في حلقة ساخنة جداً من البرنامج الاسبوعيّ، عـمـــار يا بلـد، والذي يبث عبر اثير الأولى راديو بيت لحم 2000، استضاف الزميل جورج قنواتي، سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، حيث فتحت ملفاتٌ حساسة وخطيــرة، كان من ابرزها ملف تجنيد المسيحيين في صفوف جيش الاحتلال الاسرائيليّ، اضافة الى بيع أملاك البطريركية الارثوذكسيّة في القدس والمدن الفلسطينيّة، فيما تم تناول المؤامرة التي تحاكُ ضدّ الكنيسة الارثوذكسيَة ورعيتها.

ملف تجنيد الشبان المسيحيين ...

حنا: لن نقبل أن يكون ابناؤنا جنوداً اسرائيليين

استهل المطران عطا الله حنا حديثه بالتأكيد على بعض الحقائق التاريخية وفي مقدمتها تجديد التأكيد مرة أخرى على مركزية مدينتي بيت لحم والقدس خاصة وفلسطين بشكل عام، فيما يتعلق بالايمان والتاريخ المسيحي. معتبراً أن أرضَ فلسطين ترتبطُ ارتباطاً وثيقاً بالمسيحية؛ ذلك لأن السيد المسيح ولد في بيت لحم وعاش في فلسطين وانهى حياته على الارض بمسيرته نحو الالام وصولا الى القيامة. بالتالي فإن هذه الاحداث الخلاصية تمت في منطقتنا ويجب أن نؤكد على أننا كمسيحيين مشرقيين، عرباً وفلسطينيين، ننتمي لهذ الارض بشكل عريق. وانتقل سيادته للحديث عن موضوع خطير وهو تجنيد المسيحيين في صفوف جيش الاحتلال الاسرائيليّ قائلاً:" سياسيات الاحتلال عنصرية لا تريدنا أن نبقى على هذه الارض، فاسرائيل تعامل الشعب الفلسطينيّ كشعبٍ غريب وضيف عندها. نحن لسنا ضيوفاً ولم نأتِ الى اسرائيل، بل هي التي أتت الينا مستعمرة ومحتلة لارضنا، واؤلئك الذين ينادون بتجنيد المسيحيين نحن نرد على هذه الدعاية المغرضة نقول بأننا لن نقبل أن يجند ابناؤنا في صفوف جيش الاحتلال الاسرائيليّ . ويردف سيادته في ذات الموضوع مشدداً على الانحيـاز الكامل لقضية الشعب الفلسطيني، وأن ما تريده اسرائيل هو تقسيم الشعب وشرذمته، مشيراً الى أن هناك من يتآمر مع الاحتلال لذلك، فإن كانوا مسيحيين فالمسيحية براء منهم، وان كانوا مسلمين فذات الامر .

"ندّاف" .. أحد الكهنة يرحب بفكرة التجنيد ويدعمها

واجاب سيادته حول سؤال كيف ان احد الكهنة وهو "نداف" يرحب بفكرة التجنيد ويدعمها ، عبّر سيادته عن رفضه التّـام لذلك، حيث اكد أن هذا الشخص كما غيره لا يمثلون المسيحيين ولا الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية، بل ويتصرفون بمفردهم، وعلى ما يبدو أن هناك اجندات ومصالح شخصية لهم، فموقفنا واضح أن دعاة التجنيد وهم قلة، لا يمثلون المسيحيين ولا يتحدثون بإسمهم، وهم موظفون لدى جهات اسرائيلية لخدمة الاجندة الاسرائيلية. وهناك تناقض بين المسيحية بقيمها واصالتها، وبين ان تكون مرتمياً في احضان الاحتلال .

