هستريا التسوس

لا شك ان التسوس من الامراض التى قد تستيقظ على انسجة الاسنان لدى كل انحاء البشر بغض النظر (العرق ,الجنس , العمر ...) , قد يعتبر التسوس من الاوبئة الاكثر انتشاراً في العالم منذ قدم الزمان في حال اهمال العلاج , ووقاية الاسنان .

يعتمد التسوس تحت دائرة مرور الزمن على زوايا المثلث الثلاث الاساسية :

• الزواية الاولى : الاسنان الضحية التى تقع في قمة المثلث وتسمى المضيف.
• الزواية الثانية : سكر الاحادي والمعقد الركيزة في منح بيئة غذائية لارتباط الكائنات الدقيقة
• الزواية الثالثة : لا بد من وجود عامل الانتاج الكائنات الحية الدقية مثل البكتريا (...s.mutans, lactobacillus ) التى تعتاش على السكر في انتاجها بيئة حامضية التى تودي الى التسوس في فقدان معادن السن (demineralization ) .

التسوس على مر العصور

• العصور الحجرية : عُرف التسوس على انه نقاط سوداء مصبوغة تظهر على سطح الاسنان عند كبار السن , لا اهمية لها وتبقى حتى نهاية العمر.
• العصور الوسطى :اعتبر التسوس مرض يتم علاجة بواسطة خلع الاسنان على يد رجال الكنيسة , يظهر عند الشباب على سطح السن , وعند كبار السن على سطح الميناء والاسمنت (CEJ ) نتجية طعامهم الصلب .
• السبعينات: ازداد تفاقم التسوس عند كبار السن على سطح العاج , نتيجة لليونة طعامهم , وظهور الحلاقين كمصدر علاج لتسوس .
• الثمانيات : انبثقت مدارس علاج التسوس , والتحدث عن نظريات التسوس المتعلقة باستهلاك السكر بشكل مباشر لذلك اعتمدت نظرية ميلير " كمية السكر المستهلكة في الدولة على عدد سكان الدولة ينتج التسوس لكل شخص "
• التسعنيات :ظهر انتسار التسوس بشكل كبير بعد الحرب العالمية , طورت جوانب وقاية الاسنان وتوعية بزوايا التسوس في تحفظ من السكر والماكولات المحلاة التى اعتبرت مصدر اساسي لتعفن السن " كلما انحفضت نسبة استهلاك السكر عند الشخص ينتج هبوط في وتيرة التسوس "
• القرن العشرين :اختلف مفهوم التسوس بشكل عميق في البحث عن مسببات المرض وطرق متطورة التى تفي لاحتاجات الاشخاص في العلاج , واكتشف موخراً انواع الكائنات الدقيقة المتعلقة بالتسوس مثل بكتريا lactobacillus التى تظهر في بدايات التسوس , s.mutans في تشكيل حفرة داخل السن , ودرست العوامل الموثرة على التسوس ( الاولية, الثانوية ) .

عوامل التسوس

مع تطور العلم , وتقدم المعرفة والخبرات بمجال تعفن الاسنان , ترعرت عوامل واسباب قد تكون لها دور مباشرة وغير مباشر في التسوس الاسنان السلبي من اهم العوامل الاساسية :

• العرق:

اثبتت الابحاث ان النزعة العرقية , والمجتمع المشترك في تطوير تسوس الاسنان تختلف من مجتمع الى اخر مثل( المجتمع الصيني اقل تسوس من المجتمعات اخرى ) , تاثر مقاومة التسوس لدى الصينين بواسطة بنية الجسم ,وتركيبة العظم , وكيمة وتيرة اللعاب , وطريقة الاكل المتبعة , التوعية في محافظة على الاسنان تعطيهم ميزة قي مقاومة التسوس .

