إنّه شاب عصامي ،وُلِد ،نشاْ ،ترعرع ،شبّ وكبر بين اْحضان الطّبيعة الخلاّبة ،بيت جنّ،قطعة سماء مضويّة ،جنّات عا مدّ النّظر ،ما بينشبع منها نظر ،خضرا يا بلادي خضرا ،محروسة بعين القدرة .

لا تساْلوني ما اسمه حبيبي ،اْخشى عليكم ضيعة الطّيوب ،قالت بتروحلك مشوار ،قُلتلّا يا ريت ،يوم ويومين ،جمعة وشهر وشهرين ،تعبت بعيني الدّمعة واني تايه وين ،شهد العسل جاب العسل ،ليه الزّعل ،درب الغزل من هين ،وآني لروحلو يمّا ...

فقط شعراء لبنان الاْرز ،فنّانوه وفنّاناته،مُطربوه ومطرباته ،مُلحّنوه وظبياته ،يجيدون التّعامل مع الطّبيعة السّاحرة السّاخرة من كلّ مُعْتَدٍ ماْجور،يحاول السّطو ،وفي وضح النّهار علانية ،على طبيعتنا ،بحرنا ،اْرضنا ،جبالنا ،سهولنا ،مروجنا ،اْوديتنا ،مناهلنا ،نباتاتنا ،شجرنا وحجرنا ،وما ينطبق على سحر وطبيعة لبنان ،ينطبق تمام الانطباق على بلادنا ،لاْنّهما وحدة طبيعيّة ،جغرافيّة متكاملة التّضاريس والمناخ.إنّه الشاب الواعد يوسف مسعود واْسرته دشّنوا مزرعتهم ومتنزّههم ،الاسبوع المنصرم ،في محميّتهم الطبيعيّة الخاصّة ،انّهم يجسّدون ملكيّتهم وحقّهم الموروث اْباً عن جدّ وجدّ الجدّ،منذ بداية الدعوة التوحيدية على اْرض الكنانة ،مطلع القرن الحادي عشر للميلاد ،مروراّ بحكومات دخيلة ولّت واْدبرت الى غير رجعة ،ما بيبقى في الوادي غير حصاه !اشتدّي يا ارض اشتدّي ما حدا قدّي ، آل مسعود راودهم حلم جميل ،فعملوا على تحقيقه يقظين،إقامة :مزرعة ،مُتَنَزّه ،استراحة ،عزبة ، قعدة ، قيلولة في اْرضهم ،توجّهوا للدّوائر التي تسلبطت على الطبيعة للحصول على الموافقات الشكليّة ،ولكن سمعان مش سامع !صُمّ بُكْم لا يفقهون ،لاْجل فرض الغرامات الماليّة الباهظة عليهم وزرع الياْس في قلوبهم وعقولهم العاشقة للطبيعة !

*اْلْغُبْر! واْنا اْشدّد على مصطلح الغبر ،عمداً ومع سبق الإصرار،حتّى لو زيّنوا اْنفسهم ،زوراً وبهتانا! بِصِفة الخُضر ،وهم على يقين اْنّهم نهبوا هذا المصطلح ،كما يحاولون نهب وسلب اْرض آبائنا واْجدادنا بقوانين قراقوشيّة عنصريّة ،تسنّها كنيست اْغلبيّتها السّاحقة اوتوماتيكيّة ،تكره وتمقت كلّ ناطق بالضّاد في اْرض الاْجداد ،منذ اْن قال الله تعالى :كوني فكانت !

