يبدو أن المصمم كريستوف لومير مؤمن بأن هيرميس Hermès هي أحد تلك الدور الهامة، ومعه كل الأحقية في ذلك. فهي قديمة وتتميز بالإرث العريق وتقدم الأزياء الأنيقة المفعمة بالرقي ولا يمكن لأحد أن يغير أساليبها.

يمكن أن يشعر المصمم أنه مقيد وغير قادر على التعبير عن إبداعه. لكن هناك يكمن التحدي: كيف يمكن للمصمم أن يغير أساليب هيرميس Hermès الأساسية ويجذب الجماهير؟

لكن يذكرنا لومير أنه لا يجب أن نخلط بين التقاليد وعدم المغامرة أو الروح الباقية على قدمها. لكن لا يجب أن نفكر أنه لمجرد أن مشت عارضات لومير على ممشى عرض شبيه بالغابة، أنه سيقدم لزبونته أزياء خاصة بالسفاري.

حيث استلهمت تلك النقشات الجذابة بشكل مباشر من رسام المدرسة ما بعد الإنطباعية هنري روسو الذي رسم الغابة دون أن يراها مطلقاً. كلا، إن الروح الشعبية في أزياء لومير أكثر حميمية من ذلك.

حيث يقدم مجموعته هذه للمرأة التي تجسد البرية وتختار أزياءها كتعبير عن روحها الداخلية، وموضوع الغابة هو مجرد امتداد لها.

بالإضافة إلى القصات المنسوجة ببراعة كبيرة، وجدنا أن مجموعة الألوان كانت كحلم يتحول إلى واقع. حيث قدم لومير طفلته الشرسة وليست محبة موسيقا الروك التي تسهر في النوادي، وإنما السيدة التي يملأ قلبها وعقلها الشوق لمغامرة فكرية.

ترتدي فستان مستلهم من روسو وجزمة مناسبة، ولكنها كالمصمم ليست بحاجة لأن ترى الغابة كي تعيش في غابتها الاستوائية الخيالية، وتفضل أكثر أن تغطي نفسها بعباءة مرقعة باللون البرتقالي المحروق بأشعة الشمس والأحمر.

وعندما تأتي لحظة غروب الشمس نراها تخرج بكامل قوتها وهي ترتدي شورت من جلد التمساح بلون الغابة الخضراء. تظهر روعتها وتألقها من خلال السترات الزرقاء والقطع الواحدة بلون الباذنجان، وتتوج إطلالتها من خلال التنورة المصنوعة بطريقة الرقع من أقمشة متعددة.

أما بذلاتها ذات القطعتين المصنوعة من الكتان بالطبع فكانت ضعيفة وواسعة وتعبر عن طبيعتها العفوية.

ثم تلاشت المجموعة بألوان الكريم والأبيض الناصع. اختتمت مالغوزا بيلا العرض وهي ترتدي بنطلون أبيض بالكامل ذو خصر عالي وبلوزة ذات أكمام عريضة تركت مفتوحة، بالإضافة إلى ياقة مفتوحة أظهرت جمال العنق وكانت جذابة بشكل منصف.

إنها مجموعة عن امرأة عاشت حياتها بحرية وليس لديها شيء لتخفيه، وتستمر المغامرة.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com