• العمر : تختلف تركيبة السن في دورة كل جيل , يعتبر جيل 4-8 و 8-11 الجيل الاكثر عرضة للتسوس كون الاسنان ضغيفة في فترة ولادة او تبديل الاسنان , وتفتقر للمعادن وصلابة السن مما يصعب على الاسنان مقاومة ارتباط البكتريا على سكر سطح السن , وكذلك اكثر خطورة في تسوس جذر الاسمنت من جيل 55-65 نتيجة للالتهاب اللثة وتقهقر اللثة عند جذر السن المؤدي الى تراكم البلاك , ناهيك على تعرضه في فترة الشيخوخة على عدة امراض التى توثر على ضعف الاسنان ( مرض السكرس , الضغظ , الاورام السرطانية ...)
• الجنس : ترتكز الابحاث العلمية في اختلاف تراكيب وبنية جسم الانثى عن الذكر , يقع عاتق التسوس الاسنان عند الاناث اكثر نتيجة بزوغ الاسنان الانثى وتعرضها للبيئة السكرية قبل شهور من الذكر , لكن اعتناء المراة باسنانها اكثر لاهتمامها بالجانب المظهري والخارجي بشكل اوسع .

• عامل الوراثي وعائلي :

ان جينات العائليه في تواجد نسل DNA يمنحك الاشتراك في بعض تراكيب الجسم المتوازية , يمثل في وجود نفس شكل الاسنان وتركيبة عظام الفك والاسنان , فيما يظهر دور العائله المصغر باتباع تساوي العادات والاعتقادات في نمط اسلوب الحياه , فلذلك نجد بعض العائلات لديها نفس وتيرة التسوس لاستهلاكها نفس كمية السكر , واعتنتائهم باسوب وقائي مشترك .

العوامل الثانوية

ترتبط علاقة غير مباشرة في تسوس الاسنان , لكن لا شك في دورها بتحديد مبررات التسوس من الناحية الاجتماعية والفكرية , والنفسية منها :

• الجانب النفسي : وجود الانسان تحت توتر او ضغوضات صعبة تودي الى زيادة استهلاك السكر كسبب في تهديئة الاعصاب المتوترة , وتقليل من افراز اللعاب في منح المعادن المفقودة للاسنان ومقاومة بكتريا المتراكمة بالفم (xerostomia).

• المكانة الاجتماعية ومستوى ثقافة العلم : تختلف مكانة الشخص , وصفة عمله باعطاءه رونقاً في التفكير المستقل بالتطور او الاهتمام الصحي وزيادة الوعي الثقافي من شخص الى اخر ( مثلاً : تفكير الطبيب في وقاية من التسوس الاسنان اكثر من عامل نظافة او حارس عمارة او صاحب حرفة ) , تعتمد المكانة الاجتماعية بالطبقة الراقية اكثر وعياً بالاهتمامات وعرضة التسوس من الطبقة الكادحة , كون لديهم احتاجيات مختلفة , واختلاف الفلسفة الفكرية لتلقي العلاج ( فالمستوى المعيشة يتعلق باهتمامات الشخص , فينظر الغني على الاهتمام بالاسنان من الناحية الجمالية ومنظر الاسنان دون تسوس , اما الطبقة الكادحة يكفيها ان توفر الاحتاجيات الحياة الاساسية , وتعريفهم للعلاج فقط عند ظهور اللام ). يتعلق مستوى المعيشة بعلاقة مستوى العلم ,. فنظرت المتعلم في ادراكه لثقافة حتلنة الامراض اكثر , فكلما زاد مستوى العلمي ازدادت ثقافة الفرد باتباع نمط حياة اكثر اهتماماً في التسوس, (اثبت الابحاث 2011 ان نسبة اولاد اطباء الاسنان الذين يصابون بالتسوس 1.2% مقارنة 9.7% بالمجتمع الطبيعي ).


