لا شك ان الاقلية العربية في البلاد تعاني الامريين فهي اقلية فلسطينية تحاول جاهدةً ان تحافظ على مكانتها القومية والاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية داخل البلاد.

ان الطرح الاكاديمي في هذا السياق يدل بشكل غير قابل للتأويل ان وسائل الاعلام الاسرائيلية تصور انماط سلبية تقوي الشكك وعدم الثقة تجاه العرب بشكل عام في البلاد وبذلك تسوق للجمهور تفسيرات ترسم "العربي كمهمش" ومنحط اخلاقيا، فعلى سبيل المثال، لا الحصر نرى ان الاخبار التي تتعلق بالعرب تظهر انهم يتبعون الى فئات معادية للدولة، فتمثيل العربي داخل تلك الصحف يتأطر بين كونهم مختلسين في احسن الاحوال وطابور خامس في اسوء الاحوال. بكلمات اخرى الاقلية العربية في البلاد لم تحصل على التمثيل الديمقراطي، فحسب، بل ان تمثيلها اقل من نسبتها في المجتمع وتمثيل الشخصيات تمثل وفق اراء مسبقة سلبية للغاية واقل من فرق الاغلبية.

تمثيل العرب في وسائل الاعلام الإسرائيلية قليل جدا ونسبة حضورهن في الساحة الإعلامية اقل من نسبتهم السكانية، يعد العرب كاقل قيمة من اليهود، اللبرالين، الرجالة والقادمين.

ان تمثيل عرب اسرائيل يظهر من خلال انهم يشكلون خطرا على الاغلبية اليهودية، فصورة العربي في الاعلام الاسرائيلي تتجلى بالسرقة، الاجرام، الانحراف، القتل، المظاهرات والاضرابات. الابحاث الادبية دلت على ان وسائل الاعلام تمثل "العربي" كتهديد استراتيجي. مثل: الاضرابات، المشاكسات، كتهديد عملي على كيان الدولة وسبلنتها.

ان كثرة دخول وسائل الاتصال من قنوات وصحف في حلبة وسائل الإعلام الإسرائيلية في السنوات الاخيرة، لم يؤد إلى تغير ملحوظ في تمثيل العرب في إسرائيل، فمثلاً صحيفة "نتنياهو هايوم" كغيرها من الصحف عدا صحيفة هأرتس اليسارية تعمل خلافا للالتزامها الأخلاقية، وبالتناقض مع قانون "السلطة الثانية للتلفزيون والراديو"، والذي ينص انه يتوجب العمل وفق بث عادل ومتوازن يضمن التعبير المناسب لجميع الآراء المختلفة من الطيف العام، والالتزام بتوفير تمثيل لمجموعة متنوعة من الآراء والافكار.

بداية بحر هذا الاسبوع راينا كل ما ذكر انفاً، فعلى سبيل المثال في مجال الرياضة. فبدأت الصحف والمواقع الرياضية بحملة شعواء على التصرفات المرفوضة التي قام بها اللاعب طالب طواطحة (احد عناصر المستقبل لقريق مكابي حيفا الذي يمر في اتعس لحظاته هذا الموسم) مناصفة مع ذلك فنرى جليا تجاهل كبير من التصريحات العنصرية في جميع الملاعب الرياضية و مباريات كرة القدم بين أبناء سخنين و بيتار القدس على وجه الخصوص.

جميع المشجعين وغير المشجعين يرون اخطاء النجوم اليهود في الدوري الاسرائيلي والهتفات العنصرية التي لا تدان من قبل وسائل الاعلام الاسرائلية على النقيض تماما من قضية "التصرفات غير الاخلاقية للاعب مكابي حيفا طالب طواطحة". الصحف الاسرائيلي على مختلف مشاربها اظهرت التصرف انه مخزي واكثرت القيل والقال في هذا الموضوع وبذلك نلاحظ ان وسائل الاعلام لا تعمل على ردم الفجوات بين العرب واليهود. بل تعمل على ان يسلط الاعلام الاسرائيلي الضوء على الأجزاء السلبية من المجتمع العربي بداعي ابراز عدائهم للدولة واللصوصية.

مثال اخر يلمسه كل من يطلع على الاعلام الاسرائيلي مؤخرا وهو تفريق الاقلية العربية في البلاد فتستخدم الصحافة مصطلحات نحو " عرب إسرائيل "، " عربي من أم - الفحم " أو " البدو " ، والتمييز بين المجموعات المختلفة في المجتمع وترويج الفروق بين الاقليات رغبة جامعة للجهات الجهات السياسية والامنية.

لاجمال تلك السطور نرى ان وسائل الإعلام تشوه الواقع الاجتماعي لعرب اسرائيل وفق تصويرهم بصور نمطية ومنحهم تمثيل أدنى، فالاعلام الاسرائيلي لا يعالج القضايا الجوهرية التي تعتبر تحديا للعلاقات العربية الاسرائلية في البلاد الامر الذي يضر ضررا كبيرا على تحسين ظروفهم بل يفوق ذلك بكثير فالتمثيل السلبي للعرب في وسائل الإعلام يمس مساسا بالغا في قرارات الشركات الاقتصادية في الدولة مثل التوظيف، و استعدادها للاستثمار في مجتمعات الأقليات وتخصيص الموارد للعرب في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com