زمن الصوم الاربعيني المقدس 2014

كلمة الاب عبد المسيح فهيم كاهن رعية اللاتين في الرملة بمناسبة زمن الصوم الاربعيني:

" أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه؟" (سفر اشعيا 58: 6 -7)

خصصت الكنيسة هذا العام للعائلة، فما أجمل ان تعيش العائلة زمن الصوم الاربعيني المقدس، الزمن الذي فيه نجدد ايماننا ونعلن توبتنا والتزامنا بوصايا الله وخلاص المسيح وتعاليم الكنيسة. وهذه فرصة لعمل ايماني مشترك، من خلال الممارسات الكنسية المختلفة، لنؤكد على تماسك العائلة وتعاون افرادها وتعميق المحبة المسيحية الحقيقية فيها، ومن خلالها للمجتمع ككل.

فلنبدأ يا اخوتي يوم اربعاء الرماد 05/03/2014 صوماً مقدساً نصعد فيه الى جبل الرب حتى نحتفل بالثلاثية المقدسة وقيامة يسوع من بين الاموات. انه السر الفصحي ( آلام وموت وقيامة يسوع) الذي نجدده يوميا لنعيش من خلاله سر الوحدة والمحبة والتضحية والرجاء وهذه عناصر اساسية للأسرة المسيحية.

فليكن موضوع الصيام وطريقة ممارسته دافعاً لكل عائلة خلال هذه الايام المباركة حتى تتبارك اسرنا. وليس الصوم معناه فقط الجوع بل الانتصار على الذات وتجديد الروابط العائلية فنتصالح مع بعضنا البعض، ونساعد كل منا الاخر، ولنهذب السنتنا فنتكلم كلاماً مسيحياً مقبولاً، بدون اهانات وبدون ذكر سلبيات الاخر. بهذا تتماسك الاسرة وتتألق الكنيسة.

تابعوا القداديس والصلوات المعلن عنها في الرعية ودرب الصليب والعظات الخاصة في الزمن الاربعيني. وتقدموا من سر الاعتراف اكثر من مرة حتى نطهر انفسنا من الشوائب القديمة ونتخذ مكانها كل جديد ومفيد. لنقرا يوميا الكتاب المقدس الذي يزودنا بالحكمة والمعرفة والنعمة. لنمسك بأيدينا المسبحة الوردية المعلقة في بيوتنا ونتشفع بأم النور مريم لتوجهنا لابنها الحبيب العجيب المخلص.

وليرافق صومنا اعمال الصدقة والتفكير في من هم باحتياج، لذلك نخصص صندوقاً لجمع التبرعات من اجل اخوتنا المشردين والفقراء والمحتاجين في سوريا. واهم من هذا التبرع المالي، الصلاة من اجلهم ومن اجل المضطهدين منهم والعائلات التي تعاني من فقدان احد ابنائها حتى يفرج الله عن ضيقاتهم ويحل السلام في كل شرقنا العزيز.

اخوتي لا نضيع الفرصة التي فيها يمكن ان نتقرب من الله في هذا الزمن المقدس. ولنصل من اجل بعضنا البعض فكل منا في احتياج لنعمة الله ومعوناته وبركاته.

الاب عبد المسيح فهيم
كاهن الرعية