• جانب العمل:

عمل الشخص له دور في تعفن الاسنان , فمثلا (صانع الحلويات او الطباخ يكون عرضه اكثر للتسوس في ارتباط السكر بالاسنان لتواجدة في بيئة ترغمة على ذلك ).
• الامراض : تعتبر الامراض وعلاج الامراض بالادوية من اهم العوامل التى توثر على تفاقم الستوس منها :
• مرض السكري : يختلف مريض السكري في انخفاض السكري وارتفاعه في الدم بمستوى التسوس , فانخفاض مستوى السكر في الدم يزيد من احتمالية التسوس نتيجة اخذ السكر وارتباطة على سطح السن , اما ارتفاع مسوى السكر في الدم يقلل من احتمالية تسوس الاسنان نظراً بالابتعاد عن البيئة السكرية .

• الادوية المحلاة : من الاسباب في زيادة التسوس عند الاطفال يعود في استخدام شركات الادوية مضادات حيوية (مضادات الالتهاب , ادوية الاكتئاب , المهدئات ..) يسود عليها طابع السكر لتجنت الطفل مرارة الدواء مما يتكون بيئة تسمح للانتاج التسوس.

• مرض العضال وعلاجاته : تصيب بعض السرطات الغدد اللعابية , التى تسبب في تقليل من افراز اللعاب التى يشكل مصدر دفاع اول عن الاسنان باحتوائه على معادن الفلويد والكالسيوم , الفوسفات المفيدة للاسنان (reminerzation )عند فقدان معادن الاسنان من البكتريا وبيئة الفم (deminerization) , وكذلك يساعد اللعاب على المحافظة ph درجة حموضية ثابتة في الفم , ويساعد في شطف الفم والاسنان من البلاك والبكتريا المتراكمة , اما علاجات وادوية امراض السرطان مثل العلاج الكيمائي والعلاج بالاشعة الفوق بنفسجية توثر على نجاعة افراز وتيرة اللعاب (xerostomia), وتدمير الغدد اللعابية وتقلل من دفاع الجسم امام البكتريا .

الدخان والمخدرات : يودي الدخان الى منح الفم بيئة تساعد على ترعرع البكيتريا وزيادة نسبة عرضة التسوس , فالابحاث جامعة كالفونيا 2012 تشير ارتفاع بثلاثة اضعاف نسبة التسوس عند المدخنين وشاربي القهوة , اما المخدرات (المرحوانا , والجراس ...) يودي الى كيميات كبيرة من التسوس لتاثر في نجاعة افراز اللعاب , قد اثبت اخصائيات 2010 ان نسبة التسوس عند متعاطي المخدرات تصل الى 43.8% .

• العامل الجغرافي : يختلف العامل الجغرافي في ازياد نسبة التسوس وانخفاضه بمحددات كثيرة التى تتلائم مع موقع المناطق مثل ( الحرارة , البعد الجغرافي عن خط الاستواء , ونجاعة الماء , تربة الارض , مصدر الطعام ) , فالمناطق الحارة تكون اقل عرضة لتعفن الاسنان كون استهلاك المياه المفلورة بكميات كبيره الذي يساعد في شطف الفم من الشوائذ , وعامل خط الاستواء له دور في بناء عظم الاسنان عن الابتعاد عن خط الاستواء الى يوثر بفقدان فيتامينD (مصدره من الشمس يساعد في بناء تركيبة العظام ) , ناهيك عن نوع التربة وخصابة الارض في انتاج طعام صحي وناجع اكثر الذي يقل من التسوس ( تربة الحمراء تحتوي على معادن وفلوريد ومعادن اخرى تساعد عن صلابة والقوة الدفاعية لميناء السن ) .

• الحروب والصراعات : ادت الحروب الى انخفاض احتمالية عرضة الاسنان لتسوس , نتيجة لنقص الموارد الغذائية , ونجاعة الطعام ( نقص البروتين , والدهنيات , السكريات والمعادن ) وازدياد نسب الوفيات مما ادى الى انخفاض نسبة النمو لدى الاطفال .
تعتبر عوامل التى توثر على التسوس من اهم معضلات المرض والتى تساعد في طرق العلاج والسيطرة على التسوس , واكتشاف تفاقم المرض .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com