إنطلقت مساء أمس فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان بيروت للرقص المعاصر Bipod بحضور حشد كبير من الفنانين الى جانب جمهور المهرجان الذي ينتظره سنويا.
أول عروض النسخة العاشرة كان لفرقة البريطاني راسيل ماليفنت، وهو مصمم رقص حائز العديد من الجوائز تقديرا لاعماله الفنية بالاضافة الى الدكتوراه الفخرية في الفنون من جامعت بليموث.
اما عن العرض الذي قدمته الفرقة، فاعتمد فيه راسل على الثنائية والثلاثية الراقصة من دون ان تخلو الرقصات من صولوهات في بدايتها او نهايتها.
من ناحية الرقص، نلاحظ ان التركيز كبير على تقنيات الرقص واظهار قدرات افراد الفرقة في ظل غياب شبه كبير لحركة اجساد الراقصين، ففي بعض اللوحات كان يصعب علينا فهم الموضوع على الرغم من اعجابنا الاداء .
الاضاءة التي نفذها الفنان مايكل هلز من سادلرز ويلز تناغمت بشكل كبير مع الموسيقى وكانت في بعض الاحيان تكمل اداء الراقصين .
وطبعا تتضم الى الاضاءة الغرافيكس التي انعكست عاموديا على المسرح وكانت جميلة ومميزة من تنفيذ جان اوربناوسكي . ولكنها حجبت في،كثير من الاحيان حركات الراقصين فكنا بالكاد نشاهد التفاصيل بسبب ضعف الاضاءة تارة وقوتها طورا.
فهذا النوع من الرقص يعتمد كثيرا على حركات الجسد، وبالتالي يمكن للاضاءة ان تمحو بعض التفاصيل التي يجب ان يراها المشاهد كي لا يعتقد ان العرض متقطع او ناقص.
من ناحية الازياء، فلم يكن هناك ما هو مميز، بل كانت الازياء وبحسب ما استطعنا ان نشاهد مناسبة استخدمت فيها الالوان في بعض الرقصات في حين اعتمد الابيض والاسود في اخرى، وتجدر الاشارة الى ان الازياء من تصميم ستيفي ستيوارت.
اما الموسيقى فهي رائعة وتاتي في المرتبة للثانية بعد اداء الراقصين من حيث الجمالية . ويضم العرض مزيجا انتقائيا من الصوت تلحين اندي كوتون وموكول، كما تشمل الامسية معزوفة موسيقية لارماند عمار.
ولكن ما ذكرناه من تفاصيل لا ينتقص ابدا من اهمية العرض وجماله، فاللوحات الخمس التي قدمت نالت بجدارة التصفيق الحار من الحضور، واداء الراقصين لا يستحق سوى الوقوف له. كما ان تنظيم المهرجان لفتنا بحسن الاستقبال وارشاد الحضور الى مقاعدهم.
في الختام تجدر الاشارة الى ان فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان بيروت للرقص المعاصر مستمرة حتى 27 نيسان وفي جدول برامجها عروض كثيرة مهمة ومشوقة لا بد من حضورها .
واخيرا، لقد لفتتنا عبارة واردة على جدار خصص ليكتب عليه الحضور تعليقاته وتمنياته للمهرجان، تقول: الحبس مش للرجال .. الرقص للرجال".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق