقت الرعب فى قلوب من يعادون ثورة 30 يونيو، والذين راهنوا على فشل الانتخابات الرئاسية باعتبارها الاستحقاق الثانى المهم ضمن خارطة الطريق التى أُعلنت فى الثالث من يونيو الماضى.

اصطف المصريون فى طوابير أمام سفارات وقنصليات مصر لكى يختاروا رئيس مصر المقبل، ولم ترهبهم تهديدات الإخوان ووعيدهم، بل إن هذه الطوابير هى التى أعطت للإخوان ومن والاهم درسًا فى الوطنية، لكى يتعلموا ما معنى حب الوطن، وليس كرهه والتحريض عليه فى الداخل والخارج، واستعداء القوى الدولية ضده.

هذه المشاركة من مصريى الخارج تحتاج من الدولة المصرية إلى إعادة النظر فى ارتباط هؤلاء بمصر، فضلًا على العمل على حل كل المشاكل التى أعاقت مشاركة الكثيرين فى هذا الاستحقاق المهم، خاصة من ناحية توفير أماكن تصويت للمصريين المقيمين فى أماكن بعيدة عن سفارات وقنصليات مصر، وتحديدًا فى الدول المترامية الأطراف، والتى تشهد تواجدًا مصريًا مرتفعًا، مثل دول الخليج..

وقد حكى لى زميلى محمد سعد، مدير مكتب «اليوم السابع» فى سلطنة عمان، كيف أن الجالية المصرية فى مدينة صلالة عانوا لكى يتمكنوا من التصويت، فالمدينة التى يوجد بها أكثر من 20 ألف مصرى تبعد عن العاصمة مسقط بأكثر من ألف كيلومتر، لذلك فإن كثيرين لم يسعفهم الوقت ولا الجهد للمشاركة فى التصويت رغم سعيهم لذلك..

ربما الوضع متكرر فى السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، ويحتاج إلى تدخل للحل، خاصة بعد إلغاء التصويت بالبريد لما شابه من مخالفات عدة، لذلك فإن وزارة الخارجية بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات عليهم دراسة الوضع الأفضل لمشاركة أكبر من المصريين فى الخارج فى الانتخابات والاستحقاقات الدستورية المقبلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com