%99,9 من المسيحيين يرفضون ما يقوم به " ندّاف"

وفي ذات الاطار، قال إن ما مجموعه 99,9% من المسيحيين الفلسطينيين يرفضون ما يقوم به هذا الشخص وغيره، لافتاً الى أن وسائل الاعلام العبرية تضخم قضية التجنيد، وهذا غير صحيح بالمطلق، فعدد الذين ذهبوا للتجنيد هم قلة قليلة جداً، لربماعندهم مشاكل معينة، وهذه الشريحة التي قبلت ان تحمل السلاح الاسرائيلي، يجب أن تعود الى رشدها.

خــــائــن ... من يدعو للتجنيد ..

واستكمل سيادته حديثه حول قضية التجنيد، منبهاً الى أنه تجولّ في بلدات الشمال في الداخل الفلسطيني المحتلّ، ولم يلحظ وجود حالات كبيرة جداً للتجنيد، وانما حالات قليلة لاعتبارات شخصية . هذا وطالب سيادته باتخاذ اجراءات صارمة بحق أي رجل دين يقبل على نفسه ان يقتلع المسيحيين من جذورهم، قائلاً إن رجل الدين يجب ان يكون رجلا ينادي بالعدالة وعليه فإن ابناءنا لن يحملوا السلاح ، بل سيحملوا غصن الزيتون، في اشارة الى السلام والمحبة.

حنا يتساءل .. كيف لضابط صهيوني شارك باجتياح بيت لحم أن يزورها !؟

وفي موضوع آخر، أثارَ جدلاً واسعاً، حول زيارة أحد ضباط جيش الاحتلال الذين شاركوا في اجتياح بيت لحم 2002، لساحة المهد، ولقائه بأحد رعاة الكنيسة، قال إنه لا يمتلك كثيراً من المعلومات حول هذا الموضوع، لكن يجب ان نعرف كيف وصل هذا الضابط الى ساحة الكنيسة، واذا ما كان هناك عتب يجب ان يكون للجهة التي سهلت دخوله الى بيت لحم( ...) اعتقد ان هذا الموضوع يجب ان نفحصه جيدا ونسنفسر عن كيفية وصول الضابط للكنيسة، وهنا انا استنكر استقبال ضباط او اي جندي اسرائيلي من الذين تسببوا في حصار المهد او اي جندي عادي، واندد وارفض ذلك لانه يتنافي مع القيم الانسانية والحضارية.

ملف بيع ممتلكات الارثوذكس للاحتلال

الاوقاف ليست سلعة يتاجر بها


وفي هذا الملف الخطير، قال سيادته إن الاوقاف على اختلافها مسيحية او اسلامية كانت، تتعرض منذ عام 1948م لكثير من التعديات والمؤامرات التي تهدف الى تصفيتها والى القضاء عليها، لافتاً الى أن هناك من تواطأ مع الاحتلال من داخل الكنيسة، فهم خانوا الامانة وباعوا لاسرائيل على طبق من ذهب املاكاً ليست من حقهم.
وهنا أكد سيادته على أن هذه الاوقاف ليست سلعة يتاجر بها من اي طرف كان، وانما هي موجودة لكي تؤدي رسالتها الروحي والانساني، ولا يوجد هناك شخص مخول بأن يتصرف بهذه الاوقاف وان يبيعها لجهات اسرائيلية، فكل الصفقات التي استهدفت الاوقاف الارثوذكسية كلها باطلة وغير شرعية، ويجب ان تعود الى ملكية الكنيسة .

وقفة احتجاجية امام " المهد"

دعا ايضا الى المشاركة الواسعة في الوقفة الاحتجاجية الاحد المقبل 4/5/2014م، لرفع صوتنا والمطالبة بحقوقنا ورفض سياسة التهميش والاقصاء والتفريط في ممتلكات البطريركية لجهات مشبوهة.


واضاف سيادته أن هذه الوقفة ستكون ايضاً لرفض تجنييد المسيحيين في صفوف جيش الاحتلال الاسرائيليّ، داعياً الى مشاركة حثيثة في هذه الوقفة المهمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com