*لا توجد اْيّة بلدة في ديارنا ،كَبيت جن ،اْحاطها الغبر وخنقوها عمداً،للانقضاض على البقيّة الباقية من اْرضها ،بعد اْن سلبوها منطقة الخيط ،مُغُر الدّروز وما حولها في الحولة وهي ملك لاْهالي بيت جن ،عضو الكنيست د حنّا سويد/رئيس كتلة الجبهة الديموقراطيّة للسلام والمساواة ، في دراسته الميدانيّة ،هو وطاقمه المهني :ضائقة الاْراضي في البلدات العربيّة الدرزيّة / المعروفيّة،المركز العربي للتخطيط البديل ،نيسان 2008 ،اْشاروا الى اْنّ 83 بالمئة من اراضي بيت جن واراضي /ابنتها /جارتها /عين الاْسد ،سُلِخَتْ عنها ،اْي صودرت !وهذه بركة من بركات التّجنيد الاجباري المفروض على المعروفيين الدروز ! لعلّ بعض المهرولين القلائل على التّجنّد ، من الاْخوة المسيحيين يعودون الى رشدهم ،بعد اْن غرّر بهم اْناس مشبوهون مدسوسون ،لاْنّ التّجنيد ،التّجنّد ، التطوّع ، الخدمة المدنيّة اْو العسكرية تعني مصادرة المزيد من اْراضينا ! وهذه بديهيّة غير قابلة للشّكّ ،وليست بحاجة الى برهان ،والمكتوب يُقراْ من عنوانه ! يا عزرائيل وماْجورين مرتزقة !

*اْحداث زابود بيت جن 1987 -1997 وما بينهما ،وما بعدهما ، ما زالت ماثلة في ذاكرتنا جميعا! حين انتزع الاخوة الجنّاويّون بعض حقوقهم على اْرضهم ،وحرّروها من قيود المنظّمات الغبراء ،رغم مساندة قوات الاّمن المختلفة للغُبر ضدّ الاْهالي المالكين الشّرعيّين للاْرض ،وما عليها من بشر ،شجر وحجر ّ، السّلطة حاولت بفضاضة ووقاحة جرّ بعض المجنّدين الدروز ،ومن بيت جنّ خاصّة ، للمعركة ،ولقمع اْهلهم المتشبّثين باْرضهم ،بطّيخ يكسّر بعضو ،ولكن العتمة لم تاْت على قدّ إيد الحرامي !فما كان من هؤلاء المجنّدين اْمام هذه الماْساة المفبركة سوى خلع ملابسهم العسكرية ، وإعادة بطاقاتهم الشخصيّة لجلاّديهم مُغتصبي اْرضهم !

اْخي يوسف مسعود ! الاْسرة الكريمة ! اْهالي بيت جن الميامين! اسمحوا لنا ان نعيد الى الذّاكرة المعارك القاسية ،الشّرف والاستبسال ،تحرير الزابود ،زرع النُّصُب التّذكارية للشباب المرحومين في الزابود ، ونصب فادي قزامل ،شقّ وتعبيد شارع بيت جن حرفيش ، قلب السّيارات العسكرية وجرح اْفراد قوّات الاْمن وهرب بعضهم ، ومنهم من عملها في ملابسه ،وقد اْشار الى ذلك الشّاعر المرحوم منيب مخّول / البقيعة،قصيدة الزابود :

شعب يموج على الجبال جبالا كسر القيود وحطّم الاْغلالا
ضاقت على الباغي الجهاتُ فما دَرَى اْيَفِرُّ شرقاً،اْمْ يَفِرّ شمالا
وجرى /يهودا/جريَ مذعور وقد فَلِتَ العِيار فَرَطّبَ السّروالا
هُزِمَ الطّغاة ُ بِحدّهم وحديدهم كرّوا عُتاة وانثنوا اْنْذالا
يا للطبيعة من دَعِيّ حُبّها ما كان إلاّ كاذباً دجّالا
تَخِذَ الحفاظ على الطبيعة ذرعةً لِصٌّ يريد الاْرض والاْموالا
كم سنّ اْنظمةً قراقوشيّة ً فيها المظالم طُوّرَتْ اْشكالا
في بيت جن عُرْسُ مجدٍ حافل ٌ غنّتْ روابيها له اْزجالا
والجرمق المقهور فكّ حِداده ممّا راْى واستشرف الآمالا
واليومَ في الزّابود عُرس كرامة فيه المروءة تَشْرَئِبُّ جلالا
إخوتنا في مزرعة متنزّه لؤلؤة الطّبيعة ،اسم على مسمّى ! لستم ولسنا دعاة عنف واقتتال ،وان جنحوا للسلم فاجنح لها .... ،ونحن لها ! لكن الحقوق تؤخذ وتُنتزَع ،ولا تُعطى ، ما بتروح دينة وراها مطالب ! زابودكم لكم أرض صابر لكم ، لؤلؤة الطبيعة لكم ،العقبة لكم وكل بيت جن لكم ! لا شريك لكم ، ونغنّي وإيّاكم مع اْصوات الحساسين ورشح الحجل على عين سامورة وعين ورقة ،وليس عين هليل كما يدّعون ! وبركة شفنين تقابل صنّين ! :
لاكتب على جبين الوطن موّال تراب الوطن ما نبدّلوا باْموال
لا تحسبوا بْجَرّة قلم تتملّكوا هالاْرض مش شروة ولا اْقوال.

يوم احتفالكم احتفالنا بتدشين هذا الموقع الخلاّب،وحدة ما يغلبها غلاّب ،وحدة يباركها ربّ العباد ، في طبيعتنا وانسجامنا معها،روحاً وقالباً،حين ارى إزاحة السّتار عن اللوحة الفنّية ، الوالدة تقصّ الشريط عن المدخل ،من حولها الاْحفاد والاْهل ، بعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصّة ، تجشّموا مشاق السّفر ،مُصرّين ومصرّات على حضور هذا العرس الشعبي والملتقى الاْهلي ،اْعرف واْتاّكّد :ما بيفلح الاْرض إلاّ عجولها ، ويبقى القول الفصل للشاعر المتنبي:

على قدْر اْهل العزم تاْتي العزائم وتاْتي على قدْر الكرام المكارم
وَتَعْظم في عين الصّغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

الورد الجوري يعانق الوزّال ،الرّيحان يصافح القندول ،الزيتون يحتضن قاتل اْبيه ،المسك والعنبر يُضمّخ الهنبل والعبهر المسالك وحصى التّوف تستقبل الضيوف ،المرطّبات والفواكه والحلويات الشرقيّة تفتح الشّهيّة حتى عند ذوي الاْمراض السّكّريّة ،اْشبالكم ،اْنجالكم واْحفادكم يضمّون بعطف وحنان ما تجود به طبيعتكم الخلاّقة ،ولينقلع الغُبر الى غير رجعة ،الى حيث اْلقَتْ رحْلَها ! درب تصدّ ما تْرُدّ ! روحة بلا رجعة !

هنيئاً ! هنيئاً مريئاً لكم في متنزّهكم ،لؤلؤتكم ، طبيعتكم ،صابركم ،صبركم ،اْدخلتم السّعادة يا آل مسعود الى قلوبنا جميعاً! رافق المَسْعد بْتِسْعَد !اْسعدكم الله واْبعد عنكم شرّ الظّالمين الجبّارين والمعاندين والحُسّاد!ويبقى يوسف واْسرته والاْهل في بيت جن عنواناً للكرامة ،الشّهامة ،المروءة والوطنيّة الصادقة ،المنسجمة مع الطّبيعة واْهلها الحقيقيين الذين صانوا النّباتات النادرة ، وما زالوا: كفّ الدّب ،القبريش ،حزام الجليل ،السّحلب ،الغار الاْرزي ، الخزامى ،الحاحوم ، الإجاص البرّي ،القاتل ، القيقب ومئات انواع النّباتات ،وليس الدّخلاء والمُرتزقة ! وادحشوا لهم الشّلاليق! كما يقول اْخونا الكاتب الاْصيل :محمد نفّاع ! معذرة اْبا هشام الدّيّة ع َ العاقل ! اْمّا الصّك /وعد الشّرف /الوعد الصّادق الذي قطعه على نفسه ،رئيس المجلس المحلّي الاّخ بيان قبلان ،بالوقوف الى جانب آل مسعود ،هو وثيقة شرف والتزام اْدبي ،اخلاقي وإنساني ،له رصيده حتى النّصر ! وتبقى مزرعتكم :لؤلؤة الطبيعة :مدرسة ميدانيّة وحقليّة لحماية الطبيعة من الغيلان والوحوش المتربّصة بكم شرّاً .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com